على الرغم من أهمية الناطق الإعلامي في تقديم المعلومة الصحيحة لوسائل الإعلام، والتواصل معها، وتوعية الجمهور، وتعزيز قيم الشراكة الوطنية المسؤولة في التصدي للشائعات، إلاّ أن بعض الناطقين الإعلامين في بعض القطاعات العامة والخاصة لم يستكملوا أركان مهمتهم، كما لم يستطيعوا أن يتخلصوا من معضلتين رئيستين أبقتا بعضهم في دائرة ضيقة، وأثرّت بشكل فاعل في قناعة وسائل الإعلام، وقناعة المجتمع بدورهم. الأولى: تكمن في استغلال الناطق الإعلامي الحدث للظهور؛ بهدف تلميع الجهة التي ينتمي إليها ومسؤوليها، والثانية: محاولة رفع المسؤولية عن منشأته وتبرئتها، إلى جانب تقديم تصريحات وتقارير معلّبة لا تخرج في أغلب الأحيان عن هذا السياق، بل تحاول أحياناً إضعاف قيمة المعلومة والالتواء على الحقائق. وفي هذا الإطار من الرؤية حول دور الناطق الإعلامي والمتحدث الرسمي، يبرز في المشهد العملي شخصيات وقطاعات حكومية قدمت جهداً يحسب لها في الصدقية والمهنية والمسؤولية، استطاعت من خلاله أن تواكب الأحداث بكل شفافية ووضوح، وأن تحظى بقناعة المجتمع ومعه الإعلام، وكان على رأس هذه الجهات المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، وكفريق عمل متكامل الإدارة العامة للدفاع المدني بالمملكة. "ندوة الثلاثاء" تناقش هذا الأسبوع مدى نجاح دور "الناطق الإعلامي" وكيفية الارتقاء بمهامه مع وسائل الإعلام والمجتمع نحو شفافية وحيادية أكبر، نحو تقديم مادة إعلامية جديرة باهتمام الشرائح كافة. دور الناطق الإعلامي في البداية، أكد "الصقعوب" أن الناطق الرسمي يتحدث باسم المنشأة سواء أكانت حكومية أم خاصة؛ ما يعني ضرورة ارتباطه بالإعلام المقروء والمرئي والمسموع، مشيراً إلى ضرورة أن يكون الناطق الإعلامي ذا مواصفات خاصة، فليس كل شخص مهيأ أن يعمل ناطقاً إعلامياً، من دون أن يُلم بالإعلام ونظرياته، ويمتلك رصيداً جيداً من الثقافة وأدبيات الممارسة، إلى جانب العلاقات الجيدة مع كافة وسائل الإعلام، والإلمام بالدور والمهمة ورسالة الجهة التي يعمل بها؛ حتى يستطيع أن يُعبّر عنها بشكل واضح ومقبول. تواصل مع المجتمع وذكر "اليوسف" أن الناطق الإعلامي يعد إحدى الواجهات الإعلامية المستحدثة مؤخراً بعد الانفتاح الإعلامي الواسع في جميع وسائل الإعلام، حيث أصبحت تلك الوظيفة سمةً بارزة في المشهد الإعلامي بكافة الجهات التي تمثلها أمنياً ومدنياً واجتماعياً، مضيفاً أن الدور المطلوب من الناطق الإعلامي يتطلب أن يكون متواصلاً مع المجتمع، واضحاً في مفهومه، وناقلاً مميزاً لما يُراد أن ينقله، إلى جانب الوضوح والشفافية وفقاً لما أُنشئت من أجله هذه الوظيفة، من دون أن يبقى صوتاً مدافعاً عن الإدارة المنتمي لها. مهمتنا تقدير دورهم وتعميم تجربتهم والتفاعل معهم وعدم التشكيك في معلوماتهم واجهة إعلامية وذكر المقدم "أبا الخيل" أن الناطق الإعلامي يُمثّل الواجهة الإعلامية من خلال عكس جُهد كل ما يتعلق بتلك الجهة، بحيث يعكس رغبة وفلسفة الجهة في التواصل مع الإعلام، موضحاً أن الإعلام في الوقت الحالي يحتاج إلى أن يكون متصلاً بشكل مباشر ليصبح وسيطاً بين تلك المنشأة والمجتمع. وأضاف: "إن دور الناطق الإعلامي هو في المقام الأول الربط والاتصال الصحيح، وإيصال المعلومة المباشرة بين الجهات