منذ مدة طويلة لم أكتب أو أتحدث عن الأندية الأدبية، وبكل تأكيد خرجت الأندية الأدبية من إطار الجدل، ربما إذا استثنينا مطالبة البعض بتفعيل الانتخابات، سبب ذلك أن الأندية الأدبية "أغلبها" تغيرت نحو الأحسن، ونحو ما هو مرضٍ لنا كمثقفين، ودعوني أطرح بعض الأمثلة، وأبدأها بنادي الرياض الأدبي، ثمة أسابيع ثقافية متواصلة آخرها تخصيص أسبوع عن الإذاعة وهذا الأسبوع عن مدينة الرياض، وهذه خطوة جيدة وجريئة للتواصل مع المجتمع والمؤسسات الإعلامية، صدقوني لقد تغيرت أغلب الأندية الأدبية، ففي السابق مع تقديرنا لجميع القائمين على مجالس إدارات الأندية الأدبية قبل التغيير، كانت بعض الأندية الأدبية في معزل ليس عن المجتمع فحسب بل عن المثقفين، كان هنالك توجس وخوف وعدم مبادرة في إقامة اللقاءات والندوات، عموماً لا أريد أن أتحدث عن زمن سابق، فالوضع تغير حتى في المشهد الثقافي في المملكة، هنالك حركة تأليف ونشر جيدة، وحضور للإبداع داخل وخارج المملكة، بعض الأندية الأدبية تواصلت مع المثقفين، وهنا أشكر نادي القصيم الأدبية لتخصيصه أمسيات سردية لبعض الكتاب ليتحدثوا عن تجاربهم، وكنت أحدهم، وهنالك العديد من الأندية الأدبية التي تواصل نشاطها بصور مختلفة من حفلات توقيع، ولقاءات، وعروض سينمائية، "وإن قلّت"، إضافة إلى المحاضرات والندوات والملتقيات. إضافة إلى النشاط المنبري، هنالك نشاط مهم جداً وهو مجال النشر، في مرحلة الأندية الأدبية الجديدة، تميزت أغلب الأندية الأدبية بإصداراتها المختلفة، وبدأت مرحلة النشر المشترك مع بعض دور النشر العربية الجيدة، وتجاوز النشر إلى الإصدار الصوتي والبصري، ونادي حائل الأدبي كانت له مبادرات جيدة في ذلك إلى جانب النشر الورقي، وتواصل الاهتمام بالدوريات الأدبية، بعضها جاء بنسق متميز مثل "دارين" الصادرة عن نادي المنطقة الشرقية. كل ذلك جميل ومبهج في زمن الأندية الأدبية الجديد، ولكن بقي أمر مهم، وهو هذه الإصدارات، كيف تصل إلى يد القارئ، سواء كتب أو دوريات، للأسف مشكلة التوزيع لم تحل بعد، فمن يريد أن يحصل على إصدارات نادي معين فعليه أن يتصل بالنادي، أو يزور موقعهم. كل مثقف يهمه أن يحصل على تلك الإصدارات، ولكن بعضهم يصاب بالإحراج بطلب إصدارات الأندية، في المقابل لا يوجد قواعد اشتراكات مدفوعة أو إهداءات في تلك الأندية، لذا ينتظر مناسبة كمعرض الكتاب، حتى يحصل على بعض تلك الإصدارات، هل من فكرة حتى يكتمل التألق؟