حصل الباحث محمد عبدالله الدوسري المحاضر بجامعة تبوك على درجة الدكتوراه من قسم اللغة العربية بآداب جامعة الملك سعود بتقدير ممتاز، أطروحة الدكتور الدوسري كانت بعنوان (الإقصاء والممانعة في التراث العربي) والتي أشرف عليها الأستاذ الدكتور محمد الهدلق. وضمت لجنة المناقشة كل من الأستاذ الدكتور محمد خير البقاعي، والدكتور منذر كفافي والدكتور عبدالرحمن الدباسي والدكتور خالد الجديع مناقشاً خارجياً. الرسالة التي جاءت في أربعة فصول استهلت بتمهيد تناول فيه مفهوم الإقصاء والممانعة، وجرى التأصيل للمفهومين معجمياً، فضلاً عن الحديث عن مفهوم التمثيل الثقافي وعلاقته بظاهرة الإقصاء والممانعة في ضوء مسألة (الأنا والآخر) ثم استعرض الباحث بعضاً من النماذج التراثية التي ينطبق عليها عنوان البحث وهو الإقصاء والممانعة.. في حين ضم الفصل الأول حديثاً عن الصورة الذهنية للعرب في متخيلهم الجمعي وعن كيفية تشكلها وأنها كانت الأساس الذي تشكلت وفقاً له صورة الآخر. بينما تناول الفصل الثاني معالم صورة الشاعر الجاهلي سحيم عبد بني الحسحاس، وذلك من خلال المرويات المأثورة في المدونة التراثية عن حياته وشعره، ثم من خلال الموازنة بين صورته وصورة الشاعر العذري عمر بن أبي ربيعة بناءً على الصلة التاريخية والفنية المفترضة بين الشاعرين.. أما الفصل الثالث فقد انصب على ما يفترض أنه أمتداد لموقف الشاعر سحيم من التنميط الذهني والتمثيل الثقافي على اعتبار أن ممانعته سابقة لم يعرف لها مثيل في تاريخ العرب من حيث مسلك الشاعر فيها ومن حيث حدتها ولذلك جاء الافتراض أن المواقف التي تلت موقف سحيم متصلة به أو مبنية عليه.. في حين أنطوى الفصل الأخير على البرهنة على أثر ممانعة سحيم فمن بعده، لأن إظهار سحيم بمظهر رمزي أو أسطوري يعني أن هناك ذهنية جماعية أسهمت في جعله أسطورة أو شبه أسطورة، وهذا الفصل مبني على اعتبار افتراضي آخر وهو ارتباط سحيم بالفكر الرزاعي، سواء في شعره أو في سيرته لأن الفكر الرزاعي نقتيض للفكر الرعوي الذي أنتح الذهنية التعصبية.