كتبتُ عدة مقالات عن الحرائق في مدارس البنات (لأمر ما لا تحدث حرائق في مدارس الطلاب) وعن ضرورة تدريبهن على عدم الهلع والفزع في حالة حدوث حريق ، وأن يخرجن من المبنى بهدوء وانتظام ودون تدافع ، لأن التدافع يتسبب في حوادث أكثر من تلك التي تحدث من الحريق نفسه ، وقد زارني في بيتي قبل عامين أحد المسؤولين في إدارة الدفاع المدني ، وشرح لي أن لديهم خطة مشتركة مع وزارة التربية والتعليم على نطاق المملكة لتدريب البنات على التصرف إزاء المخاطر والحرائق ، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث فيما يبدو ، وتكررت الحرائق ، وتكرر الهلع والاندفاع ، وآخر مقال كتبته في هذا الصدد كان في صحيفة الرياض العدد الصادر بتاريخ 2 صفر 1433 الموافق 27 ديسمبر 2011 بعنوان " السيناريو الذي أصبح يتكرر " وقلت فيه " أصيبت في هذا اليوم بعض الطالبات بالهلع والخوف بسبب التدافع نتيجة العبث بجرس الإنذار بالمدرسة 43 الثانوية للبنات في حادث جاء بفعل فاعل " وكان المفروض أن تكون هذه الحادثة نذيرا للمسؤولين في الوزارة والدفاع المدني لكي ينفذوا برنامج التدريب ، ولكن هذا لم يحدث ، وبالطبع تكرر السيناريو ، فقد نشرت صحف اليوم 18/4 الخبر التالي : " أصيبت 8 طالبات في الثانوية التاسعة والسبعين كيلو 14 بجدة بإصابات متنوعة بسبب التدافع الذي حدث بعد عمل جرس الإنذار ، نقل ثلاث منهن عن طريق الهلال الأحمر إلى مستشفى الثغر ، وواحدة عن طريق إسعاف الدفاع المدني " . ولا أدري كم يلزمنا من مثل هذه السيناريوهات ، حتى يدرك المسؤولون في الوزارة والدفاع المدني خطورة الأمر ويبادروا بتنفيذ برنامج التدريب المطلوب .