وصف الشيخ نوّاف البشير، شيخ مشايخ عشائر البكارة أكبر العشائر السورية، موقف المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، تجاه ما يحدث في بلاده، بأنه يجسّد الأخلاق العربية الأصيلة التي لا ترضى بالظلم وتدافع عن المطلومين، معتبرًا كلمة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، أمام مؤتمر تونس الأخير، بأنها كانت «الفيصل» في مجريات الأحداث، وأنها كانت صرخة رافضة لكل أشكال التهريج السياسي، والاكتفاء بمؤتمرات وبيانات لا ترفع عن الشعب السوري إجرام نظام بشار الأسد. وأضاف إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، لا تناصر الشعب السوري بالأقوال فقط، كما يفعل كثيرون، إنما تناصره بالأفعال أيضًا.. والموقف السعودي، كشف الضعف والتخاذل الدوليين تجاه الثورة السورية وكان هذا الحوار: موقف سعودي جريء لنبدأ من آخر المستجدات، كان الموقف السعودى الواضح والصريح، في مؤتمر أصدقاء سوريا بتونس، من أكثر المواقف جرأة وشجاعة..ما تقييمك له أولًا؟ الحقيقة نحن نثمّن هذا الموقف من جانب المملكة حكومة وشعبًا، وهذا الموقف ليس ببعيد، فالمملكة دائمًا فى قلب القضايا العربية، والحقيقة أن ما قاله الأمير سعود الفيصل عندما قال إن على الأسد أن يتنحى طوعًا أو كرهًا ويجب تسليح الشعب السورى، يلخّص كل الأمر. لقد تكلمت مع فضائيات عديدة، بُعيد خروجي من سوريا، وقلت إننا نحتاج إلى السلاح وتكوين جيش حُر، وتطبيق البند السابع، مناطق عازلة وحظر جوي، وممرات آمنة، بالإضافة إلى دعم لوجستي بالعتاد والسلاح وتشكيل جيش حُر من أبناء الشعب السوري، وخلال أسابيع فقط سنستطيع خلع النظام وطاغيته إلى مزبلة التاريخ، ونبدأ بمرحلة جديدة من تاريخ سوريا قائمة على الحرية والعدالة والكرامة ونظام ديمقراطي متعددًا سياسيًا، حرية الفكر والعقيدة، دولة مدنية وطن للجميع ولكل الشعب والثورة ما زالت تقول حتى الآن لا للطائفية، لا للتميّز بين الطوائف المختلفة، لا فرق بين مسلم ومسيحي وكردي وعربي أو سنيّ وعلوي إلى آخره من طوائف الشعب السوري، وكلها لها ما لها من حقوق وواجبات وكلها تحت نظام ديمقراطي يحتكم إلى صناديق الاقتراع لتكوين دولة مدنيّة. كلمة «الفيصل» هل تعتقد أن المؤتمر كما قال الأمير سعود الفيصل ليس له جدوى حقيقية، وأن السوريين بحاجةٍ إلى أفعال وليس أقوال فقط؟ في رأيي أن كلمة الأمير سعود الفيصل، كانت «الفيصل» في الأمر، وأكدت للعالم أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، لا تناصر الشعب السوري بالأقوال فقط، كما يفعل كثيرون، إنما تناصرنا بالأفعال أيضًا.. والموقف السعودي، كشف الضعف والتخاذل الدوليين تجاه ثورتنا. للأسف، هذا المؤتمر يعطي النظام مزيدًا من المُهل لكى يقتل الشعب وكأن الفيتو الروسى ما زال موجودًا، وأستغرب أن السيدة كلينتون تنادي بمساعدات وبطانيات ودواء ونحن لا بحاجة إلى كل ذلك.. نحن بحاجة إلى سلاح ودعم لوجستي حقيقي للشعب، لسنا بحاجة إلى مزيد من المُهل لكي يقتلنا النظام. الملك تحدث باسمنا قبل أيام، كان هناك اتصال بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الروسي.. وحسب ما أعلن فإن الملك عبدالله، شدّد على أنه لا حوار بعد الفيتو الروسي، بماذا تعلق على ذلك؟ بالفعل هذه العبارة تلخّص رأى الشعب السوري، وقد قرأه خادم الحرمين الشريفين، وعبّر باسمنا جميعاً، بأنه لا حوار مع هذا النظام المجرم القاتل الذى نكّل الشعب السوري من أبيه إليه، كل حروبنا مع إسرائيل فقدنا فيها 5 آلاف قتيل ولكن نظام الأب قتل منا 60 ألفًا، في العديد من المجازر في مجزرة حمص وحي المشارقة، بالإضافة إلى العديد الذين لم يظهروا واختفوا من الثمانينيات وأعتقد انهم يبلغون 17 ألف مفقود، هذا النظام حمل إرث القتل والإجرام واكمل مسيرة والده الدموية، حيث وصل عدد المسجونين إلى 40 ألفًا إن لم يكن أكثر من ذلك، و15 ألف قتيل وربما العدد يرتفع أكثر من ذلك. ونحن في الشارع السوري نثمّن ما قاله الملك عبدالله بأنه لا حوار مع هذا النظام، الحوار في أي حال، ولن قبل بحكومةٍ وطنية في ظل هذا النظام الذي سلّم الجولان لإسرائيل، والذى فتّت الفصائل الفلسطينية وحوّلها لعشرات الفصائل، والنظام تاريخه أسود ويحمل أجندة خارجية مشبوهة، وأقلها العمالة لإسرائيل وإيران. لم أتأخر قبل ان نستطرد أكثر، لماذا تأخر خروجك من سوريا وإعلان انضمامك للمعارضة؟ انا منشق عن النظام منذ القدم، وممنوع من مغادرة سوريا منذ 17 عامًا، وعلاقتي مع النظام من أسوأ ما يكون منذ الوالد وإلى الابن منذ أن خرجت من المعتقل، حدّدت إقامتي جبريًّا في دمشق 15 يومًا وبعدها أتيت إلى مدينتي دير الزور، وكنت أعالج وابنى منشق من الجيش، تناسقت مع الثوار وخرجت المظاهرات في دير الزور والتي ارتفعت وتيرتها فيما بعد، وأيضًا بدأنا بكتابة أرشيف لأسماء المعتقلين وأسماء المصابين والشهداء والمفقودين، وكنا ننتظر اللجنة العربية لكي نتحدث إليها ونقول لها إن هذا ما يجري في كل محافظات سوريا وعندما أتت اللجنة العربية في 8 -1 يوم الثلاثاء، لم يسمحوا لنا بأن تلقى بها، وفي يوم 9 من ذات الشهر جهّزنا مظاهرات عارمة على مستوى المحافظة في دير الزور وكان لنا هناك 17 شهيدًا و63 مصابًا، وتوفي بعد ذلك 4 فأصبح عدد الشهداء 21. وسرّب لي أحد الأصدقاء أن هناك قرارًا بترحيلي من دمشق، وأنت تعلم الترحيل، لذا خرجت ليلًا صباح الخميس باتجاه تركيا التي استقبلتني، بعد رحلة شاقة، لا داعي لذكر تفاصيلها. هكذا خرجت يقولون إن وراء رحلة تهريبك عملية لوجستية كبيرة، وحسب معلوماتي، فقد خرجت عبر الحدود، وممنوع من السفر، وليس معك جواز سفر.. كيف خرجت إذاً؟ تريد مرة أخرى التفاصيل، عمومًا خرجت وحدي لأني لا أستطيع أن أغامر بالعائلة، قد يكون هناك على الحدود رصاص وقناصة فما ذنب أطفالي وعائلتي، يومها أعددنا مظاهرة كبيرة أثناء لجنة تقصّي الحقائق العربية في دير الزور، وخرجت يوم 9 يناير الماضي، عند الواحدة ليلًا إلى المنطقة الحدودية التي تبعد 180 كم عن دير الزور، وكان معي ثلاث سيارات تضمّ شباب المعارضة المسلحين، وكنا نخاف أن تكون هناك نقط تفتيش، وانتقلنا إلى المنطقة المتفق عليها، وكانت هناك سيارة في المكان من الإخوة الأكراد ومن أبناء قبيلتي الذين جهّزوا لنا المعبر على الضفة الأخرى، وكان لنا تواصل مع المعارضة السورية بتركيا، وكانت ساعة العبور لحظات حرجة كنا نخاف ان تكون هناك قناصة، والحمد لله خرجنا بأقل الخسائر وتمزّقت ثيابنا من الأسلاك الشائكة، إضافة لبعض الجروح البسيطة، وهكذا أفلت. خط بياني نلاحظ أن الموقف التركي.. مثل الخط البياني يرتفع ويهبط ويرتفع مرة أخرى.. على ماذا تراهن تركيا؟ سألت الإخوة الأترك عن ذلك، فقالوا إنهم لم يقبلوا بمهزلة حماة مرة أخرى. لكن ها هي حمص تقصف بالمدافع ويقتل كل من فيها ليلًا ونهارًا، أين الموقف التركي؟ قالوا لنا إن هناك موقفًا دوليًا ونحن نحاول أن يكون لنا موقف جاد، ولكن لا نستطيع أن نأخذ موقفًا بمعزل عن الموقف الدولي عندما يكون هناك غطاء دولي فنحن جاهزون لمساعدة الشعب السوري بكافة السبل. اسأل تركيا هل تعتقد بتراجع دور تركيا وأن موقفها الأولي كان انفعاليًا مع العلم أنه لا انفعال في السياسة، أو مراهنة على مصالح معينة في ظل نظام الأسد؟ اسألهم هذا السؤال، لست مخوّلًا بالدفاع عنهم، لكني أعرف أن السياسة ليس فيها انفعال، إنما خطوات وحسابات مدروسة ودقيقة، تركيا خسرت كثيرًا جراء دعمها للشعب السوري، من خلال غلق المنافذ التركية في سوريا وهي ضحّت بكل ذلك من أجل الشعب السوري، وهي ليست قرارات ارتجالية ولكنها مدروسة والموقف الدولي لم يقدّم شيئًا لدعم تركيا في استكمال هذه المواقف. لهذا مجّدت الأسد رأيتك على الفضائية السورية، تتحدّث وقلت بالنص: «ليعلم القاصي والداني أن سوريا عريقة وشامخة بقيادة الرئيس الأسد، وهي تعلم الإنسانية الحضارة والحوار».. آسف للسؤال: كيف تقول هذا أمس، وتنشق اليوم؟ أيهما نصدّق؟ أجبروني يا سيدي على إجراء مقابلة مع القناة السورية والمسدس موجّه إلى رأسي، وكنت تحت التهديد والوعيد قبل الإفراج عني ب20 يومًا. خلال 72 يومًا بالحبس في فروع إدارة الأمن السياسي في دمشق، منها 20 يومًا في العزل الانفرادي، أخذوني عنوة إلى مقر الفضائية السورية، وهناك سمحوا لي بمحادثة أحد أبنائي، الذي أكد لي أن الدبابات تحاصر منزلي في دير الزور، كما هدّدني عقيد الأمن السياسي العام بتحويل منزلي إلى تراب، ما لم أتحدّث عن «إنجازات السيد الرئيس بشار الأسد وأمجاده»، وأجبروني بالحديث عن أهمية إعطاء فرصة للإصلاح السياسي، بدلًا من الانخراط في المظاهرات التي تلف المدن السورية. كنت في المعتقل، أواجه تهمتين: الأولى اعترفت بها وتتعلق بالمشاركة في المظاهرات وخروجي على الفضائيات متكلمًا، والثانية تتعلق بتهريب وجلب أسلحة وهذا ما لم يحدث