بعد انقطاع دام أكثر من عقد، يعود الدكتور يوسف العارف إلى تخصصه العلمي (التاريخ) ليقدم للقارئ كتابه الجديد (في آفاق النص التاريخي) والصادر عن نادي الطائف الأدبي، الذي يضم قراءات في الدرس التاريخي الحديث والمعاصر وهو في مجمله أبحاث ومقالات ومحاضرات سبق أن تابعها المتلقى، بل يحدد المؤلف مضمون كتابه قائلاً: لقد حان الوقت للتطوير والتجديد في الدرس التاريخي، أخذين في الاعتبار معطيات التكامل والشمولية بين العلوم والنظريات والمدارس الفكرية والأدبية وتداخل الأجناس والحقول المعرفية على المستويين النظري والفكري والتطبيقي والكتابي وهذا أقصى ما تبتغيه هذه المحاولة الكتابية. وقد انطوى الكتاب على أربعة أبواب، خص الباب الأول نظرية تفتيق النص التاريخي وتطبيقاتها، قرأ من خلاله فكرة منهجية جديدة في قراءة التاريخ وأزمة الخليج في السباق التاريخي، وتحولات النص من الثابت التاريخي إلى الخيال الأدبي، والملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - والمسألة الفلسطينية، والسياسة المائية في البعد الاقتصادي للصراع العربي الإسرائيلي، في حين ضم الباب الثاني نظرية التدافع والتداول الحضاري وتطبيقاتها، دراساً في هذا الباب كل من جازان والتحولات التاريخية، والثوابت والمتغيرات في العلاقات العثمانية البريطانية، والعرب والغرب قراءة في داينامية التعالق التاريخي، ليودع الباب الثالث من الكتاب مداخلات ودراسات تاريخية حيث يدرس بعضاً في الدرس التاريخي، كما يتناول دراسات وثائقية وخواطر تاريخية. بينما يعقد الفصل الأخير الموسوم بآفاق وفضاءات تاريخية ويكتب من فيه عن تصحيح الأخطاء التاريخية والأسر العلمية في جازان ويعرج نحو الآثار والسياحة التاريخية.. ليكتب عن نجران، وجزيرة فرسان، وسكة حديد الحجاز، والسعودية وفلسطين، والسرقات العلمية، وشكيب أرسلان في الطائف.