بعد رحلة بالسيارة لمدة أربعة ساعات صوب ولاية "كيده" شمالي ماليزيا، هرع زعيم المعارضة "إن سوريندران" إلى مهرجان حصاد هندوسي في بلدة "سونجاي بيتاني" حيث تحدث عن الحاجة لانتخاب حكومة جديدة. وتوجه نائب رئيس حزب العدالة الشعبية (46 عاما) من الاحتفال الهندوسي إلى حفل لجمع تبرعات ترعاه معارضة من العرقية الصينية حيث كرر الرسالة نفسها لأكثر من 2500 شخص من عرقيات الملايو والهندية والصينية- الذين اكتظ بهم المكان. وكان الوقت قد قارب على منتصف الليل تقريبا عندما وصل سوريندران إلى جمع في بلدة مجاورة حيث دعا رمز المعارضة أنور إبراهيم الحشد للتصويت للتغيير والإطاحة بالتحالف السياسي "الجبهة الوطنية" (باريسان ناسيونال) الذي يحكم البلاد منذ استقلالها في أواخر عقد الخمسينيات من القرن الماضي. وقال أنور "يتعين علينا وقف الفساد، يتعين علينا منع الخداع، ويتعين علينا الآن وضع حد للأكاذيب". وأعرب "سوريندران" عن رضاه عما شاهده. لقد كانت تمطر مطرا خفيفا لكن ملعب كرة القدم كان مغطى ببحر من المظلات حيث وقف الناس برزانة لا يبالون بالمطر يستمعون لأنور. وقال سوريندران لوكالة الأنباء الألمانية خلال توجهه عائدا إلى كوالالمبور في الساعات المبكرة من الصباح " يمكن أن تشم رحيق التغيير في الهواء. الناس عطشى للتغيير. الناس مستعدون للتغيير". ومنذ أن تمت تبرئة أنور من اتهامات بممارسة اللواط في شهر يناير الماضي، يجوب هو وزملاؤه في الحزب البلاد طولا وعرضا لإلقاء كلمات في الحشود وعقد اجتماعات ولقاءات جمع تبرعات استعدادا للانتخابات المقبلة. ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة في العام المقبل، لكن كثيرا من المحللين يعتقدون أنه يمكن إجراء الانتخابات هذا العام، في شهر يوليو المقبل. وخطت المعارضة خطوات هائلة منذ انتخابات عام 2008 ، حيث كادت أن تطيح بالحزب الحاكم بعد فوزها ب81 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 166 مقعدا في البر الرئيسي لماليزيا. وما انقذ الائتلاف الحاكم هو دعم 56 عضوا من البرلمان من مجموعات سياسية مختلفة في ولايتي "صباح" و"ساراواك" شرقي البلاد، على جزيرة بورنيو. وقال سوريندران " فوجئنا جراء فوزنا في عام 2008 ، لم يكن الأمر مسبوقا في تاريخ السياسة الماليزية حيث يحصل حزب باريسان ناسيونال عادة على أغلبية الثلثين في كل انتخابات". وأضاف أن أداء المعارضة القوي في انتخابات ولاية "ساراواك" في أبريل الماضي عزز من فرصها في الانتخابات المقبلة. وقال إن أغلبية صامتة في ماليزيا مستعدة للتغيير وسيخرجون في يوم الانتخابات. وقال كريشنا الذي يعمل في شركة مملوكة للحكومة، إنه قرر هو وخمسة من زملائه في العمل التصويت لصالح المعارضة. وأضاف "لا نخرج في مظاهرات ولا نتحدث علنية عن آرائنا السياسية لكننا نشعر أن 50 عاما هي فترة طويلة لتنفيذ التغيير والتنمية التي يريدونها". وقال عبد المالك، مزارع تدعم عائلته منذ أمد طويل ائتلاف الجبهة الوطنية في كيده، إنه أخبر أباه بالفعل بعزمه التصويت للمعارضة. وقال "أنه (أباه) لم يعلق وقال أنني ناضج بما يكفى لتقرير لاتخاذ قراري. أعتقد أن أنور يمكن أن يساعد الفقراء أمثالنا". لكن رئيس الوزراء الحالي نجيب رزاق يقول إن الائتلاف الحاكم لا يزال أفضل اختيار لماليزيا. وقال إن "الناس يدركون أن الجبهة الوطنية فقط هي التي لديها القدرة والخبرة لقيادتهم وهذا هو السبب في أنني واثق للغاية أنهم سيعطونا تفويضا حاسما في الانتخابات العامة المقبلة". وذكر سوريندران أن استطلاعات الرأي الداخلية لحزبه أظهرت أن ما بين 40% إلى 47% من الناخبين من الملايو يؤيدون المعارضة، وهي نسبة كافية لترجيح كفة الميزان. لكن تشين يتوقع منافسة محتدمة للغاية في السباق الانتخابي قد تتأرجح في أي من الجانبين. وقال " ربما ينتهي الأمر ببرلمان معلق".