لأن مظاهراتنا سلمية، كنا ليلًا نسمع صراخ الشباب الذين يعذبون، وكانت هناك سيدات وفتيات، ما زلت أتذكر أسماءهن ومن ضمنهن ملك ولينا وإيمان، وكان هناك اكثر من 24 طفلًا لا يتجاوزون 14 عامًا وهم يعذّبون ويُضربون، ورأيت أحدهم ملقى بدون حراك واعتقد انه ميت. هذا ما جرى.. لقد أجبرت على تسجيل هذا الفيلم تحت تهديد السلاح والمسدس في رأسي، صدّقني، لم أكن خائفًا على نفسي ولكن ما ذنب الأبرياء، الذين سينتقمون منهم؟ لماذا القبائل؟ هناك ملاحظة أن بداية الثورة السورية انطلقت من درعا في الجنوب وهي منطقة عشائرية نتيجة حادث الأطفال وإهانة شيوخ القبائل.. هل يمكن أن تشرح طبيعة القبائل العشائرية فى سوريا؟ سيّدي.. 50 بالمائة من الشعب السوري قبائل، نعم، ولكنهم يؤمنون بدولة مدنية والكثير من أبنائنا مثقفون ونسبة كبيرة منهم أطباء ومهندسون وناشطون سياسيون. نحن نؤمن بأن القبلية هي ما قبل الدولة، ونؤمن بحرية الفكر ونؤمن بالمجتمع المدني وحقوق الإنسان والدولة الحديثة، ولا نؤمن بالرجوع إلى المجتمع القبلي لأنه جزء من الدولة وأحد شرائح المجتمع الدولي ونؤمن بأن تكون هناك أحزاب سياسية طبقًا لقانون الأحزاب لها قاعدة سياسية من هذه القبائل وتطرح ذلك، هكذا نؤمن، وأيضًا بدولة موحّدة وجيش قوي والاحتكام بصناديق الاقتراع بأن تكون الفاصل بين الأحزاب المتنوّعة. لماذا؟ لديك علاقات كثيرة مع السعودية.. لماذا اخترت تركيا للجوء؟ الحقيقة، نحترم السعودية ونثمّن مواقفها ولا نريد إحراجها فيما نقوم به من مؤتمرات ولقاءات في الفضائيات والصحافة والإعلام والقيام بمظاهرات كما نقوم فى إسنطبول.. ليس أكثر. معارضة مشتتة باعتيارك الآن ضمن المعارضة.. لماذا المعارضة مشتتة لفصائل وشعوب متنوّعة؟ حتى المجلس الوطني هناك الكثير من الجدل حوله على الرغم من انكم في مرحلة أحوج لأن تكونوا موحّدين بشكل سياسي واحد يتولى التنظيم والتنسيق؟ نعم للأسف، جميع فصائل المعارضة في المهجر متفقة على موضوعَين وهما إسقاط النظام وحماية الشعب السوري، ولكن الأداء سيئ، وأحمل المجلس الوطني المسؤولية الأكبر؛ لأنه القادر على جمع شتات المعارضة ويوحّدها في هذا الهدف باعتبار أن المجلس الوطني مدعوم دوليًا وعربيًا ومعترف به لدى البعض، فلماذا لا يوحّد صفوف المعارضة لإسقاط نظام الأسد، ويجب ان يكون من التنسيقات من المجلس الوطني المكتب التنفيذي والأمانة العامة، ثانيًا أن يكون هناك مندوب من الجيش الحُر في المكتب التنفيذي، هناك شخصيات كبيرة وفاعلة وناشطة من المعارضة ليست موجودة في هذا المجلس، وهذه علامة استفهام كبيرة، وكثير من أعضاء المجلس بدون قاعدة في الداخل السوري وهم في المهجر عشرات السنين. المجلس الوطني وماذا عن أقوال بأن المجلس الوطني معيّن من قبل الإخوان؟ للأسف، كان يفترض أن يوحّدنا المجلس الوطني؛ لأن المرحلة القادمة خطيرة وتتطلب رصّ الصفوف، لن أدخل في تفاصيل أكثر لأنني تركت المجلس الوطني من 22 يومًا، احتجاجًا على أدائه الذي لم يرتق لمستوى ما يحدث بالشارع السوري. رهان خاسر بداية الثورة السورية كانت حراكًا عاديًّا للشعب، على ماذا كان يراهن نظام بشار إلا في إخماده؟ هل كان يراهن على الوقت أم اليأس أو الشبيحة والبلطجية أم على عنصر خفي؟ هذا النظام ما زال يعيش بعقلية القرن الماضي ومخلفاته من أيام العقلية الديكتاتورية اليسارية، ومن مخلفات هذه المرحلة، وهذا دليل على أن ما قام به الأب من مجازر بغطاء دولي فكر الابن بأن هذه المجازر هي الحل، لكنه فوجئ بالشعب السوري صمّم على إسقاط النظام، ولن يتراجع حتى النصر. وعندما شعر النظام بأن المظاهرات ترتفع ويتسع مداها، أخذ خياره بإقحام الجيش واستخدام آلة القتل الممنهج وقصف المدن والقرى براجمات الصواريخ، لأنه يعلم أن تراجع الجيش انهيار له. كان يراهن على الفيتو الروسي والصيني والدعم اللوجستي من إيران وحزب الله، ومن جماعة مقتدى الصدر في العراق الذين يتسرّبون إلى سوريا محمّلين بالسلاح والعتاد، جهارًا نهارًا امام المجتمع الدولي وليس هناك من يعاقبه. لعب إيراني اتهامات كثيرة لإيران.. هل تعتقد أن إيران سوف تدعم الأسد للنهاية رغم الضغوط؟ ملك الأردن تكلم عن أن إيران لها أجندة في المنطقة تتمثل في العراق وسوريا ولبنان، وهناك حلف إستراتيجي ما بين سوريا وإيران وهذا برأيهم سوف يتوسّع في المستقبل وذلك بدليل عمليات التحوّل المذهبي في أكثر من دولة ومنطقة يقوم بها الإيرانيون أنفسهم مثلما حدث ذلك في سوريا، مثل الإيرانى عبدالصاحب الذي ذهب لمناطق فقيرة هناك وأغرى البسطاء بالمال بدعم المخابرات العسكرية والنظام السوري.. تكلمت عن ذلك وقلت إنه سيؤدي إلى احتراب طائفي في المستقبل القريب. سوريا متورّطة المفتش الأول بوزارة الدفاع، محمود سليمان الحاج في حوار سابق اتهم الأسد صراحة بالضلوع في اغتيال الحريري؟ وأنا أتفق معه، كل الدلائل تشير إلى أن النظام السوري له يد في قتل الحريري، من يحكم لبنان هو النظام السوري، والأمن في لبنان بأيدي ضباط وقيادات في سوريا، وكلنا نعرف ان الحكومة اللبنانية كانت تُعيّن من دمشق، والحريري تم تهديده من قبل الأسد، وهذا مسجّل والكل يعلم ذلك. سيفشل الأسد تركيبة النظام السوري معقدة وطائفية تقوم على عصابة العائلة إذ صحّ المصطلح .. هل تعتقد ان الخيار الأخير للأسد السيطرة على حمص، كساحة مرور نحو إيران أو جبال العلويين؟ هو يحاول، وسيفشل؛ لأن هناك معارضين من الطائفة العلوية، وليس كل العلويين مع بشار الأسد، الذي هو وعائلته يجرّون الطائفة إلى الهاوية، ونقول لهم فلتذهب العائلة ويبقى العلويون معنا، وأعتقد أن الكرة في مرمى قادة الجيش العلويين، فليفعلوا ما يمليه ضميرهم ويتخلوا عن القتل وتنتهى هذه المرحلة، وكل الاحتمالات مفتوحة، إذا كانت هناك شخصيات وطنية شريفة من هذا الجيش فعليهم فعل ذلك، وإن لم يفعلوا ذلك فعليهم تحمّل المسؤولية وما سيجري من محاسبة للذين