قبل بداية القرن الواحد والعشرين (منذ 12 سنة تقريبا) لم يكن المتخصصون في شؤون البترول عندما يذكرون البترول يضيفون اليه صفة (التقليدي). لكن مع بداية هذا القرن أصبح من النادر أن يذكر المتخصصون اسم البترول (لاسيما الاحتياطي والانتاج) من غير أن يضيفوا اليه كلمة التقليدي Conventional أو غير التقليدي NON-conventional للتمييز بين النوعين. السبب في هذا التقسيم بين أنواع البترول هو ان انتاج البترول بدأ منذ منتصف العقد الاول من هذا القرن (أي قبل سبع سنوات) يأخذ شكل Plateau (مسطّح) ولم يعد قادرا على الاتجاه الى الاعلى لأنه وصل الى أقصى ذروته الإنتاجية Peaked بسبب نضوب اكثر من نصف البترول السهل في العالم وعدم اكتشاف حقول جديدة للتعويض عن انخفاض انتاج بترول الحقول التي بلغت الذروة. هكذا وجد الإنسان نفسه يجوب شتى أصقاع الأرض ويغوص أعماق قيعان البحر للبحث عن مايسمى البترول غير التقليدي (الذهب الفالصو) وهو يختلف عن البترول التقليدي (الذهب الأسود)، إما لصعوبته وخطورته لأنه يوجد على عمق أميال تحت سطح البحر او لأنه لا يوجد سائلا (في حالته الطبيعية)، ولذا لايمكن ضخه بالطرق المستخدمة في ضخ البترول التقليدي بل لابد من ان يمر بمراحل مكلفة ومعقدة وضارة حتى يمكن تحويله الى سائل يتدفق الى سطح الارض. لقد قررت دول مجلس التعاون ان لا تتخلّف عن الركب العالمي في استغلال بترولها الثقيل للتعويض عن انخفاض انتاج بترولها السهل فبدأت عمان والبحرين وابو ظبي (وحديثا الكويت وفقا لارقام الفابيتا نقلا عن السياسة 20\5\2012) للاستعانة بالشركات العالمية في حقن البخار عن طريق التسخين (باستخدام الغاز والماء رغم ندرتهما في المنطقة) لإنتاج بترولها الثقيل. بالنسبة للمملكة فإن شركة البترول تشيفرون (الشركة الأجنبية الوحيدة التي لاتزال تحظى بامتياز التنقيب وانتاج البترول مع المملكة) قامت بإجراء تجارب إنتاج البترول الثقيل في حقل الوفرة باستخدام حقن البخار وهي طريقة يتم تطبيقها لأول مرة في حقول لها خصائص حقل الوفرة، لذا فإن نجاحها سيكون فتحا جديدا لاستخدامها في الأماكن الأخرى التي لها نفس الخصائص. تقول جريدة Wall Street 24 مايو 2011: حتى الآن ثبت نجاح تجارب تشيفرون في حقل الوفرة وبأنه اذا قررت المملكة والكويت استخدام حقن البخار في كامل الحقل فأنه سيصبح اكبر حقل من نوعه يستخدم البخار وانه سيؤدي الى توظيف 3000 عامل واستخراج ستة مليار برميل (اكثر من نصف مليون برميل في اليوم) على مدى 25 - 30 سنة. على حد معلوماتي يوجد قسم رائد لهندسة البترول في جامعة الملك سعود لتخريج مهندسين في البترول ولكن الغريب (رغم انهم في بلد البترول) يلاقون صعوبة التوظيف، فلو التزمت تشيفرون بنسبة ال 10% فأنه ستتاح اكثر من 300 وظيفة مهندس بترول للسعوديين لضرب عصفورين بحجر واحد أولا التوظيف برواتب مغرية وثانيا اكتساب خبرة للمهندسين السعوديين في استخدام تقنيات جديدة على حد علمي لا تتوفر حتى الآن لدى أرامكو. بعض الكتاب الغربيين يزعم ان الشركات الوطنية الخليجية لم تطور نفسها بالقدر الكافي لاكتساب الخبرة للانتقال من انتاج البترول السهل الذي اكتشفته وطورته في البداية الشركات العالمية مما قد يتيح الفرصة الآن لهذه الشركات ان تعود الى المنطقة لتطوير البترول الصعب.