أكد رئيس شركة شيفرون العربية السعودية أحمد العمر أن النتائج الأولية من المشروع التجريبي للغمر بالبخار على نطاق واسع في حقل الوفرة بالعمليات المشتركة، إلى جانب نماذج المحاكاة والدراسات الأخرى، أظهرت آمالًا واعدة، لإمكانية تعميم التجربة على نطاق الحقل بأكمله، التي تخضع الآن للتقييم. وتهدف التجربة إلى إنتاج أكثر من 500 ألف برميل من الزيت يوميًّا من احتياطيات قابلة للاستخراج تقارب ستة مليارات برميل. وكان حقن البخار التجريبي في مكمن الإيوسين الأول بالوفرة، رفع الإنتاج بنحو 600 بالمائة من الإنتاج الأساسي (دون حقن). وإضافة إلى ذلك، تمت مراقبة درجات الحرارة المتزايدة للموائع المستخرجة مع الزيت في آبار منتجة منذ أن بدأ حقن البخار منتصف 2009. وأوضح العمر تواصل التقدُّم في التعامل مع تحدّيات الإنتاج المتمثلة في الرواسب القشرية والتآكل في الآبار بسبب حقن البخار، حيث إن المواد المعدنية في المكامن الكربوناتية يمكن أن تذوب عند اتصالها بالبخار، وتترسب على شكل قشور في الآبار المنتجة والمعدات السطحية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تسخين الخام، المحتوي على نسبة عالية من الكبريت، يمكن أن ينتج عنه بيئة محيطة عالية التآكل. وقد تؤدي هاتان الحالتان إلى تعطل غير مقبول في الإنتاج، إذا لم يتم التخفيف من أثرهما بتقنياتنا المطوّرة حديثًا. وسيكون تطوير الحقل بأكمله أول تطبيق تجاري واسع النطاق للغمر التقليدي بالبخار في المكامن الكربوناتية في أي مكان من العالم. ويتطلب المشروع حفر آلاف الآبار، ما بين آبار إنتاج وحقن بخار ومراقبة درجات الحرارة، بالإضافة إلى إنشاء مرافق ضخمة منفصلة لتوليد الطاقة والبخار. ومن المتوقع أن يصدر قرار الاستثمار أو عدمه بخصوص تطوير الحقل بأكمله في أواخر 2013، فيما يبدأ حقن البخار في الإيوسين الأول خلال 2017. وقال رئيس شركة شيفرون العربية السعودية، التي تتولى تشغيل حقل الوفرة مع الشركة الكويتية لنفط الخليج: «إن التأثير المحتمل للغمر بالبخار كبير جدًا». وعلى مدى الستين عامًا الماضية، ساهم الضخ التقليدي في استخراج نحو خمسة بالمائة من الزيت الموجود أصلًا في مكمن الإيوسين الأول، علمًا بأن استخراج نسبة واحد بالمائة أخرى من هذا المكمن وحده، ستضيف أكثر من 100 مليون برميل لاحتياطيات الوفرة. وتصل تقديرات الزيت المستهدف والموجود أصلًا في مكمن الإيوسين الأول بنحو تسعة مليارات برميل، فيما يجري القيام باختبارات منفصلة للغمر بالبخار لمكمن الإيوسين الثاني الأعمق قليلًا في الوفرة». وأضاف العمر إن «هناك مليارات البراميل من الزيت الثقيل في المنطقة لم يتم تطويره، ونحن، في الوفرة، منطقة العمليات الوحيدة التي تقوم باختبار تقنية الغمر بالبخار التقليدية على نطاق واسع في مكمن كربوناتي في الشرق الأوسط. وهذا النجاح المبكّر للمشروع التجريبي، يجعلنا متفائلين بفرص واعدة أخرى للزيت الثقيل في منطقة الشرق الأوسط». وتوحي بعض التقديرات بأن ما يصل إلى ستين بالمائة، وربما أكثر، من احتياطيات المواد الهيدروكربونية في العالم محبوس في مكامن كربوناتية أغلبها في الشرق الأوسط. وعلى نطاق مماثل، فإن ما يُقدّر بنسبة خمسين بالمائة، أو هناك مليارات البراميل من الزيت الثقيل في المنطقة لم يتم تطويره، ونحن، في الوفرة، منطقة العمليات الوحيدة التي تقوم باختبار تقنية الغمر بالبخار التقليدية على نطاق واسع في مكمن كربوناتي في الشرق الأوسط.أكثر، من احتياطيات المواد الهيدروكربونية في العالم هي من الزيوت الثقيلة/ الزيوت الثقيلة جدًا، والتي تحتوي على نسبة ملحوظة من الرواسب، موجودة في منطقة الشرق الأوسط. وفضلًا عن نمو الإنتاج والاحتياطي، فإن تطوير الحقل بالكامل يشكّل كذلك فرصة كبيرة لنقل التقنية وتطوير المهارات والتدريب لزيادة الخبرات الفنية المحلية والقدرات والفرص الوظيفية. وحقق مشروع الغمر بالبخار على نطاق واسع بالفعل مردودًا مباشرًا تمثل في تمكين أربعين موظفًا كويتيًّا وسعوديًّا من تلقي تدريب أثناء العمل وبناء مهارات، من خلال الاشتراك في برامج تدريبية في عمليات شيفرون للغمر بالبخار في كاليفورنيا، بما في ذلك برنامج تدريبي لمدة 18 شهرًا لمشغّلين وفنيين ومشرفي نوبات شباب في عمليات الغمر بالبخار. وتتم عملية الغمر بالبخار بحقن بخار في مكامن الزيت الثقيل لتسخين الزيت الخام الموجود في باطن الأرض لخفض درجة لزوجته وبالتالي مساعدته على الخروج عبر الآبار. وتتطلب العملية حفر 16 بئرًا للحقن و25 بئرًا منتجة و16 بئرًا للمراقبة وإنشاء مرافق لمعالجة الماء وتوليد البخار وتوزيعه. وتعدُّ شيفرون رائدة الشركات العالمية في تقنية الزيت الثقيل، وهي تنتج نصف كمية الزيت الثقيل في العالم بواسطة الغمر بالبخار. وتقوم الشركة بتطبيق تقنية استخراج الزيت هذه عن طريق حقن البخار في المكمن لتفكيك تماسك الزيت الثقيل منذ خمسين عامًا في كيرن ريفر بكاليفورنيا، ومنذ ثلاثين عامًا في دوري بإندونيسيا. يُذكر أن شركة شيفرون العربية السعودية تتولى إدارة حصة المملكة البالغة خمسين بالمائة في الموارد البترولية بالجزء اليابس من المنطقة المقسومة بين المملكة والكويت، وتعمل على تشغيل أربعة حقول بترولية هي: الوفرة، وجنوب أم قدير، وجنوب الفوارس، وحما.