حثت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس اسرائيل والفلسطينيين امس السبت على تنسيق الانسحاب الاسرائيلي المقرر من غزة قائلة إن هذا التعاون أمر «لا غنى عنه مطلقا». وقالت رايس إثر محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله «سيتعين على كل من الطرفين أن يقوم بدوره إذا كان لهذا أن يكون حقا انسحابا سلميا ومنظما من غزة». وترى واشنطن ان تنفيذ انسحاب منظم من المستوطنات اليهودية في قطاع غزة المحتل وهو ما يتوقع ان يبدأ في منتصف اغسطس - اب يمثل خطوة مهمة نحو استئناف مساعي السلام التي تعثرت خلال الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال على مدى اربع سنوات ونصف السنة. وفي هذا الصدد قالت رايس «إن هذه العملية التعاونية أمر لا غنى عنه مطلقا وقد تحدثت بشكل موسع مع الفلسطينيين اليوم عن الحاجة الى التعاون. وسوف اتحدث عنه بشكل موسع مع الاسرائيليين». ودعت رايس إلى ايجاد تفاهمات بشأن حرية تنقل الفلسطينيين عبر حدود غزة بعد الانسحاب والاتفاق على مصير البنية الاساسية للمستوطنات المقرر اخلاؤها. وقالت في مؤتمر صحفي مشترك مع عباس «لا يوجد مزيد من الوقت لوضع مشكلات جديدة ببساطة على جدول الاعمال. يتعين الان ان تكون هذه عملية نشطة لايجاد حلول.» وأثنت رايس على «الخطوات الجيدة الملموسة» التي اتخذها عباس باتجاه إصلاح أجهزة الأمن الفلسطينية. غير أنها استطردت قائلة «بالطبع يلزم عمل المزيد وخاصة استخدام قوات الأمن بفاعلية لمكافحة انعدام القانون ومحاربة الإرهاب». ومن المقرر أن تلتقي رايس التي تقوم بثاني زيارة للمنطقة هذا العام مع شارون اليوم الاحد أي قبل يومين من قمة مقررة بينه وبين عباس يوم الثلاثاء القادم فيما سيكون أول اجتماع بينهما منذ محادثات الثامن من فبراير- شباط في مصر التي توصلا فيها الى اتفاق هدنة. واكدت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ان الولاياتالمتحدة ستواصل مقاطعة حركة حماس الفلسطينية واصفة اياها بانها «منظمة ارهابية». وقالت رايس «ان الولاياتالمتحدة لا تجري اي اتصال بحماس لانها تعتبر ان حماس منظمة ارهابية». الى ذلك اكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لوزيرة الخارجية الامريكية رغبته في التنسيق مع اسرائيل في شان انسحابها من قطاع غزة . وقال عباس خلال المؤتمر الصحافي «تحدثنا عن التزامنا الاصلاحات والسلام، نحن نريد تنسيقا كاملا (مع اسرائيل) من اجل انسحاب كامل ونهائي من قطاع غزة والضفة الغربية» واكد عباس ان اطلاق سراح الفلسطينيين المعتقلين في السجون الاسرائيلية «مهم للغاية» من اجل تسوية نزاع الشرق الاوسط. وقال عباس «شددنا على اطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين لان هذه المسألة ذات اهمية كبرى من اجل دفع عملية السلام الى الامام». من ناحية اخرى اشادت رايس امس السبت بالمحادثات التي اجرتها مع رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع وذلك قبيل لقائها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقالت رايس بعد لقاء استمر اكثر من ساعة مع قريع في رام الله بحضور وزير الخارجية ناصر القدوة ووزير الشؤون المدنية محمد دحلان «كان اللقاء ممتازا». واعلن مسؤول فلسطيني كبير شارك في اللقاء لوكالة فرانس برس «شددنا على ضرورة حرية الانتقال بين قطاع غزة والضفة الغربية وفتح حدود قطاع غزة واعادة تشغيل مطاره» بعد الانسحاب الاسرائيلي. واضاف «ينبغي ان يقدم الاسرائيليون اجوبة على هذه الاسئلة لانها اساسية لمستقبلنا». من جهة اخرى طالبت رايس ب «اجراءات جوهرية» لتسهيل حياة الفلسطينيين اثناء لقائها امس السبت مع وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز، كما ذكرت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية. وشددت رايس خصوصا على افراج اسرائيل عن اسرى فلسطينيين من اصل حوالي سبعة الاف معتقل، بحسب المصدر نفسه. واكد موفاز من جهته للصحافيين بعد اللقاء الذي عقد في القدس، ان الحكومة «مصممة تماما على تنفيذ خطة» الانسحاب من غزة في الموعد المحدد. واكد من جهة اخرى ان اسرائيل تأمل في «تعزيز سلطة السلطة الفلسطينية لان ذلك في مصلحة كل الاطراف».