شاهدت قبل البارحة نشرة الأخبار على قناة المنار التابعة ل «حزب الله» لأشاهد الدجل الإعلامي كما لم أشاهده من قبل. فرئيس الاستخبارات الإسرائيلية – حسب المنار – يعد صمود بشار الأسد هزيمة لإسرائيل. والكويت والإمارات وسلطنة عمان ومعها البحرين تتبرأ – سراً – من سياسات السعودية وقطر الرامية إلى إسقاط بشار. لم أفهم كيف أن صمود بشار وقتله لعشرات الآلاف من السوريين ودكه للمدن السورية بدبابات الجيش السوري هي هزيمة لإسرائيل! لقد ملت الشعوب العربية – في غالبها – من هيمنة أنظمة عسكرية قمعية كل حراكات المجتمع باسم المقاومة و مواجهة الاحتلال. يا أخي ذبحتونا ب»المقاومة» التي لم تطلق معها رصاصة واحدة ضد المحتل. في سوريا، لا يقل الاحتلال الأسدي قبحاً وعنفاً عن مثيله الإسرائيلي. فاحتلال آل الأسد سرق كل مقومات وقدرات بلد عريق مثل سوريا على أصعدة الاقتصاد والإبداع والإنتاج. وشرد عشرات الآلاف من الشباب السوري بأساليبه القمعية و تخلف اقتصاده وقبضته الأمنية على كل شاردة وواردة. فكيف تشعر إسرائيل بالهزيمة إن بقي على سدة الحكم في دمشق من يُبقي سوريا في قائمة البلاد المتراجعة سياسياً واقتصادياً؟ لقد حكمتنا الديكتاتوريات العربية (حكومات و أحزاب) باسم المقاومة ومحاربة المحتل ومع الوقت اكتشفنا أن هذا المحتل الذي تلعنه بعض الأنظمة العربية علناً إنما تتآمر معه سراً. يعلنون الحرب ضده في النهار ويحاربون معه في الليل. يشتمونه في الإعلام ويخططون معه ضدنا في السر وخلف الكواليس. وحينما يقف الإنسان العربي ضد ظلم الأقربين اتهم بالتآمر مع العدو ومساندة المحتل. كنت ظننت أن عصر الدجل قد ولى حتى شاهدت أخبار «المنار» فأدركت أنها ومن يقف وراءها ضمن ممارسي الظلم الذي يعانيه الإنسان السوري كل ساعة وعلى رؤوس الأشهاد.