عبر عددٌ من منسوبي الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة عن عميق حزنهم وبالغ أساهم لوفاة فقيد الأمة والوطن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله -، معتبرين وفاته فاجعة كبرى أصابت الوطن بل الأمة العربية والإسلامية جمعاء. ورفعوا صادق المواساة والعزاء لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل. وكيل الجامعة للشئون التعليمية الأستاذ الدكتور إبراهيم بن علي العبيد قال : إن المصاب عظيم ولا نملك إلا أن نقول « إنا لله وإنا إليه راجعون « ، وإنا لفراقك يا نايف لمحزونون، مضيفاً : إن الوطن والمواطن فقدوا شخصية من الشخصيات الهامة والتي ارتبطت ارتباطاً مباشراً بأمن الوطن وأمانه، فكيف لا والأمير نايف ظل وزيرًا للداخلية لأكثر من 37 عاماً وله اليد الطولى في القضاء على الإرهاب وبفضل الله ثم بفضل حكمته زرع الثقة في رجال الأمن وسار بهم ليحقق إنجازاً كبيراً في دحر الفئة الضالة، واستحق أن يطلق عليه رجل الأمن الأول، وللأمير الراحل مناقب كثيرة واهتمامات بالعلم وأهله، فهو رحمه الله محيي السنة النبوية من خلال تبنيه لجائزة الأمير نايف للسنة النبوية وجائزته لحفظ الحديث الشريف، وكذلك اهتمامه بالحجاج وراحتهم بداية من وصولهم إلى مغادرتهم فأصبح الحج ورغم مشقته بفضل الله ثم بفضل جهوده وتوجيهاته من الشعائر التي يؤديها الحاج بأقل مشقة ممكنة في هدوء وسكينة، وهذا يشهد به جميع الحجاج بالشعور بالأمن، وتوفر جميع الخدمات بيسر وسهولة وما يلاقونه من حسن استقبال وترحيب منذ وصول الحاج للمملكة. د. إبراهيم العبيد وقال وكيل الجامعة للتطوير الأستاذ الدكتور محمود بن عبد الرحمن قدح : لقد تلقيت ببالغ الحزن نبأ وفاة ولي العهد رحمه الله، فقد كان قامة من قامات هذا الوطن، زرع فيه الأمن والأمان، وكان يسهر على حفظ الأمن، وقدم مدرسة للعالم أجمع في كيفية القضاء على الإرهاب بشتى صوره وتجفيف منابعه بحملات استباقية، كما كان له الريادة في الحرب الفكرية على الإرهاب من خلال حملات السكينة وبرنامج المناصحة، ولا ننسى دوره - رحمه الله - في حماية أبناء وطنه من المخدرات حيث كان يقود رجاله ليكونوا سداً منيعاً أمام داء المخدرات. ومآثر سموه الكريم كثيرة لا تحصى ومنها إسهاماته العلمية من خلال جائزة سموه للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة والكراسي العلمية المختلفة داخل المملكة وخارجها. وفي الحقيقة لقد خسر الوطن والعالم أجمع هذه الشخصية الفذة التي لا نملك لها إلا الدعاء بالرحمة والمغفرة. وقال وكيل الجامعة الدكتور أحمد بن عبدالله كاتب إن فقد رجل مثل الأمير نايف -رحمه الله- يعد خسارة كبيرة للوطن وللأمة الإسلامية، إذ إن سيرة الفقيد وجهوده الفذة في إرساء أمن البلاد والوقوف بعزيمة وصمود في وجه كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد أو ترويع مواطنيها أو التعدي على حرماتها، كل ذلك يشهد له -رحمه الله- بالتفرُّد والنجاح في قيادة دفة الأمن والنظام. ولقد كان لنجاح سموّه الباهر في القضاء على الإرهاب ومنع الجماعات المفسدة من زعزعة الاستقرار وتخويف سكان بلاد الحرمين أكبر الأثر في تفكيك هذه الجماعات وإحالة كل متورط في جرائمها النكراء إلى العدالة، فضلاً عن تحصين الشباب وتعزيز أمنهم الفكري ضد الانحراف أو الانجرار وراء شبهات الفكر الضال، كما كان لتولي سموه -رحمه الله- قيادة أمن الحجيج أعظم الأثر في تسهيل أداء المناسك للحجاج والمعتمرين في أجواء تسودها السكينة والطمأنينة، بعيداً عن عبث العابثين أو فساد المخربين. ولقد نالت الجامعة الإسلامية في من لدن الأمير نايف - رحمه الله- عناية خاصة فقد زارها سموّه مرتين، مرةً للالتقاء بمنسوبيها في لقاء مفتوح استمعوا خلاله إلى توجيهاته الأبوية وكلماته التربوية، ومرة في رعاية سموه وافتتاحه لمؤتمر الإرهاب الذي نظمته الجامعة. د. محمود قدح