قاموا باستباحة المحرمات والقصف المدفعي والقتل. النظام يلعب على فزاعة تخويف الطائفة العلوية، وأرى أن السبب هو المجتمع الدولي، عندما قالت أمريكا لبشار الأسد انسحب من لبنان نفذ خلال 24 ساعة، أنا الآن أقول إذا حوّل للفصل السابع وتمّ الحظر الجوي وممرات آمنة.. خلال 24 ساعة سيرحل الأسد، إذا علم ان هناك ضربة لكل القادة سيخاف. اعطونا السلاح لماذا نرمي كل شىء على المجتمع الدولي؟ طبعًا.. اعطونا السلاح ولا نريد ان يقف أحد بجانبنا والله خلال أسابيع سنحاصر القصر الجمهوري، ونقلبه رأسًا على عقب، ونحن فقراء من أين لنا أن نهرب سلاحًا، هذا الشعب جوّع الآن وأكثر من 700 ألف عامل سوري في لبنان في الزبالة وهم في أدنى الأماكن، المناطق الشرقية أصبحت صومالًا ثانية، نهبوا كل شيء. ادعمونا ماديًّا واعطونا السلاح وترون ماذا نفعل ولسنا بحاجة إلى حظر جوي. أقسم لك، سنلاحقه حتى آخر الدنيا ولن نتركه أبدًا. دعم يهودي الأسد الأب حكم سوريا 40 عامًا وابنه حتى الآن 12 عامًا.. صراحة.. هل تحتاجون لنصف قرن لتتحرّكوا؟ (بانفعال) لماذا لم تتحرّكوا أنتم، ولماذا لم تتحرّك تونس واليمن وإلخ.. لماذا كل الأمور الآن كل التجارب تطبّق على الشعب السوري، انتم 17 يومًا 800 شهيد.. والله لولا أمريكا لما خلعتم مبارك وانا أقسم بذلك. (وبانفعال أكثر).. نحن نريد من المملكة والخليج ان يدعمونا فقط بالمال والأسلحة وسوف ندكّهم وسنقلب دمشق رأسًا على عقب. شيخ نوّاف.. الثورة السورية تعتبر حتى الآن أطول حراك شعبي عربي ضد نظام الحكم، بماذا تفسّر طول كل هذه المدة؟ هناك أشياء كثيرة مجتمعة، فالمجتمع العربي ملّ من هذه الثورات، النظام السوري لديه العديد من الأوراق، الورقة الإيرانية والفلسطينية والعلاقات الدولية، التى يلعب بها.. وضعنا مختلف كثيرًا. سوريا الجديدة ما رؤيتك للدولة السورية.. من تتمنى أن يكون رئيسًا لسوريا.. ما هي سوريا الجديدة؟ هي سوريا الجديدة الحاضنة لكل الطوائف، ودولة مدنية، حرية الفكر والعقيدة تنتمي للقرن الحادي والعشرين بكل مميّزاته، ونريد الاحتكام إلى صناديق الاقتراع وهي مَن ستحدّد مَن سيحكم سوريا والشعب مَن سيقرر مَن هم ممثلوه وهذا ما نريده في المستقبل السوري بكل شفافية وعلانية، ونعرف بأن المرحلة الانتقالية ربما تطول لسنوات حتى ترجع لما كانت عليه؛ لأن النظام لم يترك شيئًا إلا وسيأخذه معه ونتمنى أن يكون هناك مشروع عربي لدعم سوريا والمساعدة على نهضة اقتصادها. أليست هناك مخاوف من تكرار النموذج المصري أو اليمني أو الليبي في سوريا ما بعد الأسد بشأن مرحلة مجهولة وتخبّط على السلطة باسم الديمقراطية؟ كل مرحلة لها مساوئ ولكن هذه مرحلة انتقالية وهذا شيء طبيعي وأنا متفائل جدًا. أي النهايات تتوقعها لبشار؟ لن نكون كرامًا مع هذا الشخص، سبق له أن قال إن الرئيس الذي يقتل شعبه مجنون، وسوف نقتل هذا المجنون ونحاسبه على كل جرائمه، وأتوقع السيناريو اليمني.