دان مجلس الامن الدولي امس "بأشد العبارات الممكنة" الحكومة السورية على خلفية مجزرة الحولة التي سقط فيها 108 قتلى. واشارت الدول ال15 الاعضاء في المجلس ومن بينها روسيا حليفة دمشق، الى ان الهجمات "تضمنت سلسلة غارات من الدبابات والمدفعية الحكومية ضد حي سكني"، وذلك في بيان مشترك يطالب الرئيس بشار الاسد بسحب الاسلحة الثقيلة من كل المدن السورية. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس في رسالة الى مجلس الامن ان مراقبي المنظمة الدولية في سوريا اكدوا ان قذائف المدفعية والدبابات اطلقت على منطقة سكنية في الحولة في سوريا وقتل في العملية الكثير من الاطفال. وقالت الرسالة التي حصلت رويترز على نصها ان المراقبين "شاهدوا جثث القتلى واكدوا بعد فحص الذخيرة ان قذائف المدفعية ومدافع الدبابات اطلقت على حي سكني. وأكد بان ايضا دعوته للحكومة السوية الى وقف استخدام الاسلحة الثقيلة في المناطق المدنية كما وعدت دمشق مرارا. وفي بداية جلسة المشاورات المغلقة التي عقدها مجلس الأمن حول التطورات في سوريا شكك دبلوماسي روسي في مسؤولية النظام السوري عن المجزرة التي ارتكبت في مدينة الحولة. وقال مساعد الممثل الدائم لروسيا في الاممالمتحدة ايغور بانكين للصحافيين "علينا ان نتأكد ما اذا كانت السلطات السورية" مسؤولة عن المجزرة، لافتا الى ان "معظم" الضحايا قضوا بالسلاح الابيض أو "اعدموا عن قرب"، الامر الذي يتناقض مع تأكيد المراقبين الدوليين ان الضحايا تعرضوا لقصف مدفعي. وألمح ايضا الى ان عدد الضحايا الذين تم احصاؤهم لا يتلاءم مع التدمير الذي امكن رصده في المكان. من جهته، ابلغ رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود اعضاء مجلس الامن ان المجزرة في الحولة اسفرت عن 108 قتلى و300 جريح، وفق ما افادت مصادر دبلوماسية. واوضح مود بحسب الدبلوماسيين ان الضحايا اصيبوا ب"شظايا قذائف" أو قتلوا "عن مسافة قريبة"، لافتا الى اكتشاف اثار طلقات مدفعية وقذائف هاون و"اعتداءات جسدية" في موقع المجزرة. من جانبه اكد قائد عمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة هيرفيه لادسو للصحافيين ان حصيلة ال108 قتلى تمثل "تقدير" بعثة مراقبي الاممالمتحدة. وكان مود تحدث السبت عن "استخدام للمدفعية بواسطة دبابات" ودعا الحكومة السورية الى "الكف عن استخدام السلاح الثقيل"، من دون تحديد المسؤول عن المجزرة بوضوح. وتتألف قوى المعارضة السورية المسلحة خصوصا من عسكريين منشقين مع اسلحتهم الخفيفة، في حين ان دبابات الجيش النظامي لا تزال منتشرة في المدن في انتهاك لخطة السلام التي قدمها مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان. وبحسب مصدر في الاممالمتحدة، فقد حصل في بادئ الامر اطلاق نار مدفعي ثم هاجم مسلحون قادمون من القرى المجاورة مدينة الحولة. وقال هذا المصدر لفرانس برس "التحقيق يظهر حصول اطلاق نار مدفعي اولا ثم دخول عناصر ميليشياويين الى الحولة". وتقدمت بريطانيا وفرنسا باقتراح اعلان يدين مجزرة الحولة ويحمل السلطات السورية بوضوح المسؤولية عنها. الا ان روسيا اعاقت اقرار النص مطالبة بالاستماع اولا الى كلمة الجنرال مود امام مجلس الامن. ونفى النظام السوري بشدة مسؤوليته عن مجزرة الحولة التي اثارت موجة استنكار دولية واضعفت خطة انان.