افتتح الدكتور حمود أبوطالب جلسة اللقاء بين الإعلاميين ومديري الدوائر الحكومية، فذكر باقتضاب معوقات العلاقة بين الإعلاميين والدوائر الحكومية. وذكر أبوطالب أن العلاقة بين الطرفين يراد لها أن تكون علاقة إيجابية مؤسسة على التعاون والثقة والنقد البناء الذي يصلح ولا يهدم، الذي يضمن الموضوعية والبعد عن الإساءة لأي أحد من الأطراف، وعدم تعمد الإثارة في نقل الوقائع، وتحري المصداقية في نقل الخبر بعد التثبت منه من مصادره المسؤولة، وتحاشي الصدام والحفاظ على نقطة اللقاء التي تخدم كلا الطرفين. وأشار إلى أن بعض الإعلاميين يشتكون من عدم تعاون الجهات الحكومية معهم، وفي السياق نفسه يتحجج رؤساء الإدارات أن الإعلامي يتغافل عن الجوانب الإيجابية، ولا يركز إلا على السلبيات، والإعلامي بدوره يرى أنه في مكان الرقيب والمحاسب لعمل الدوائر الحكومية، إذ هو يمثل سلطة المجتمع “السلطة الرابعة”. ونوّه إلى أن يتحلى الإعلاميون بميثاق الصحافة وأدبياتها. ونقل أبوطالب بعض وجهات النظر حول الإعلاميين الذين يسعون إلى تضخيم الأخبار السلبية التي تربك العلاقة بينه وبين المسؤول، وحجة الإعلاميين في مصادرة آرائهم، والملاحقات القانونية من بعض الجهات الرسمية. وتنوعت آراء المتحاورين أثناء الجلسة، فأوضح بعضهم أن هدف الإعلام كشف الخلل للمسؤول كي يعالجه ويصلحه. وسأل أحدهم عن الدور المناط بالناطق الإعلامي، ومدى الاهتمام بالإعلام الجديد من قبل الدوائر الحكومية. ودعا أحدهم إلى ميثاق شرف إعلامي بين الإعلاميين والدوائر الحكومية. فيما تساءل عن الدور الغائب لوزارة الثقافة والإعلام، الذي ينبغي أن يفعَّل، ويكون همزة وصل بين الإعلامي والمؤسسات الحكومية. والدعوة لإقامة معرض عام يتم من خلاله إبراز النقاط التي تم التجاوب معها من خلال الإعلام والدوائر الحكومية. فيما قال أحدهم إن كثيراً من مديري الدوائر الحكومية يتهربون من استفسارات الإعلاميين، ويطالبونهم تعجيزاً “بالمجيء بخطاب رسمي”، من الجهة التي ينتمي إليها، إضافة إلى عدم تفعيل إدارات العلاقات العامة والإعلام. وانتقد بعضهم دور الإعلام المرئي في الجذب السياحي، وعدم تخصيص جزء من الوقت للتنشيط السياحي، وعرض برامج عن المقومات السياحية لكل منطقة، وتقصيرها كذلك في إبراز الجانب الثقافي. وطالب بعضهم مسؤولي اللقاء بتوضيح الجهات الحكومية التي يُعد المساس بها خطاً أحمر، وضرب مثالاً على أنه يمنع التصوير داخل المستشفيات والجهات العسكرية، ما يفوت الخبر على الإعلامي. ودعت إحدى المشاركات إلى إنشاء صندوق لتكريم الإعلاميين في حياتهم. واستفسر أحدهم عن مصير الصحفي الذي يعمل كمتعاون بالتزامن مع انتمائه لإحدى الإدارات الحكومية. وامتعض أحدهم من كثرة الصحف الإلكترونية وسلبياتها، وعدم المهنية التي قد تسيء للمنطقة. وعن مدى الاستفادة من مواقع الدوائر الحكومية، وهل تكون مصدراً للمعلومة. وإقامة الدوائر الحكومية لمؤتمرات صحفية دورية. واتهم إعلامي بأن بعض الدوائر لا تسارع لحل المشكلات بعد نشر الخبر. أما من جانب المسؤولين، فقال مدير الكهرباء م.