الحكومية والجهات الإعلامية للعمل في حقل واحد يصب في خدمة المواطن". إيقاف الإشاعات وبيّن "د. الزنيدي" أن المتحدث الرسمي عنصر مهم جداً في ظل وجود قنوات تساعد على وجود إشاعات من منتديات ومواقع إلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، ما جعل وجود الناطق مهماً لإيقاف الإشاعات، مطالباً أن يكون لكل جهاز حكومي ناطق إعلامي متخصص ومتمكن، من دون أن تؤدى هذه المهمة ارتجالياً، مرةً مدير شؤون الموظفين، وأخرى المدير العام، وأحياناً المسؤول الكبير. وقال: "إن من أهم مواصفات الناطق الإعلامي أن يحظى بقبول لدى المجتمع بشخصيته وأسلوبه واختياره اللغة والمفردات، فيجب اختياره بعناية وتأهيله وتطويره قبل أن يُمثّل الجهاز الحكومي"، منوهاً أن دور الناطق الإعلامي يبرز عند الأحداث والمشكلات الطارئة؛ ولسنا بحاجة إلى ناطق ويُمجّد ويُثني على رئيسه أو على أي مسؤول، فعندها لا يصبح شخصا مُلّمعا ولا يمكن تصنيفه أنه ناطق إعلامي. حلقة وصل وأوضح "المحيميد" أن الناطق الإعلامي يُعد حلقة الوصل والوسيط بين وسائل الإعلام والجمهور الخارجي والجهة التي يمثلها، مبيناً أن الناطق الإعلامي يجب أن يتوافر لديه حس إعلامي، إلى جانب القدرة على التحدث بلباقة وتخطي المواقف الصعبة، إلى جانب توافر الثقافة العامة لديه، بحيث يستطيع الرد على جميع الأسئلة واحتواء كافة المواقف الممكن التعرض لها، إضافة إلى أهمية أن يكون سريع البديهة وعلى قدر على من الذكاء؛ بحيث يستطيع التعامل مع المواقف وأسئلة الإعلاميين المتواصلين معه. وأضاف: "يجب أن يكون للناطق الإعلامي قدرة كاملة على بناء علاقة وثيقة بين الجهة التي يمثلها ووسائل الإعلام، ونعترف أنه مهما يكون الناطق الإعلامي، ومهما تكون الجهة سواء أكانت جهة أمنية أم خدمية، لا يمكن أن تؤدي أعمالها على الوجه الأكمل، إلاّ من خلال التعاون مع وسائل الإعلام، وكذلك فإن وسائل الإعلام لا يمكن أن تؤدي أدوارها على الوجه الأكمل، إلاّ من خلال التعاون مع الجهة الحكومية، وبالتالي يجب أن يكون لدى الناطق الإعلامي قدرة على التواصل مع رجل الإعلام لبناء علاقة تامة بين الجانبين". أول تجربة واسترجع "أبا الخيل" بداية استحداث وظيفة الناطق الإعلامي، ذاكراً أن "وزارة الداخلية" هي أول من بدأ في تجربة الناطق الإعلامي والمتحدث الأمني، رغم حساسية المعلومة في الأداء الأمني، إلاّ أن الوزارة بادرت بتفعيل متحدث أمني يؤدي دور الوسيط بينها وبين وسائل الإعلام"، منوهاً أن الدفاع المدني من أوائل الجهات التي عيّنت ناطقا إعلاميا، وذلك في موسم الحج من عام 1423ه. منع الإشاعات ويرى "الصقعوب" أن غياب المعلومة لابد لها من حد، وبالتالي لابد من وجود متحدث رسمي، إذ إن غياب المعلومة يزيد من انتشار الإشاعة، بعكس إذا توفرت المعلومة الصحيحة، وحضرت الشفافية من القطاعات الحكومية والخاصة، مبيناً أن توفر المعلومة من الإدارات قد يجعل الحاجة إلى الناطق الإعلامي محدودة في ظل إنتشار الوسائل الإعلامية والإعلام الجديد، حيث أصبحت المعلومة تنتشر بسرعة هائلة في شتى أرجاء العالم بنفس اللحظة تقريباً، وقد لا تكون هذه الرؤية صحيحة، إلى درجة حتمية وجود ناطق إعلامي، ما يؤكد أن أهمية وجود الناطق الإعلامي تأتي لإيضاح المعلومة وإبرازها للمتلقي. اختيار مناسب ولفت "اليوسف" إلى أن تفعيل دور الناطق الإعلامي يتم من خلال الاختيار المناسب له، ولا يتم النظر إلى أن مهمته مجرد وظيفة مسندة إلى موظف موجود أصلاً في المنشأة، منوهاً إلى ضرورة عدم الخلط بين الناطق الإعلامي وإدارة العلاقات العامة في الإدارة أو الجهة، مقترحاً الإفادة من المؤسسات الإعلامية الكُبرى سواء في الصحافة أو التلفزيون أو الإذاعة؛ من أجل أن يتمرس الناطق الإعلامي في المجال، ويتقن مهارة التعامل مع رجل الإعلام، لكونه سيخاطب رجال الإعلام قبل أن يصل رأيه إلى المتلقي. وقال: "مازلنا أقل بكثير من المطلوب تجاه الإفادة من الخبرات الإعلامية في المجتمع، وقد وجدنا أن أغلب الناطقين الإعلاميين هم من مكاتب قريبة من مديري الإدارات الحكومية، ومن الصعب أن تختار ناطقا أمنيا من خارج الإدارة لكن من السهل أن تطور الناطق الأمني أو الناطق الإعلامي في أي إدارة من خلال دورات تدريبية. الجمهور واع ويبحث عن الصدقية أمام تعدد المصادر ولا يحتاج إلى «تلميع» المسؤول والدفاع عنه مهارات المتحدث وشدد "المحيميد" على ضرورة تحلّي الناطق الإعلامي بمهارات التواصل، إلى جانب إجادة التعامل مع وسائل الاتصال المتعددة مثل البريد الالكتروني والإعلام الجديد، منوهاً إلى ضرورة استشعار المتحدث الرسمي أثناء تأدية عمله اليومي الوقوف محايداً فيما يتعلق بالمواضيع المتناولة من قبل الإعلامي وتتطلب تدخله المهني، مشيراً إلى أن أخطر مرحلة في عمل المتحدث الرسمي هي الوصول إلى مرحلة التلميع والمحاماة لجهة المتحدث باسمها، مؤكداً أهمية مبدئي "الشفافية" و"الصراحة"، حيث يجب أن يكونا حاضرين لدى المتحدث الرسمي؛ لبناء صورة ذهنية إيجابية للمتحدث الرسمي لدى المتلقي. مواقع التواصل الاجتماعي زادت من حجم الشائعات ما يتطلب دوراً أكبر للناطق الإعلامي أدوار مختلفة وأكد "أبا الخيل" أن آلية تفعيل الناطق الإعلامي تأتي من خلال الإيمان بدور الناطق الإعلامي لدى كافة الأوساط، إلى جانب أن تكون الجهة مؤمنة إيماناً تاماً بأهمية الناطق الإعلامي ودوره، والأمر الثاني يتمثل في عدم الخلط بين الناطق الإعلامي ورجل العلاقات العامة؛ لأن لكل شخص أدواراً مختلفة عن الآخر، والأمر الثالث يتجسد في اختيار الشخص الكفء والأنسب والمؤهل لهذه المهمة، إلى جانب حصوله على دورات تدريبية تؤهله تأهيلاً تاماً لمواجهة الإعلام، وتقديمه المعلومة الصادقة بشفافية تمنحه ثقة الإعلام والجمهور. تدريب وتطوير وذكر "الصقعوب" أن الناطق الإعلامي ليس بالضرورة أن يكون حاملاً للشهادة الجامعية في الإعلام، بقدر ما يهم أن يكون مُلّماً بعمله، ومهيئاً للأدوار المناطة إليه، ذاكراً أن التدريب والتطوير مهمان لامتداد نجاح العمل سواء للعمل الإداري أو عمل الناطق الإعلامي. واتفق "اليوسف" مع ما ذكره "الصقعوب"، مضيفاً أن الناطق الإعلامي يحتاج إلى دورة تأسيسية وتطويرية؛ ليكون منفتحاً على المتجمع، إلى جانب حصوله على دورات متنوعة والمشاركة في الندوات، وأن يكون له حضور وعمل اجتماعي حتى يزيد من قناعة المتلقي بما سيدلي به مستقبلاً. وعلّق "المحيميد" قائلاً: "التأهيل المتخصص للناطق الإعلامي ليس مهماً، والدليل وجود عدد من الصحافيين الناجحين والمؤثرين في المجال الصحفي؛ على الرغم من أن تخصصاتهم التأهيلية بعيدة عن الإعلام"، مؤكداً