في معرض الكتاب الذي أقيم على هامش مؤتمر الأدباء الثالث شاهدنا العديد من إصدارات الأندية الأدبية، وبعض المؤسسات الثقافية، ودور النشر الخاصة، الكتاب السعودي كان حاضراً، وهذا أمر جيد، ولكن هذا الحضور فقط في مناسبات خاصة كمعرض الرياض الدولي للكتاب أو مثل هذه المناسبة، وبعد ذلك حضور الكتاب السعودي باهت بعض المكتبات التجارية تقوم بتوزيع بعض إصدارات الأندية وبصورة محدودة، وإذا أردت أن تحصل على أحد إصدارات الأندية الأدبية، فعليك مخاطبتها مباشرة أو التوجه إلى مقر النادي للتوسل من أعضاء النادي لكي تحصل على بعض الإصدارات، المشكلة إذاً في التوزيع، والأندية الأدبية بالملايين التي لديها أو كانت لديها مما خلفه رؤساء الأندية السابقون، لم يفكروا مطلقاً بتأسيس شركة توزيع لتصل إصداراتها إلى كل مكان في الوطن، هنا في الرياض لكي نحصل على إصدارات نادي الجوف " مثلاً" ننتظر حتى يأتي معرض الكتاب ربما يشارك النادي وعندها نقتني إصداراته، وهنالك العديد من الأندية التي تفاجأ الجميع بإصداراتها المتعددة مثل نادي حائل والمنطقة الشرقية، الأخبار عن تلك الإصدارات في الصحف باهتة، وبالطبع لا أحد يعلن عن إصداراته، تصفحوا الصحف المصرية وكثيرا من الصحف العربية ولاحظوا عدد الإعلانات عن العديد من الإصدارات، وهنا عندما يفكر كاتب "ما" بالإعلان عن كتاب صدر له، فسيواجه عدة عقبات من أهمها قضية توزيع الكتاب وقد تكون قيمة الإعلان من ضمنها " الإعلان في أغلب الصحف وفي موقع متميز"، وقد سمعت أن هنالك كاتباً أصدر رواية وبعض المجموعات القصصية و أعلن عنها في بعض مواقع الشبكة الإلكترونية، وقام بتوزيعها بصورة شخصية، وهنا الكاتب تحول إلى مسوق وموزع، وهذا غير منطقي، لابد من شركات توزيع جيدة توزع الكتاب على المكتبات الصغيرة قبل الكبيرة، وتعلن عنه في الصحف اليومية، إضافة إلى ذلك لا بد من وجود الطبعات الشعبية للكتب، في كل دول العالم هنالك الكتاب زهيد الثمن الذي يباع مع الصحف بسعر يقدر عليه محدودو الدخل، أما هنا فجميع الإصدارات تطبع طباعة فاخرة وبكل تأكيد تباع بسعر مرتفع قليلاً، لا تشجع فتى أحب القراءة ولا يملك غير مصروفه اليومي من أن يقتنيه، وتراكم الكتب في محلات الكتاب المستعمل لا تشجع على الشراء منها، أنا أنتظر مبادرة بطباعة التراث الأدبي السعودي طباعة شعبية وبيعها بسعر رمزي، في القرى قبل المدن، ربما لو تحقق ذلك لقويت الصلة بالكتاب هل سيطول الانتظار ياجودو.