تُعد الجمعية الخيرية للتوعية الصحية "حياتنا" من الجمعيات الصحية ذات الأهمية، خصوصاً مع أنشطتها وبرامجها التي تهدف إلى تعزيز الصحة وتوعية وتثقيف وتدريب أفراد المجتمع، فقد كان من أهم أهدافها توحيد الجهود وتقوية الكوادر المتخصصة في هذا المجال، وإنشاء برامج للتدريب والتوعية في مجال التوعية الصحية، وتخفيف المصروفات العلاجية الضخمة، نظراً لأنّها تأخذ الغالبية العظمى من الموارد الصحية، إضافةً إلى تغيير السلوك والنمط المعيشي اليومي للأفضل. "الرياض" التقت رئيس مجلس إدارة الجمعية "د. صالح بن سعد الأنصاري" رغبةً في تسليط الضوء على برامج وفعاليات الجمعية وهمومها وطموحاتها وفيما يلي نص الحوار: جائزة صحية * بودنا أن نتعرف على أبرز ما أنجزته الجمعية خلال العام الماضي؟ - بحمد الله إستطاعت الجمعية خلال العام الماضي إنجاز عددٍ من الأنشطة النوعية كان من أبرزها جائزة "حياتنا" للتميّز في التوعية الصحية، وهي خطوة نوعية لتعزيز ودعم برامج وأنشطة التوعية الصحية بالمملكة من خلال تحفيزها على العمل الإبداعي في مجال التوعية وتعزيز الصحة، وإبراز الأعمال المتميزة منها، وقد بلغ عدد المشاركين بالجائزة في جميع مجالاتها (77) مشاركة، من أفراد وقطاعات حكومية أو خيرية، ويجري حالياً التنسيق لإعلان النتائج، كما واصلت الجمعية خلال العام الماضي وبالشراكة مع برنامج "بك أصبحنا" الإذاعي الذي يبث من خلال إذاعة القرآن الكريم للتنسيق لفقرة صحية أسبوعية تعالج جوانب عوامل الإصابة بالأمراض وتعزيز الأنماط الصحية، وذلك عبر استقطاب مجموعة من الخبراء والمتخصصين في المجال الصحي، وهو برنامج حقق كثيرا من النجاحات بفضل الله ثم دعم المسئولين بوزارة الاعلام وخاصة اذاعة القرآن الكريم؛ ما دفع الجمعية للتفكير في برنامج تلفزيوني مماثل. وشاركت الجمعية مع مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون في تنظيم الندوة العلمية السابعة للتوعية الصحية، وأيضاً المشاركة في التوعية الصحية خلال فترة الحج، كما نظمت الجمعية ورشة عمل مع ممثل لمركز الاتصال الصحي بكلية الصحة العامة في جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة، إضافة إلى ممثل عن منظمة الصحة العالمية، ومن الأنشطة التي بدأت الجمعية العمل فيها خلال العام الماضي التنسيق مع منظمة الصحة العالمية بترجمة أحد الكتب المتخصصة في الوقاية من أمراض القلب، وكذلك التنسيق مع إدارة الصحة الأمريكية من خلال طلب الإذن بترجمة أحد الكتب المتخصصة في مجال نظريات تعزيز الصحة، ومن المتوقع أن ينتهي كلا المشروعين خلال الأشهر القادمة بعون الله. استمرار التعاون مع صانعي القرار لكسب التأييد في دعم برامج العلاج ويضاف إلى ذلك مشاركة الجمعية في عدد من المعارض الصحية في الأسواق وغيرها، وبناء مذكرة تفاهم مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، التي تُعد خطوة بعون الله لفتح آفاق لتعزيز الصحة من خلال الأنشطة الرياضية واستهداف قطاع الشباب. التوعية الصحية * ما خططكم للعام الحالي؟ - تسعى الجمعية في إطار خطتها الإستراتجية خلال هذا العام إلى تبني عدد من البرامج النوعية، إضافة إلى الاستمرار في البرامج السابقة التي أشير إلى بعضها، ولعل أبرزها ما تعمل عليه الجمعية حالياً على تبني مبادرة المساجد المُعزِزِة للصحة، والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية في هذا السياق، حيث تهدف هذه المبادرة إلى استثمار المسجد ليكون انطلاقة لتعزيز الصحة في الحي، ومن المتوقع أيضاً أن تصدر الجمعية سلسلة قصصية صحية موجهة للطفل، كما ستستمر الجمعية في عقد عدد من الدورات التدريبية والجلسات العلمية، إضافة إلى عقد اجتماعات مع عدد من متخذي القرار في المملكة من أجل كسب التأييد لقضايا التوعية الصحية وتعزيز الصحة، ووضعها في صلب الأجندة التنموية للبلد. د. صالح الأنصاري مهام توعوية * ما أبرز المواضيع الصحية التي تستهدفونها بالعمل التوعوي؟ - وضعت الجمعية الخيرية للتوعية الصحية "حياتنا" تعزيز الصحة في صلب رسالتها وأهدافها، من خلال التركيز في التعريف بعوامل خطورة الإصابة بالأمراض المزمنة؛ كأمراض القلب وتصلب الشرايين والجلطات وبعض أنواع السرطانات وطرائق الوقاية من خلال الأنماط الصحية، ولهذا فالجمعية تتحدث عن جوانب الخمول البدني وعدد من الأمراض المزمنة، والعادات غير الصحية في تناول الأطعمة؛ كالإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والدهون، وما يترتب على ذلك من الإصابة بزيادة الوزن والسمنة، كما تهتم الجمعية بمكافحة التدخين، وبعوامل خطورة الإصابة بالاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب، وفي المقابل فالجمعية تهتم بجوانب الوقاية من تلك الأمراض، عن طريق التوازن الغذائي وممارسة النشاط البدني المنتظم والامتناع عن تعاطي التدخين، والفحص الطبي الدوري. التعارض مع الجمعيات * هل هناك تعارض بين عمل الجمعية والجمعيات الصحية الأخرى؟ - لا أعتقد أنّ هناك تعارضا، بل على العكس فالعديد من الجمعيات الصحية تُكمّل الجمعية وتساند بدورها في التوعية الصحية وتعزيز الصحة في المجتمع، سواءً كانت جمعيات خيرية أو جمعيات علمية. دعم المجتمع * هل تجدون الدعم المجتمعي والرسمي للجمعية؟ - حقيقة تبذل وزارة الشؤون الاجتماعية جُهدها في تقديم الدعم التنظيمي والمادي للجمعية، إلاّ أنّ الجمعية ومن خلال خطتها الإستراتيجية بحاجة لمزيد من الدعم من قبل القطاعات الأخرى وفي مقدمتها القطاعات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، وهنا فرصة أنتهزها لدعوة مثل تلك القطاعات للعمل على فتح مجال التعاون والشراكة مع الجمعية، خصوصاً وأنّ الجمعية تمتاز من غيرها في قدرتها العالية على التخطيط للبرامج ووضع الإستراتيجيات وفق أسس علمية مبنية على تحليل الوضع في المملكة. الموارد المالية * ما أبرز الموارد المالية للجمعية؟، وهل تفكرون بالاستثمار؟ - أبرز موارد الجمعية الدعم السنوي من وزارة الشؤون الاجتماعية، إضافة إلى الدعم الذي تتلقاه الجمعية لعدد من برامجها وأنشطتها من قبل القطاع الخاص، يضاف لذلك التمويل المحدود من جهات خيرية مانحة، إلاّ أنّ ذلك الدعم يواجهه العديد من التحديات والصعوبات من أبرزها؛ عدم تفهم الجهات المانحة لأهمية التوعية الصحية وتعزيز الصحة في المجتمع، وأنّها تمثل جزءاً مهماً من العمل الخيري ذي الأثر الكبير في المجتمع، حيث ما زالت العديد من المؤسسات والجمعيات المانحة تركز في العمل الخيري الإغاثي، وهذا بلا شك مهم، لكن أيضا دعم برامج تعزيز الصحة التي تعمل على الحد من عوامل خطورة الإصابة بالأمراض، ونشر الأنماط الصحيّة يُعد عملا خيرياً بامتياز، ويستحق الدعم والتمويل من تلك الجهات المانحة، ولهذا فأدعو تلك المؤسسات المانحة للعمل على تطوير أهدافهم وخططهم الإستراتيجية لتشمل الدعم مثل هذا النوع من البرامج التي تصل لشريحة كبيرة من المجتمع، وتشمل الفقير والغني، والمرأة والرجل، والطفل والمسن، ومن أجل العمل والتعاون لتغيير هذه النظرة سبق وأن زار وفدٌ من الجمعية الغرفة التجارية بالرياض، وقد وجدنا منهم الترحيب والتشجيع للعمل المشترك. القطاع الخاص * ما رسالتكم للقطاع الخاص، وبرامج المسؤولية الإجتماعية لديهم؟ - مما لا شك فيه أنّ القطاع الخاص وبرامج المسؤولية الاجتماعية خلال العقد الأخير بدأت تتلمس طريقها بشكل صحيح نحو خدمة المجتمع، وقد برزت العديد من المبادرات والأنشطة المتميزة في هذا المجال، لكن ما زالت المبادرات المتعلقة بتعزيز الصحة لم تحظ بأولوية قصوى لدى تلك المؤسسات، ولهذا فالجمعية تدعو مؤسسات القطاع الخاص - خصوصاً الشركات الكبرى - إلى العمل على تبني برامج نوعية تصب في جانب تعزيز الصحة في المجتمع، والجمعية على أتم الاستعداد لمساندة تلك الشركات في مثل تلك البرامج.