أن عمل الناطق الإعلامي هو بالمقام الأول مهارة، وثانياً رغبة في التطوير والاستمرار، وكذلك قدرة على مهارة التواصل مع الجهات ذات الاختصاص، من دون إغفال أهمية التطوير والتدريب المنسجم مع المهنة؛ لأن الإعلام يشهد تطوراً متسارعاً في كافة وسائله وأدواته. دور تربوي وحول دور المؤسسات التربوية والجامعات، قال "د. الزنيدي": "من الممكن أن تُقدم الجامعات أي برنامج يحتاج إليه المجتمع ما دام يحتاجه، مثل لو نظمّت مؤسسة إعلامية بالتعاون مع إحدى الجامعات دورة تدريبية أو تطويرية للناطقين الإعلاميين، ومن الممكن استقطاب أي مدرب حتى لو كان من خارج المملكة، متى ما شعرت الجامعة أن هناك احتياجا فعليا لأي برنامج". اليوسف: التدريب المشترك بين «الناطقين» و«الإعلاميين» أفضل لتجاوز سلبيات التغطية وصياغة المواد وتداخل "أبا الخيل" موضحاً أنه إذا اجتمع التأهيل الأكاديمي مع الموهبة والخبرة والمهارة فهذا أمر جيد، مع إمكانية تدريب الناطق الإعلامي من خلال دورات تدريبية، أو من خلال دبلومات عالية، مبيناً أن "جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية" تُنظم دورات تدريبية، إلى جانب دبلوم عال موجّه للناطق الإعلامي في القطاع الأمني. دواعي الظهور وشدد "الصقعوب" على دواعي ظهور الناطق الإعلامي، حيث يخضع ذلك لمستوى الحدث، أو حجم الإشاعة إن وجدت لتوضيح الصورة للإعلام والمجتمع، مضيفاً أن عدداً من الإشاعات تخرج يومياً، ولا يستدعي بالضرورة ظهور المتحدث الرسمي كلما ظهرت إشاعة، منوهاً أنه يوجد قاعدة تحكم عمل المتحدث الرسمي في بعض الأحيان وهي "ليس كل ما يعلم يقال"، خاصة في بعض القطاعات، مبيناً أن معظم الناطقين يؤدون العمل الإعلامي كما يجب للجهة التي ينتمون إليها فقط، حيث إن الأهمية لديهم في المقام الأول هي تحسين صورة جهة عملهم حكومية كانت، أو أي جهة أخرى. وقال: "أعتقد أن الناطق الإعلامي غالباً ما يكون (بوقاً) للمدير فقط، وينطق بما يريد، ودليل ذلك أننا نجد بعضا من الناطقين الإعلاميين من يتلّونون مع المدير، فإذا أصبحت سياسة المدير منفتحة فإن هذا الناطق ينفتح والعكس كذلك". رسالة إعلامية وعلّق "اليوسف" قائلاً: "بعض المتحدثين الإعلاميين لا يؤدون الرسالة الإعلامية كما يجب، وكإعلامي ممارس يومياً، أجد صعوبة مع كثير من الناطقين الإعلاميين، سواءً الرئيسين أو الفرعيين بالمناطق، وتتجسد في عدم الرد، أو التأخر في الإجابة، وهذه مشكلة لا تنسجم مع العمل الميداني المحتاج إلى السرعة"، موضحاً أن تأخر إجابة الناطق الإعلامي في الإجابة عن استفسار الإعلامي يُسهم في تفويت العديد من الأخبار، كما يترك مجالاً واسعاً للاجتهاد. وأوضح أن مكمن امتعاضه من بعض الناطقين الإعلاميين يأتي متجسداً عودتهم إلى السلطة الهرمية من خلال العودة إلى الرئيس المباشر، ثم إلى رئيس القسم، ثم إلى المدير العام، إلى أن تصل أحياناً إلى الوزير من أجل أن يجيبك عن مسألة بسيطة جداً تحدث في الشارع اليوم ويجب أن تنشر في الغد، ذاكراً أنه لا يوجد ضابط حقيقي أو نظام يحمي الناطق الإعلامي من غضب المدير، فالناطق الإعلامي يكون مُوجَها وليس قادراً على أن يعطي رأيا يفيد المجتمع. عمل تكاملي وتداخل "أبا الخيل" مؤكداً أن الناطق الإعلامي لا يمكن أن يؤدي دوره ما لم يحصل تعاون مثمر