استمتعت قبل أيام الى برنامج (الثانية مع داوود) وكانت الحلقة تتناول موضوع منع الشباب من دخول المجمعات التجارية, وكان احد ضيوف الحلقة يتحدث عن الشباب وكأنهم مجموعة من الاشرار الذين يرتكبون جرائم اخلاقية ويخشى على الناس منهم ولا يمكن ان تقنع ذلك الرجل بأن مثل هذا الامر امر طبيعي يزاوله الناس في كل مكان في الشرق والغرب ولم نسمع عن أي مجمع تجاري يمنع دخول الشباب إليه. اما لدينا فنعم.. وقد تسبب هذا المنع بعكس ما يريده المانعون.. وكان بودي لو سألت ذلك الضيف هل لديه إحصائية عن حالات التعدي التي بدرت من الشباب خلال شهر واحد؟ انا واثقة انه تمر أشهر طوال دون ان يتصرف أي شاب بأي تصرف مسيئ فمعظمهم يدخلون كما يدخل غيرهم للترفيه والتسوق وتناول الطعام يأتون بتهذيب ويخرجون كذلك، ومن يخطئ أو يدمن الايذاء خاصة للنساء فهو يفعل هذا في كل مكان.كل العالم يحفظ النظام داخل المراكز التجارية بموظفي الامن وليس بالمنع, وفي كل العام هناك قوانين عقوبات معظمها يرتكز على الغرامة يدفعها من يسيئ للمكان أو رواده.. وتطبق تلك القوانين بقوة ولهذا نرى نفس الشباب السعودي الذي يخاف منه البعض يدخل المراكز في كل مكان بمنتهى التهذيب والالتزام فهو يحترم من يحترمه ويقدر من يقدره.. لا أدري لماذا نصر نحن فقط على سلك الطرق الاصعب في معالجة أي خلل ان ظهر، لاننا عندما نعيب الشباب فنحن نعيب انفسنا كمجتمع، ونحن ندرك ان كثيرا من شبابنا هم في غاية التهذيب والتميز الأخلاقيولكن ماذا فعل المنع ببعضهم هنا؟في مترو دبي هناك موظفات أمن يطبقن قانون عقوبات على كل مسيئ بلا هوادة وحدث ان سمعتها تطلب من احد الشباب الاماراتي ان يجلس معتدلاً لأنه وضع قدمه على الكرسي الآخر بطريقة غير لائقة فاعترض الشاب ولم يستجب فما كان منها الا ان تفاجأ الركاب في المحطة التالية بطلب رجل أمن لاجبار الشاب على النزول وبالفعل اجبر على ذلك بعدها تنبهت الى مجموعة من العقوبات الغرامية دونت على لوحات كبيرة في كل محطة للمترو، ولا ادري لماذا نصر نحن فقط على سلك الطرق الاصعب في معالجة أي خلل إن ظهر، لاننا عندما نعيب الشباب فنحن نعيب انفسنا كمجتمع، ونحن ندرك ان كثيرا من شبابنا هم في غاية التهذيب والتميز الاخلاقي، شبابنا هم الذين رأيناهم بالامس يفوزون بالمراكز الاربعة الاولى في اولمبياد الرياضيات, وقد يأتي يوم يمنع فيه احدهم من دخول المركز التجاري ويسمح للرجل في الثلاثينات او الاربعينات بالدخول وهو اكثر خطرا منهم، فالزلل لا يقاس بالاعمار.. فمتى نثق بالانسان بناء على تركيبته الاخلاقية وليس على سنه؟. [email protected]