من الشباب من يجعل من تجمعاتهم أمام الأسواق محطات للتلاقي وتبادل الأحاديث واكتساب أصدقاء جدد، والبعض الآخر لقتل الفراغ حيث لا متنفس أو مكان يذهبون إليه، حيث يتم التنسيق فيما بينهم ليتجمعوا في موقع داخل أو أمام الأسواق. الشباب يرفضون الاتهامات الصاردة بحقهم، ويرون أن لهم دوافعهم الخاصة من وراء هذه التجمعات. نبحث عن الترفيه جابر الشهري (22 عاما كلية إدارة واقتصاد) يقول: نتجمع أمام الأسواق والمحلات التجارية، لأننا ممنوعون من دخولها، وكأننا لسنا بشرا بل من كوكب آخر، أوليست لنا متطلبات من داخل المراكز التي يوجد فيها كل ما يحتاجه أي شاب وفتاة، ولكنها أصبحت حكرا على العوائل!. مضيفا لسنا سيئين إلى الدرجة التي يوهمونا بها، وأننا لسنا محلا للثقة، فليس كل الشباب سواسية، فهناك الصالح و الطالح، والكل له متطلبات سواء كبيرة أو صغيرة، وبصراحة يضطرنا لاختراع بعض الحيل والأفكار، للدخول للمراكز والمحلات التي نجتمع خارجها أحيانا، كان يأخذ أحدنا كيسا بداخله أغراض قديمة، ليسمح له بالدخول وإيهام حراس الأمن باسترجاع بعضها وبالتالي يتجول دون مضايقة. حركات طفولية يوسف الزبيدي (22 عاما إدارة أعمال) يقول: هناك فئات من الشباب وخصوصا الذين أعمارهم ما بين 14 18 عاما يتجمعون خارج المراكز التجارية ويجعلونها منطقة ارتكاز، ويتسببون في مضايقة العوائل والمارة وتتطور في أحيان كثيرة لاختلاق المشكلات، والتي يصاحبها أيضا نوع من الهرج والمرج، ما يجعل المسؤولين عن تلك المراكز يمنعون دخولها على الشباب، حتى لا تكون هناك أية مضايقات أو مشكلات، وبصراحة لا ألوم أصحاب المراكز والمدن الترفيهية، من قرار منع الشباب من الدخول والتجول، فكما يقول المثل (الخير يخص والشر يعم). بدائل مفيدة عبد العزيز أحمد (20 عاما) يقول تجمع الشباب أمام المحلات التجارية والمراكز ومدن الترفيه لأسباب نفسية وطاقات مهدرة، وفيما لو استغلت بشكل صحيح، لعاد عليهم ذلك بالنفع والفائدة، ولما وجدناهم متسكعين وغير مبالين بقيمة الوقت المهدر في ما لانفع من ورائه، وحلا لهذه الإشكالية، يقترح إنشاء نواد ومدن ترفيهية وبأسعار رمزية، فليس كل شاب يملك المال الكافي، وخصوصا الطلاب الذين مازالوا يأخذون مصروفهم من آبائهم. يحيى باصرة (23 عاما) يقول: نحب التجمع أمام المحلات التجارية، ولكن ليس للمضايقة بل أكثرنا يسكن قريبا منها وأغلبنا ليست لديه وسيلة مواصلات، فليس أمامنا من خيار إلا التجمع على شكل مجموعات والجلوس أمام المراكز التجارية حتى أننا لو أحتجنا شيئا، فلا نتوانى في الاستئذان للسماح بالدخول سواء كان لقضاء حوائجنا أو لشراء مستلزمات أخرى، بينما هناك فئات من الشباب حتى مناظرهم وملابسهم مشينة، فمنهم من يقلد الغرب، خصوصا الفئة التي تشكل حلقات بجانب سياراتهم وترفع صوت الموسيقى الصاخبة ويتراقصون، ومن هنا كانت نظرة المجتمع السلبية نحوهم. مسؤولية الفتاة مشاري الجهني (22 عاما كلية إدارة واقتصاد) يتحدث قائلا دائما نرمي اللوم على الشباب في مضايقة العوائل وخصوصا الفتيات، ومن وجهة نظري لو أن الفتاة التزمت بزيها ولم تخرج عن المألوف، لن تكون هناك مضايقات، حتى لو كان الشاب عاطلا ولديه متسع من الوقت لقضائه في التجمع أمام المراكز والأسواق. بعيدا عن المهاترات عبدالباري معافا (22 عاما إدارة واقتصاد قانون) يقول: لست من محبي التجول أو التجمع مع الشباب داخل الأسواق أو المراكز التجارية، فأنا أراها من وجهة نظري مكانا للتسوق ولا أحتاجها إلا لقضاء مستلزماتي كأي إنسان، حتى أنني لا أحب التسوق في المساء، فأغلب الأوقات التي تناسبني صباحا حين لا يمنعون أي شاب من دخول أي مركز، لعدم وجود الكثير من العوائل، وعادة ما تكون شبه خالية، أما بخصوص التجمعات التي تحدث خارج أسوار المراكز ومدن الترفيه، فهي محصورة على فئة عمرية محددة لديها الكثير من الوقت، خصوصا نهاية الأسبوع بعد عناء أسبوع دراسي طويل. حلول كثيرة محمد الزهراني (23 عاما) يعمل في محل لبيع الملابس في مركز تجاري في جدة يقول: من خلال تجربتي لاحظت أن الذين يجتمعون أمام المراكز التجارية، هم من الفئة الممنوعة من الدخول والذين أصلا لهم مشاكل سابقة مع حراس الأمن في إجبارهم على الدخول والتسكع بهمجية ليس لها مبرر، والسبب الرئيسي عدم وجود بدائل تساعدهم عن الابتعاد عن هذه الأماكن، وفيما لو وجدت لقلت تلك المضايقات بنسبة كبيرة. حب الاستعراض عبدالقادر أحمد محمد (21 عاما خريج ثانوي) يرى الشباب الذي يتجمعون على شكل حلقات خارج وداخل المجمعات والمراكز التجارية وغيرها، إنما هدفهم الاستعراض إما بسياراتهم المعدلة، أو بطريقة تقليدهم للغرب، وكأنهم وصلوا لقمة النضج والتطور، ولا أظنهم سوى مرضى نفسانيين.