مع الصحفي، وكذلك الصحفي لا يمكن أن يؤدي دوره إلاّ من خلال بناء علاقة وثيقة مع الناطق الإعلامي. وقال: "تقع إشكالية دائماً ما تحدث بين الناطق الإعلامي ووسائل الإعلام، حيث إن الصحفي يبحث عن سرعة الخبر والإنفراد به خصوصاً بعد ظهور المواقع الإلكترونية وتزايد التسابق على نشر الخبر، بينما الناطق الإعلامي يبحث عن صدقية وتوثيق الخبر"، مشدداً على أنه كناطق إعلامي لا يمكن أن يذيع خبراً ما لم يتأكد من صحته تماماً، ما أوجد تضارباً بين الجهة والإعلامي، وقد يكون العائق الوحيد لوصول المعلومة للصحفي بالسرعة والوقت المناسب. نقد تطويري ويرى "د. الزنيدي" أن أغلبية الناطقين الإعلاميين لا يؤدون أدوارهم بشكل صحيح، حيث يطغى على أحادثيهم التمجيد والمدح والتلميع لإداراتهم ومنشآتهم، مخالفاً "المحيميد" الذي أرجع عدم نجاح الناطق الإعلامي إلى حداثة التجربة خصوصاً في بعض القطاعات الحكومية، إلى اتخاذ بعض القطاعات موقفاً متوتراً مع الإعلام، ومتى ما استشعروا أن النقد الإعلامي هو نقد تطويري، فإن الناطق الإعلامي يؤدي مهمته بالشكل المطلوب. وأضاف "المحيميد":"تظهر حساسية ما بين الإعلاميين والمتحدث الرسمي؛ لأنهم يرون أنه يتقاطع مع أهدافهم في السرعة وعامل الوقت، ويعتقدون أحياناً أنه يعرقل موادهم الإعلامية"، موضحاً أن تحجيم الناطق الإعلامي من قبل البعض، موجود كصفة بشرية للقيادات، ومتى ما وجدت المركزية في الجهة فإن الناطق الإعلامي من ضمن المديرين والمسؤولين سوف يكون مقيّداً؛ لأنه يقع داخل سيطرة هذا المدير. «إغلاق الجوال» يُفسّر على أن لديه ما يخفيه عن الإعلام.. وإمارات المناطق غائبة عن تطبيق التجربة تجربة حديثة وذكر "أبا الخيل" أن تجربة الناطق الإعلامي في المملكة تعد تجربة حديثة، ولم يمض عليها سوى سنوات قليلة وهي تخضع بين فترة وأخرى للتقويم من حيث الايجابيات والسلبيات، ولذلك نلاحظ تطور مستوى الناطق الإعلامي عن الفترة التي سبقت، حيث تتم معالجة السلبيات وتأصيل الإيجابيات. وأشاد "اليوسف" بتجربة "الدفاع المدني" في عمل الناطقين الإعلاميين، في كشف الوقائع اليومية للإعلام، مبيناً أن الإشكالية التي تواجه الجهات الأخرى هي أن الخطوط المساندة أو الخطوط الخلفية للناطقين الإعلاميين تعد ضعيفة. وبيّن "الصقعوب" أن ما يؤكد اهتمام الإدارة العامة للدفاع المدني بشكل عام بالناطق الإعلامي هو تحقيق النقيب "يحيى القحطاني" في جازان للسنة الخامسة على التوالي جائزة أفضل ناطق إعلامي على مستوى منطقة جازان. مستوى الشفافية وقال "اليوسف": "من خلال مشاركتي في تغطية أحداث الإرهاب منذ بداية عام 1424ه، وتغطية الوقائع الجارية في منطقة القصيم، وكانت تجربة خروج الناطق الإعلامي لوزارة الداخلية رفعت من مستوى الشفافية والوضوح. وأضاف أن جميع قطاعات "وزارة الداخلية" لديها ناطقون إعلاميون متفاعلون في "الشرطة" و"الدفاع المدني" و"مكافحة المخدرات" و"أمن الطرق" و"السجون" و"حرس الحدود"، في حين لا يوجد ناطق إعلامي في جميع إمارات مناطق المملكة، بل مجرد مدير علاقات عامة يدعو ممثلي الصحف، ويرتب موعد الزيارة وينتهي دوره بالتنظيم ووقوف الصحفي أمام المسؤول، مقترحاً أن يكون لكل إمارة منطقة ناطق إعلامي متمكن ويكون عمله مفصولا فصلا كاملا عن العلاقات العامة. الصحفي الأمني