نظرت البوادي بانن بلاد خانس فبانن على قلبي عزام الهواجس ويفجع قلبي منزل القيظ كلما أريته مغبر الجنابين دارس وحيش الجبا خالٍ من الخيم والقنا وجرد السبايا والبكار القناعس نبوا عنه أهل جل العطايا وكلما نظرت بعيني مستعيد المجالس يقول منيع الصبر مني حسايف على دهر معهم قليل التعايس فقلت ضحى لا حيلةٍ استحيلها وقد هب من ريح الفراق النسانس أقلا خليلي اعتذالي وربما بنا فكرتي في لاهقات القراطس وقفت على حزم العذيب وخاطري بعرق الانوى والجما فيه جالس احايل نفسٍ ضاق ميدان صبرها بلى عاد في الحسا لها العام خامس يثير عليها الهم ريا ضعاين إلى زجرت منها لحداة الحوانس قمن الدجا داياتهن مخافه يضيق عليهن نهار التنايس قبل ظهور الشمس لم يبق حاجه لهن غير بظهور الجمال القناعس سارن من الحزم الذي يحجر الصوا شمالٍ ويممن الدروب الدوارس لكن تمايلهن الى ميل النيا هواهن ميل المهويات العرايس يتالين في زوماتهن معود هزبر الوغا زاكي جدود المفارس ضعاين مالي في لقاهن حاجه ولا صاد قلبي من هواهن وساوس ولكن من يتلين لي منه مطلب جزيلٍ وظني فوق ما كنت هاجس ويمنعني عنه الحيا حين اشوفه وصرع الحيا لاولاد الاجواد حابس لنا منه مأمول على طلب ديره لنارٍ هواها في حجا الروح قابس لها هاجسٍ من طارق الهم كلما فجا القلب يوقظني ولو كنت ناعس يناط ضميري من اذاياه مثل ما تنوط نياب الضاريات الفرايس اقمنا بها يا طال ما يرتجا بنا لنيل وكم ننجي ارقاب الجوارس وكم في رباها من صديقٍ نسره ومن بطل في ملتقى الروع قابس وذا اليوم لا مستالفينٍ ظليمه ولا يرتجي منا يد الفضل بايس رهين القضا واه القوى كلما نوى مرام العلا عاقه من القل حابس ولا من جدا الا من الله او يكن جداً منه لا اضحى به الظن آيس عرض ندى الكفين براكٍ الذي يعد على كل السجيات فارس جليل مرام النفس ما يستميله الى الهون أشوار النذول النحايس ذرى كل منيوب ٍ منيبٍ لافي عفيف السجايا عن دروب الدنايس متم الرجا للمرتجي في جنابه صخاه لعرضه من نبا اللوم حارس دفي الذرى حتف القضا صوب ضده بطي الرضا للمجتني فيه هايس ظهير ضحى الهيجا هواةٍ معود بنطح جماهير الجموع اللوابس عزيت ببدع القيل فيه وخاطري بذا سامحٍ حيثي بحسناه راكس أياديه لا كلت أيادي مرامه علي بالجدا من جديدٍ ودارس فهو لي الى ما ضامني فادح النيا ملاذٍ كما تنج الجبال النواخس وليس سوى التقوى والايقان والهدى وبذل النقا يفنى سوى ما انت غارس وافضل تسليمي ومدحي لمن هدى إلى الحق عن داجي ظلام الخنادس الشاعر: جاء في مخطوط الدخيل «قال سعود» ومن مقارنة دلالات النص مع الدلالات التاريخية نستطيع أن نحدد الشاعر كما يلي: أولاً-دلالات النص: 1- اسم الشاعر سعود وهو يبكي بلده الذي كان له الأمر فيه ويطلب من ممدوحه مساعدته في استعادة بلده. 2- اسم الممدوح براك وينزل بادية الاحساء وله الأمر فيها وقد لجأ إليه الشاعر ومكث في ضيافته خمس سنوات. ثانياً- دلالات المصادر التاريخية: 1- في عام 1080 ه أن براك الغرير بن عثمان بن مسعود بن ربيعة آل حميد استولى على الاحساء وأنه توفي عام 1093ه. 2- في عام 1087 ه جلا مانع بن عثمان الحديثة وربعه إلى الاحساء ومانع هذا أبو سعود ونحيط. إذاً شاعرنا هو سعود بن مانع بن عثمان التميمي من شعراء القرن الحادي عشر الهجري. دراسة النص: ورد النص فقط في مخطوط «البحث عن أعراب نجد وعما يتعلق بهم» لسليمان الدخيل ويعاني النص من طمس بعض الكلمات أو عدم وضوح الرسم في بعضها مما يصعب قراءته وقد قمت بالتصحيح بناء على ما رجح لدي صحته لمشابهة الرسم واتساق السياق المعنوي ومساحة المقال لا تسمح بتفصيل ذلك ونكتفي بإيراد النص مصححاً، وقد بدأ الشاعر قصيدته واقفاً على الأطلال يشاهد مغادرة البدو منازلهم التي أصبحت خالية موحشة فتبادرت شاعرنا الهموم ليؤكد أنه يحزن كلما شاهد أماكن نزول البدو وقت الصيف وقد خلت إلا من الرياح والأتربة، بعد أن كان مزدحماً بالخيام والرماح والخيل والإبل، لقد رحل الكرماء الذين يمنحون العطاء الكثير تذكر ذلك وهو يرى مجالسهم فيأخذه الحنين إلى ذلك الوقت الممتع الذي قضاه معهم، ثم يذهب إلى مخاطبة رفيقاه بأن يكفا عن لومه على ذلك فربما يكون هذا سبباً لكتابة قصيدة، وإنما هو يحاول إقناع نفسه بالصبر رغم أن له خمس سنوات منذ أن قدم عليهم في الإحساء، وأنه مما يثير أحزان الشاعر مشاهدة ارتحال الظعائن، حيث يقمن خادماتهن بالاستعداد ليلاً حتى لا يتأخرن عندما يحين موعد المغادرة فقبل طلوع الشمس لا يبقى لهن شيئاً إلا وقد حملنه على ظهور الجمال الضخمة، ثم يصف مسير الظعائن خلف ليث الحرب المتمرس ذي النسب الرفيع وان ليس للشاعر غرض بهذه الظعائن وإنما غرضه الكبير في من تتبعه الظعائن والذي يتأمل فيه الكثير ولكنه عند مقابلته يمنعه الحياء من إبداء غرضه كعادة أبناء العوائل الكريمة، والذي يتمثل في طلب الدعم والمساعدة في استعادة بلدته من يد الأعداء الذين اجلوه عنها، وان هذا الأمر هو أشبه ما يكون بالنار التي تتأجج في جوانحه وتؤرقه، فقد كانوا في بلدهم سادة يقصدهم المستعطي ويستأمن بهم الخائف ويفرح لهم الصديق، وقد تغيرت الأحوال فلم يعودوا يستطيعون أن يدفعوا ظلما ولا يبذلوا عطاءً لمستجدٍ، وليس لهم معين سوى الله عز وجل ثم عون من أصابه اليأس براك كريم اليد الذي هو في جميع خلائقه فارس نبيل وذو طموح عظيم لا يميل إلى استشارة الجبناء والبخلاء، وهو المكان المحصن الذي يلجأ إليه من أصابته نائبة وهو فارس الهيجاء الذي يقابل الجموع لا يهابها، وقد وجد الشاعر عزاء لنفسه في مدح براك بهذه القصيدة وهو راضي بذلك لأنه ملكه بإحسانه القديم والجديد.