قال الفنان حسن عسيري أمين عام جمعية المنتجين والموزعين السعوديين إن الإنتاج الدرامي في السعودية يعاني الأمرين بسبب عدم وجود أنظمة حكومية صريحة تحميه من تدخل جهات أخرى لا تعترف بالفنون، مشيراً إلى أن صناعة الدراما المحلية أصبحت تعتمد على قانون واحد هو «حب الخشوم» على حد تعبيره، وذلك لأن مؤسسات الإنتاج تعاني كثيراً في الحصول على تأشيرات للفنيين الأجانب كما تواجه صعوبة في الحصول على تصاريح التصوير وعلى الدعم اللوجستي الذي تحتاجه عملية الإنتاج. وجاء حديث عسيري في معرض تعقيب بعثه للرياض رداً على مقال الزميل خلدون السعيدان المنشور في عدد السبت الماضي بعنوان «التلفزيون وجشع المنتجين السعوديين»، وهذا نص التعقيب: في البداية وجدت أنه من مسؤليتي كأمين عام لجمعية المنتجين والموزعين السعوديين أن أرسل تعقيباً حول ما كتبه الزميل العزيز خلدون السعيدان في زاويته حول ارتفاع أسعار الإنتاج السعودي، وللحق فإن ما يراه زميلنا العزيز بنظارته السوداء جعلت المعايير التي تتملكه وتسيطر على رؤيته مختلفة عما يحدث على الأرض تماماً. أولاً: مؤلم جداً أن لا نرى فيما تقدمه الدراما السعودية إلا النقائص، وللأسف هناك من ينظر إلى الأعمال المحلية بشكل جزئي ونحن نحتاج إلى نظرة كاملة لضرورة تدفق حالة الإنتاج المستمر مع أخطائها المتوقعة بالتأكيد، ولكنها حتماً العجلة التي تدور لتحولنا إلى سوق صناعة تلفزيونية تجبر المؤسسات الحكومية لأن تساند هذه الصناعة بالأتظمة واللوائح التي تحميها وتفتح لها الأسواق كما يحدث مع مختلف الصناعات السعودية الأخرى التي تجعل وزير التجارة يطير إلى النمسا «مقر الاتحاد الأوروبي» لحماية منتجات وطنية من رسوم عالية يتردد أن هناك توجهاً لفرضها. الذي نتمناه في جمعية المنتجين السعوديين أن يتذكر من يهاجم الدراما السعودية من مبدأ أنها لا تملك شيئاً يعطيها الحق في الحياة أن يعرفوا أننا نؤسس لصناعة بإمكانيات معدومة وأنظمة بدرجة صفر، وأن موظفاً صغيراً في أي قطاع لا يؤمن بالفن يستطيع أن يعطل كل شيء لأنه لا نظام يساند الإنتاج المحلي، وأن أي خطوة يتذكرها السعوديون لأي مسلسل منذ خمسين عاماً وحتى اليوم كان اجتهاداً ومغامرة من محبي الفن ولم يكن ضمن أنظمة ولوائح محددة وواضحة ومعروفة. رسم بياني لنسبة ارتفاع كلفة الإنتاج الدرامي المحلي ولك أن تعلم أن تأشيرات الزيارة ب»حب خشوم» وتصاريح التصوير ب»حب خشوم» والتصوير في الشوارع ب»حب خشوم» والتصوير في أي منشأة حكومية ممنوع تماماً إلا ب»حب خشوم» أيضاً.. فهل نطلب من عمل محلي أن يكون مبدعاً ورائعاً ومميزاً ومنافساً دون معهد ودون أكاديمية ودون أنظمة؟. نعم نطلب وستطلبون والكل من حقه هذا وما تقوم به جمعية المنتجين من جهد كبير بنضال حقيقي من الزميل محمد الغامدي رئيس الجمعية الذي تحول إلى معقب «يطامر» محبة منه في خدمة أعضاء ومنسوبي الجمعية «ومُصارعاً» مع كثير من الجهات التي مازالت لا تؤمن بالفنون أصلاً، ومع ذلك مازلنا نعيش أغرب تناقض في الدنيا يجعل الإنتاج المحلي يصور في أغلبه بين البحرين والأردن ودبي. ألم يسأل أحد لماذا مازال يحدث هذا؟. ألم يسأل أحد كيف أن مؤسسات الإنتاج تعد الخطط والاستراتيجيات ومواقع التصوير البديلة لتفادي هجوم مباغت من «جهات» ترى أن ما نقدمه من فنون مرفوض أصلاً. ثانياً: ارتفاع تكاليف الإنتاج الذي جاء مع الارتفاعات الكبيرة للأسعار ولكن العزيز خلدون السعيدان يرى أعمالاً تكلفتها بالآلاف فقط وتُباع للتلفزيون بالملايين وهذا بالتأكيد غير صحيح إطلاقاً فالمنتجون لا يأتون من الفضاء فهم يعيشون نفس ظروف الحياة، وأما ارتفاع أجور العاملين فقد تضاعفت أكثر من خمس عشرة مرة مع كثافة الإنتاج التلفزيوني العربي وسأرفق جدولاً يوضح ارتفاعات الأسعار الكبيرة في صناعة الإنتاج التلفزيوني في المملكة خلال الخمس سنوات الماضية وختاماً أطلب من العزيز خلدون السعيدان أن ينزع هذه النظارة السوداء وأن يكتب بشجاعته المعهودة عن العوائق الكبيرة التي يعاني منها الإنتاج التلفزيوني المحلي. حسن عسيري - أمين عام جمعية المنتجين والموزعين السعوديين