واقترح "أبا الخيل" على المؤسسات الصحفية تأهيل صحافيين لما يتعلق بالقضايا الأمنية أسوةً بوجود صحافيين متخصصين بالمواضيع الاقتصادية، ومثلها في المواضيع الرياضية، وذلك من خلال إلحاقهم بدورات عن طريق الجهات الأمنية؛ للتعرف إلى طبيعة العمل الأمني، حيث إن مفردة أحياناً قد تغيّر سير تحقيق أو تلقي بالمسؤولية على جهة دون أخرى، ما يزيد من أهمية التأهيل التام للصحافيين المرتبطين بالقضايا الأمنية. سر النجاح.. ثقة المسؤول والشفافية لا يعتقد "يزيد المحيميد" إمكانية نجاح الناطق الإعلامي في أداء مهمته؛ إلاّ بعد أن تمتلك جهته التي يمثلها قناعة متكاملة تجاه أهمية دور المتحدث الرسمي؛ لكون هذه النقطة أساسية وجوهرية في مؤشر أدائه، بحيث لا يكون وجوده صورياً وشكلياً فقط، مضيفاً أن تمتع المتحدث الرسمي بصلاحيات التصريح والتحدث من دون قيود حول ما يتعلق بجهته، يُعد عنصراً مهماً لتفعيل دور المتحدث الرسمي بالشكل المأمول، حتى لا يتحول دوره إلى مراسل بين الجهة الصحفية ورئيسه في العمل. وقال: "عندما لا يعلم مسؤول جهة ما بتصاريح الناطق الإعلامي لجهته، إلاّ من خلال أوراق الصحف ففي هذا الوقت نستطيع أن نقول إن الناطق الإعلامي يمارس دوره بشكل كامل وبمهنية عالية، ولكن هذا الأمر يحتاج شرطين برأيي هما: أن يتمتع المتحدث بثقة كبيرة من القيادة العُليا في المُنشأة التي يمثلها، والآخر بالابتعاد عن المركزية والبيروقراطية في العمل الإعلامي في ظل ترقّب الجهات الإعلامية للمعلومة بشكل سريع". وعدّد أبرز النقاط الهامة لتفعيل دور الناطق، وهي أن يكون حاضراً بشكل كامل في المشهد العام لجهته، ويبقى على اطلاع مُفصّل في مستجدات العمل، إلى جانب امتلاكه مهارة الرصد الإعلامي والمتابعة الصحفية بشكل متواصل، إضافة إلى توفر مفردات اللغة الإعلامية لديه، بما يساهم في نجاح أداء مهمته. حساسية المعلومة الأمنية! طالب المقدم "إبراهيم أبا الخيل" بالتفريق بين الناطق الإعلامي في جهة مدنية، والناطق الإعلامي في جهة أمنية؛ حيث إن المعلومات لدى الجهة الأمنية لا يمكن البوح بها حتى لا يتم التأثير في سير التحقيق أو التأثير في اتخاذ أي إجراء طالما أن بعض الأمور تحتاج إلى جمع أدلة واستجوابات وتحقيقات، ولذا فإن "وزارة الداخلية" حددت مجموعة من الضوابط للناطق الإعلامي كي يلتزم بها. وقال: "اختلف مع من يقول إن الناطق الإعلامي بوق للإدارة المنتمي إليها، واختلافي مع هذا المفهوم؛ لأننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة من الشفافية، ومن يعتقد أنه يستطيع أن يحجب أي معلومة فهو مخطئ، حيث المعلومة الآن من السهل أن تجدها في المنتديات والصحف الإلكترونية وفي الشارع وفي البلوتوث واليوتيوب، ما يتوجب على الناطق الإعلامي أن يكون ذا شفافية وصدقية". المشاركون في الندوة أحمد بن عبدالله الصقعوب مدير محطة تلفزيون القصيم د. عادل بن حمد الزنيدي رئيس مجلس التدريب التقني والمهني بالقصيم المقدم إبراهيم بن عبدالعزيز أبا الخيل مدير العلاقات العامة والإعلام والناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بالقصيم عبدالله بن يوسف اليوسف مدير مكتب عكاظ الإقليمي بمنطقة القصيم يزيد بن سالم المحيميد مدير إدارة الإعلام بأمانة منطقة القصيم والمتحدث الرسمي للأمانة