منذ سنوات كنا نعاني أزمة نشر وأزمة توزيع للكتاب السعودي، ربما الآن وإلى حد ما تغير الأمر بالنسبة للنشر فبالإضافة إلى المؤسسات الثقافية رأينا عددا من دور النشر داخل المملكة وخارجها تهتم بنشر الكتاب وهذا أمر جيد، ولكن بقيت مشكلة لم نجد مبادرة لحلها سواء من القطاع الخاص أو المؤسسات الثقافية، ألا وهي توزيع الكتاب، بصورة صريحة أقول لا توجد شركة لتوزيع الكتب، وما يحدث في الأسواق عبارة عن اجتهادات للبعض بفتح مكتبة لبيع الكتاب وهذا أمر جيد، إضافة إلى ما تعرضه بعض المكتبات الكبرى من كتب، ولكن ما يعرض ويوزع في الأسواق لا يساوي العشر مما هو صادر. ومنذ سنوات كنت أقول أن كثيرا من المؤسسات الثقافية وبالذات الأندية الأدبية تحتفظ بمستودعاتها بآلاف الكتب، وما يؤكد ذلك ما نشرته جريدة الشرق منذ أيام عن اكتشاف 300 ألف نسخة من مطبوعات النادي في مستودعات نادي جدة الثقافي، وأنا أتوقع أن كثيرا من الأندية الأدبية لديها في مستودعاتها ما يشبه ذلك، ربما ولنأخذ الأمر بحسن نية، إدارات الأندية الأدبية حريصة على نشر الكتاب الجيد، ولديها أجندة سنوية بما ستصدره من كتب متنوعة، الأمر جيد حتى يخرج الكتاب من المطبعة ويسلم للنادي، وهنا تبدأ المشكلة، بعض الأندية تعطي الكاتب من خمسين نسخة إلى خمسمائة نسخة حسب العقد، والبقية يبقى في المستودعات، بعض الأندية تتفق مع مكتبات صغيرة أو شركات توزيع محدودة، فيتم توزيع نسخ محدودة لا تباع غالباً لسوء التوزيع والعرض فتعود لمستودعات الأندية مرة أخرى، يؤخذ نسخ منها لتوزيعه على الحاضرين للندوات والمحاضرات، ولكن هذا لا يكفي، المشكلة هي ليس هنالك آلية منظمة لتوزيع الكتاب السعودي، من المفترض أن تكون هنالك شركة للتوزيع تقوم بتوزيع تلك الإصدارات على جميع المدن والقرى عبر أكشاك خاصة وبأسعار رمزية، وهذا أفضل من ترك تلك الكتب للغبار والعثة أو الأمطار كما حدث في نادي جدة الثقافي. ولتسويق الكتاب وتوزيعه بصورة جيدة من المفترض أن يقوم النادي أو المؤسسة الثقافية، بتوزيع نسخ من كل إصدار لأعضاء الجمعية العمومية أو أعضاء النادي أو من يرغب الحصول على تلك الإصدارات، إضافة إلى اختيار أسماء متميزة في الوطن العربي و إرسال نسخ من بعض تلك الإصدارات كل وفق اهتمامه، ربما هذا لا يكلف النادي أو المؤسسة الثقافية الكثير، بل قد يعطي سمعة جيدة للنادي وذلك بكل تأكيد يخدم الثقافة والأدب في المملكة العربية السعودية.