أكتب هذا الموضوع متعمداً بعد مضي أسبوع فلربما هدأت قليلا الانفعالات على خسارة المنتخب السعودي في أستراليا وخروجه المؤسف من التصفيات المؤهلة لكأس العالم للمرة الثانية على التوالي!ولعلنا نرى الحقيقة دون رتوش أو تجميل أو عواطف! لا شك أن وضع المنتخب السعودي كان ولا يزال سيئاً منذ سنوات والنتائج المخيبة تلاحق جميع الفئات العمرية والمنتخبات! وحتى الأندية نتائجها من سيئ إلى أسوأ! وفارس آسيا الشهير أصبح ممرا سهلا لكل منتخبات آسيا واعتماده على سمعته المخيفة السابقة والتغني بأمجاد الماضي لم تفده ولم تعد ترعب أحدا! فمنذ فضيحة ثمانية ألمانيا الشهيرة والتي كان من المفروض أن تدق ناقوس الخطر والرياضة السعودية تتلقى الهزائم دون أن يحرك احد ساكناً وللأسف هناك عدة عوامل أدت إلى مفاقمة الوضع! منها على سبيل المثال وجود جوقة مطبلين للاتحاد السعودي كانوا يشعرون الاتحاد انه يمشي على الطريق الصحيح، وكانوا يحاولون إخفاء الأخطاء والعيوب ويتخذون من عبارة (كل شيء تمام يا افندم) شعارا لهم! ولم يكتفوا بذلك فقط بل قاموا بمهاجمة كل من حاول انتقاد أخطاء الاتحاد وتصويره كأنه عدو للاتحاد، ولا يريد مصلحة الرياضة السعودية! أيضا وجود طاقم عتيق في الاتحاد السعودي بعقليات قديمة للغاية أكل عليها الدهر وشرب! وكانوا يضعون المدرب كعلّاقة لأخطائهم!فأصبحت منتخباتنا أكثر منتخبات العالم تغييرا للمدربين! وكل شيء قابل للتغيير لديهم إلا هم أنفسهم فهم ملتصقون بكراسيهم دون تزحزح! أما السبب الرئيسي والاهم لتدهور المنتخبات السعودية فهو رؤساء ومسوولو الأندية دون شك! لا يوجد سبب أثر ويؤثر حاليا في تردي مستوى المنتخبات أكثر من تصرفات الأندية السعودية! فالمنتخب حسب التعريف العلمي يجب أن يكون نخبة ما تنتجه الأندية! فإذا كان الإنتاج رديئا انعكس ذلك على أداء الفريق الأول السعودي! إن سياسة المماحكات والتحديات بين الأندية السعودية التي تصل في كثير من الأحيان إلى تصرفات اقل ما يقال عنها غير ناضجة بل صبيانية! أدت إلى ارتفاع أسعار لاعبين لا يستحقون عُشر ما يدفع لهم! وأدى ذلك إلى ارتفاع هالة الغرور بين لاعبي الجيل الحالي والذين لو قُيموا تقييما حقيقيا لم يحصلوا على جزء مما حصلوا عليه! وهذه هي النتيجة الطبيعية للاعبين مراهقين فجأة يجدون أن الملايين تتلاعب بين ايديهم، وأن مسؤولي الأندية يقارنونهم بلاعبين مخضرمين بينهم، وبين أولئك سنوات ضوئية! بالطبع ستصيبهم آفة الغرور والكسل والمزاجية والدلع الزايد! انظروا إلى أدائهم في المنتخب فلم نشاهد أي حماس أو أداء رجولي فاللاعب يتمشى في الملعب وكأنه يحمل طبقاً من البيض يخاف أن يتكسر في مباراة مصيرية! ورغم أن الشعب السعودي يتابعه ويضع عليه الآمال. وبدون شك فإن الفكر والوعي الاحترافي لدى لاعبينا يقارب الصفر بسبب الدلال الزائد من رؤساء وأعضاء شرف الأندية لهم! لو رجعنا تاريخياً لوجدنا علاقة عكسية واضحة!(فقد تدهورت نتائج الأندية السعودية قاريا في السنوات الأخيرة وذلك عندما ارتفعت بورصة أسعار اللاعبين وزيادة الإنفاق عليهم! ) مع أن المفروض أن يحصل العكس ولكن السبب جلي الا وهو سوء الإدارة! ولكي تستعيد المنتخبات السعودية مكانتها فيجب تغيير عقليات وأشخاص إدارات الأندية! فليقدموا استقالاتهم إن كان لديهم الشجاعة! أملي أن يكون رئيس وأعضاء الاتحاد السعودي الجديد من خارج الوسط الرياضي، وأن يكونوا إداريين متمكنين ذوي خلفية علمية أو على الأقل أن يكونوا من خارج الأندية الخمسة الكبيرة! **مما قيل هذا الأسبوع: أوردت صحيفة الرياض خبرا جميلا الأسبوع الماضي وهو أن الصين ستبني اكبر وأكثر مطار في العالم من حيث سعة الركاب يتسع ل 130مليون مسافر سنوياً وعلى أحدث طراز وبتكلفة أقل من 5 مليارات دولار!! لا تعليق لدي! بل سأدع للقراء الكرام استخدام مخيلتهم!