محمد عجيبي، إنه يرحب بمختلف وجهات النظر، وأن هنالك موضوعات تخص الجهات التشريعية، وليس مناطاً بإداراته الإجابة عن كل استيضاح من الإعلاميين إلا بعد الرجوع للجهات المسؤولة. وبين مدير الدفاع المدني حسن القفيلي، أن الناطق الإعلامي في الجهات الأمنية يرشح من المديريات العامة التي تتبع لها تلك الجهات، وأن اختيار الناطق الإعلامي لا يتم بطريقة عشوائية، بل باختيار الأكفأ والأجدر، وأن هنالك من الإعلاميين من لا يفضل الناطق الإعلامي، ويلح ويصر على أخذ رأي مدير الإدارة مباشرة. وحثَّ الإعلاميين على الابتعاد عن الصور الأرشيفية التي لا تتعاطى مع واقع الحدث الحاضر. وطلب مدير عام الشؤون الصحية، الدكتور حمد الأكشم، من الإعلاميين أن يتأنوا في نقل الأخبار المتعلقة بالصحة، لأنها تحتاج إلى التثبت، لتنقل الصورة بشكل صحيح. واستعمل الأكشم مبدأ الشفافية، فأوضح أن بعض الإعلاميين لا يراعون الظروف العائلية للمسؤول، ولا يراعون التوقيت والاتصال في أي وقت، حتى لو بعد نصف الليل، ما يربك المسؤول ويجعله في حالة قلق قد تؤثر على أدائه، والأمر لا يستدعي كل ذلك. مستثنياً الحالات الطارئة التي توجب على المسؤول أن يكون من مباشري الحادث. ودعا الصحفيين إلى التواصل مع الناطقين الإعلاميين التابعين للإدارات. وتحدث كل من مدير العلاقات العامة بالأمانة عيدروس الأمير، ومدير النقل والطرق م. ناصر الحازمي، أن مواقع الدوائر الحكومية تفي بمطالب الناس، ومن البديهي أيضاً أن الدوائر الحكومية “لا تنشر السلبيات في مواقعها”، كما قال الحازمي. وأوضح مدير مكتب العمل أحمد الحربي أن تأنيث المحلات النسائية قد تم تفعيله في المنطقة، وأنه مقتصر على بيع الملابس الداخلية، وسيشمل المكياج في المرحلة المقبلة. وسأل حمود أبوطالب مدير العلاقات العامة والإعلام في إمارة المنطقة، ياسين قاسم: هل ما زالت هنالك جهات تشتكي الإعلاميين إلى “الآن”، مبدياً أسفه حيال ذلك. وأجابه ياسين بالإيجاب، وأن ذلك يقتصر على بعض مديري المراكز والمحافظين. وعلق مدير فرع وزارة الإعلام جبريل معبر أنه من حق المسؤول أن يشتكي الإعلامي في حال سجل صوت بغير علمه، ولم يخطره بأن ذلك للنشر، أو لغيره. وعلى هامش اللقاء، قال أحمد باعشن، أحد مسؤولي الإعلام في جامعة جازان، إن الإعلامي والمسؤول لابد أن يلتقيا “على مصلحة وطن”، وألا يكون دور العلاقات والإعلام في الدوائر الحكومية لعمل المكياج والتلميع، وألا يكون الإعلامي مقتصداً للإساءة، وساعياً خلف الإثارة. وقال رئيس قسم الإعلام بجامعة جازان محمد الفقيهي أن قسم الصحافة والإعلام سيحتفي بأول دفعة بعد أربعة أشهر. يذكر أن عشر إدارات حكومية كانت حاضرة في اللقاء ممثلة في مدير كل منها.