عندما ندخل مدرسة من مدارسنا في أي ناحية من وطننا الغالي، نكون في غاية السعادة والتفاؤل عندما نجد بصمات المعلمين - القدوة - على البيئة المدرسية فنجد الطلاب يتمتعون بخلق كريم وأدب جم وتحصيل متميز وبيئة تربوية تجسد القيم الإسلامية في حياة طلابنا.. المحظوظين. وفي المقابل تدخل مدرسة أخرى فتأسف على بيئتها العقيمة لطلابنا وطالباتنا الذين يفتقدون أولويات الأدب والأخلاق، تبحث عن القيم وتتلمس آثارها فتفشل في العثور ولو على بقية مما ترك أهل الخلق والسمت الرفيع، وإذا نظرنا إلى المناهج التي يدرسها الطلاب سواء الكتب الدراسية أو المناشط المختلفة التي تقدم للطالب نجد أنها منبثقة من كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، الذي قال عنه ربنا (وإنك لعلى خلق عظيم)، إن مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم فيها من الكمال والجمال والعظمة والشمول والصدق والحق ما يجعلنا نفيض على الأمم الأخرى من هذا المصدر القيّم العظيم والنصوص تؤكد مسألة الاتباع والأسوة كما قال تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً). إن شبابنا وفتياتنا اليوم ومع التطور الهائل لتقنية المعلومات في أشد الحاجة إلى ترجمة ما يتعلمونه إلى واقع يومي معايش وإلى المعلم والمعلمة القدوة الرمز، ففي المدرسة تبنى الأمة ثم تستلم الراية الأسرة فتكمل المسيرة وتسدد الجهود ابتغاء وجه الله ثم لإثبات الهوية الإسلامية والانتماء لبلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين.. إن هوية الأمة هي القوة الخارقة الحقيقية التي لا يقف أمامها شيء لأنها مؤيدة من الله ومن كان الله معه فلا غالب له. إننا مدعوون وخاصة في هذه المرحلة «المخاضية» إلى التخطيط السليم الاستراتيجي المبني على قيم الأمة المسلمة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لنغرس ونفعّل قيمنا الإسلامية المبدعة والحافزة على الفكر الإبداعي المنضبط، وأن تكون في نسيج كل خططنا وسياستنا ومشاريعنا وأن يكون هذا التوجه الوطني مبدأ لا يسع أحد الاستغناء عنه، لنحصل على التمكين والسيادة من رب العالمين فبلادنا المملكة العربية السعودية هي رائدة العالم الإسلامي ففيها الحرم المكي الشريف قبلة المسلمين حيث يتجه إليه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، وكذلك مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصد الحجاج والمعتمرين .. إنها مكانة ومنحة من رب العالمين لا تتغير ولا تتبدل ولا يستطيع كائناً من كان أن يكتب فوق كتابة رب العالمين فإلى مزيد من ترسيخ القيم والمبادئ الإسلامية في جميع مناحي حياتنا بثقة واعتزاز لنحصل على التميز والابداع بين أمم الأرض، ومن التمس رضا الله في سخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه ومن التمس رضا الناس في سخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.