مرة أخرى يأتي المخرج نجدت أنزور ب "طامة" جديدة يسعى من خلالها إلى العودة إلى دائرة الضوء عبر إعلانه إخراج فيلم عن تاريخ المملكة العربية السعودية، وذلك عبر تصريحات إعلامية تحدث فيها بصلافة ووقاحة عن المملكة وقادتها وشعبها، متناسياً أن النعيم الذي يعيش فيه الآن إنما هو من خير أهل هذه البلاد الذين أكرموه واحتفوا بأعماله، من دون أن ينتبهوا إلى أن "المرتزقة" لا يحفظون العهد ولا الجميل وأنهم سينقلبون علينا في أول مناسبة. يقول أنزور إنه يريد أن يقدم التاريخ العربي في هذا الفيلم، من دون أن يقول لنا لماذا لا يأتي على ذكر التاريخ العظيم الذي يصنع الآن على يد أبطال سوريا ضد نظام بشار الأسد الفاشي، فأينه عن انتهاكات حقوق الإنسان والتنمية والفقر والديكتاتورية والقتل والتشريد في بلده سوريا؟. كان يجب عليه أن يبدأ بما يحدث في سوريا إن كان مخرجاً إنسانياً مثلما يدّعي، فكيف تعمى إنسانيته عن رؤية الدماء التي تسيل الآن في شوارع حمص بسبب ديكتاتورية بشار؟. لكنه بدلاً عن ذلك يعلن وبكل وقاحة أنه يدعم بشار الأسد ويؤيده بكل ما يملك. أنزور يمثل نوعاً سيئاً من المثقفين الذين يعج بهم عالمنا العربي، وموجودون كالطحالب النتنة يسيرون خلف من يدفع أكثر، ولا تهمهم المبادئ ولا الأعراف التي يناودون بها في أعمالهم. إنهم يحملون فكراً مزيفاً وإبداعاً وهمياً، ويرددون قيماً إنسانية من دون أن يطبقوها في حياتهم، ورأينا كيف يتعامى هذا الإنسان الذي ينشد الحقيقة عن المجازر التي تحصل في بلاده، والتي يراها العالم أجمع. أنزور عندما زار المملكة بدعوة من الجنادرية أشاد بما وصلت إليه بلادنا من تقدم في جميع المجالات، وظل يواصل المديح خلال الفترة التي اهتمت فيها قنواتنا بشراء مسلسلاته، وعندما توقفت عن ضخ الأموال له، واستغنينا عن مسلسلاته السخيفة، بدأ يشتمنا شتماً مقذعاً وأصبح المال الخليجي - والسعودي تحديداً - في نظره سبباً من أسباب انهيار الدراما العربية، وكأنه لم يكن يلهث خلف هذا المال لهاثاً يعرفه عنه القاصي والداني. هذا الموقف يثبت أن هدف أنزور هو المال فقط وأنه يمنح ولاءه لمن يدفع أكثر، وأن كل كلامه عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ليس إلا قناعاً يتسوّل به المال من أي مكان، حتى لو كان من طاغية مجرم مثل معمر القذافي الذي اتفق معه على إنتاج فيلم عن الاستعمار الإيطالي ولم يسأل حينها إلا عن حجم المال الذي سيحصل عليه من وراء هذه "الصفقة". أنزور ليس من نوعية المخرجين المبدعين ذوي الهم الإنساني الأصيل، إنه "يرتزق" من وراء هذه المهنة، وهو على استعداد للتحالف مع الشيطان إن كان سيحصل من وراء ذلك على مغنم "مادي". إن الجميع يعرفون حقيقة أنزور ودناءة تعامله مع من أحسنوا له يوماً، لذلك لا يتوقع أن يحقق فيلمه أي صدى يذكر، خاصة وأنه يأتي ضمن حملة التشويه الممنهجة التي يشنها الإعلام السوري الرسمي ضد المملكة وضد كل من انتصر لأحرار سوريا الذين ثاروا ضد نظام الأسد الدموي. وبقي أن نطالب بهذه المناسبة كل ملاك القنوات الخليجية بضرورة مقاطعة أعمال أنزور وعدم عرض أي من مسلسلاته القادمة، وأن يتوجهوا بدعمهم وأموالهم لأبناء الخليج الأوفياء الذين لن ينقلبوا على أوطانهم من أجل حفنة من الدولارات... وللحديث بقية..