كثفت المديرية العامة للزراعة بمحافظة الأحساء جهودها الرامية الى مراقبة حركة تداول الفسائل والحد من زراعة أي فسيلة الا بعد ثبوت خلوها من حشرة سوسة النخيل كذلك عدم استقبال فسائل من خارج المحافظة ما لم تحمل شهادة منشأة مصدقة تثبت خلوها من الحشرة.وأبان المهندس أحمد بن عبدالله السماعيل المدير العام لمديرية الزراعة بمحافظة الأحساء بأن المديرية وفروعها تعمل جاهدة على تكثيف المراقبة والجولات والكشف على فسائل النخيل التي يتم زراعتها وتزويد المزارعين بالإرشادات اللازمة على مدى خطورة آفة سوسة النخيل والحد من انتشارها. مشيراً الى ان المديرية وفروعها الزراعية وفي اطار جهودها المكثفة للقضاء على هذه الآفة الخطيرة صادرت واتلفت خلال الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي العديد من الفسائل لعدم حملها شهادة منشأة داخلية تم ضبطها في مواقع متفرقة بالمنطقة، وأهاب السماعيل بالمزارعين بالتقيد بالتعليمات تجنبا لمصادرة واتلاف فسائلهم وحفاظا على هذه الشجرة، ونوه المهندس السماعيل ان المديرية وفروعها تعمل على تسهيل إصدار شهادات المنشأ.من جهة ثانية أقيمت ندوة بعنوان سوسة النخيل الحمراء للمحاضر المهندس عبد المحسن العبد المحسن الحاصل على الماجستير في العلوم الزراعية وتخصص حشرات زراعية من جامعة الملك فيصل بالأحساء مؤخرا في منتدى بوخمسين وتناولت العديد من القضايا المتعلقة بالنخيل وبخاصة سوسة النخيل الحمراء التي تهدد ملايين النخيل بالأحساء مالم يتم تسريع وتيرة العمل بالقضاء عليها. وأكد المحاضر أنه يوجد في المملكة حوالي 23 ملايين نخلة 19 مليون منها في المزارع والمشاريع الزراعية و4 مليون في البيوت والشوارع والحدائق العامة وغيرها وعن عدد النخيل في الأحساء من إجمالي عدد النخيل 2100000 نخلة ويبلغ انتاج الأحساء من النخيل في السنة الواحدة حوالي 119 ألف طن من إجمالي إنتاج المملكة 884 ألف طن. وأكد المهندس العبدالمحسن بأن سوسة النخيل الحمراء تنتشر في دول كثيرة في العالم مثل السعودية والهند وأسبانيا وإيران وباكستان والإمارات والكويت وجنوب الصين وغينيا وجزر السامورا وإيران وتايوان وفيتنام واليمن وغيرها من الدول وتعتبر الهند الموطن الأصلي لهذه الحشرة حيث اكتشفت في نخيل جوز الهند من عام 1891م. وتصيب هذه الحشرة جميع عائلة النخيل مثل نخيل التمر ونخيل الكناري ونخيل جوز الهند ونخيل الزينة الأخرى. وأشار المحاضر إلى أن أول حالة تم اكتشافها في السعودية كانت في عام 1407 ه في القطيف في أحد المشاتل لشركة ساسكو عن طريق نخيل الكناري وتعتبر من نخيل الزينة. وأول حالة على صعيد المزارع كذلك في القطيف في مزرعة السحيباني. ولو قامت وزارة الزراعة عند اكتشاف هذه النخيل المصابة بعملية الحجر أو الإبادة أو المعالجة مباشرة من أول ظهور لكانت العواقب أفضل مما هي عليه الآن. وتعرف النخلة المصابة بوجود عصارة لونها أبيض مصفر يتحول إلى اللون البني ولها قوام ثقيل ورائحة مميزة تكون ملتصقة على جذع النخلة.وظهور نشارة من جذع النخلة المصابة وموت الرويكيب والفسائل المحيطة بالأم وسهولة فصلها عن الأم واصفرار السعف وجفافه أحيانا وقد يذبل السعف المحيط بالقمة النامية واهتراء قواعد السعف (الكرب) ووجود أنفاق تحدثها البروفات وتجويف الجذع وسهل الكسر.وتتحول البيضة إلى يرقة حوالي من 2-5 أيام ومن يرقة إلى عذراء حوالي 50 يوما ومن العذراء إلى حشرة كاملة 30-43 يوما. وأما بالنسبة عن عوامل انتشار الحشرة وتمكنها من نخيلنا كما قال المحاضر تكمن في الوعي الإرشادي وعدم تطبيق القوانين للحجر الزراعي وعدم التنسيق بين وزارة الزراعة والجهات الحكومية (البلدية) على وجه التحديد وعدم إزالة الفسائل وتأخير التكريب والزراعة المتزاحمة والري الغزير وزراعة المحاصيل المعمرة مثل النخيل والدخن والعقربان وإحداث الجروح لساق النخلة نتيجة التعقيم وبعد إزالة الفسائل والرويكب وعدم الاهتمام بمصدر الفسائل ووجود ظاهرة تجذيب النخلة والتلوث البيئي بالمخلفات الزراعية والصناعية ووجود المحارق القريبة من المناطق الزراعية وطريقة نقل النخيل المصاب وعدم مراقبة النخلة المهملة سواء كان صاحبها مجهولا أو تعدد ملاكها أو إهمال من صاحب المزرعة أو سوء في اختيار العمالة لمقاومة الحشرة وللبحث عنها واستئصالها كل هذه العوامل كماأكد المحاضر وراء انتشار السوسة.