تعيش ميشيكو أوداجيما حياة زوجية سعيدة منذ أن اقترنت برجل يوفر لها كل مقومات الزواج التقليدي الناجح وفقا للمواصفات اليابانية، فهو يحبها ويلبي جميع مطالبها منذ أن جمعهما عش الزوجية قبل 36 عاما. وتقول أوداجيما وهي تلخص علاقتهما بأنها تقوم على ثقافة تتردد فيها كلمة «أرز» أكثر من كلمة «حب» ،» إننا زوجان جيدان: «لا نتذمر ولا نخادع». ولكن هناك شيء تتمنى أوداجيما من أعماق قلبها أن يتغير في زوجها، وتقول،»إنه لا يقول لي» أحبك» قط. الرجال اليابانيون نادرا ما ينطقون بهذه العبارة.» وهناك في المقاهي في وسط طوكيو، تشاهد أوداجيما بعينين دامعتين الكثير من المشاهد الرومانسية في أفلام هوليوود التي يعبر فيها الرجال عن حبهم شفاهة وصراحة، وتقول:» إنني احسد النساء الأميركيات»، وأعربت عن أملها في أن تقترن ابنتها الوحيدة برجل غربي يغدق عليها عبارات الحب. غير أنها أصيبت بخيبة أمل كبيرة عندما تزوجت ابنتها بياباني. سجادة للعناق الصحيح في عيد الزوجات والأكثر من ذلك أن عبارة» أحبك» لا مقابل لفظي لها في اللغة اليابانية. كما أن العديد من الرجال يرون أن قول «أحبك» بصوت عال ينتقص من قدر العاطفة بين الزوجين. ومع ذلك ، ليس هناك نقص في عدد النساء من أمثال أوداجيما اللواتي يتمنين أن يفزن باهتمام عاطفي من قبل أزواجهن ولا يستطعن أن يحصلن عليه لأن المعروف تاريخيا أن الرجال اليابانيين لا يعربون عن حبهم بالطريقة الغربية. واستغلت الشركات المحلية هذا الاتجاه وأنشأت في السنوات الأخيرة أسواقا لبيع « أدوات إظهار الحب والإعجاب . وفي ضوء المطالبة المتزايدة من قبل النساء بسماع عبارات الحب، لا يجد الرجال بدا من شراء تلك الأدوات للإعراب عن حبهم لزوجاتهم» دونما إراقة لماء الوجه.» وقد صادف عام 2011 الذكرى الخامسة ليوم» آيسايكا» أي «عيد الزوجة المحبوبة» الذي يتم الاحتفال به في الحادي والثلاثين من يناير من كل عام. وفي هذا اليوم يتوجب على الأزواج أن يأتوا من العمل مبكرا( يعنى هذا في اليابان الحضور قبل الثامنة مساء) وان يعانقوا زوجاتهم في الساعة الثامنة والدقيقة التاسعة. وأصبح الرقم»9-8» مرادفا لكلمة « عناق» في اليابان. الجيل الجديد من الزوجات يرغب في سماع عبارات الغزل من الأزواج ويقول كايوتاكا يامانا، الذي أسس مشروع العناق في عام 2006، إن الرجال اليابانيين يميلون إلى أن يكونوا خجولين للغاية عندما يتعلق الأمر بإبداء مشاعر الحب لزوجاتهم، ويضيف،» تتمثل الفكرة في أننا نصبح قاب قوسين أو ادني من تحقيق السلام العالمي إذا تمكنا من جعل المزيد من الرجال يغدقون عبارات الحب لزوجاتهم.» ولتحقيق هذا الهدف الطموح، أسس يامانا «منظمة التخطيط الموجه نحو التواصل الاجتماعي» للترويج لأسلوب الحياة القائم على ثقافة «الزوج المحب» في اليابان. غير أن العناق كطريق لتعزيز السلام العالمي لا يخلو من عقبات. ونظرا لان اليابان لا تعرف ثقافة العناق، كان على يامانا أن يلقن الأزواج والزوجات كيف يتعانقون بالطريقة الصحيحة ولذلك ابتكر في العام الماضي سجادة طبعت عليها مواطئ أقدام تحدد مكان وقوف الزوج والزوجة أثناء العناق من مسافة مناسبة. وقد يبدو هذا الابتكار غريبا. ولكن في ثقافة تفضل وجود مسافة شخصية بين الناس، فإن غرابة العناق لدى اليابانيين تماثل غرابة الانحناء على سبيل التحية لدى الغربيين. كما انه يحتاج لوقت طويل قبل أن يصبح أمرا مألوفا. اليابانيات يسمعن كلمة «أرز» أكثر من «أحبك».. ويدفعن المال لسماعها ! ولهذا ابتكر رجال من أمثال يامانا طرائق جديدة لتشجيع اليابانيين على أن يصبحوا أكثر إعرابا عن الحب لزوجاتهم. فبالإضافة إلى سجادة العناق، تقيم منظمته مناسبات دورية يتم فيها دعوة الرجال إلى أن يرددوا وبصوت عال عبارة «احبك» في المتنزهات والمزارع وأسطح المباني،لإبداء إعجابهم وحبهم لزوجاتهم. العلاقة الزوجية في اليابان تفتقر إلى الرومانسية واختارت شركات أخرى أساليب غاية في الصعوبة للاستثمار في رغبة النساء في سماع عبارات الحب والإعجاب من قبل أزواجهن، خاصة بعد أن أغرقت هوليوود اليابان بأفلام غرست في أذهان اليابانيات معيارا صريحا للعلاقة الرومانسية بين الزوجيين. فقد أسست هذه الشركات العشرات من أندية تعليم الرومانسية. ويبدو أن النساء المحليات على استعداد لبذل المال لسماع ما يحلو لهن من العبارات الرومانسية في هذه الأندية. وبإمكان المرأة قبل أن تتوجه إلى النادي أن تختار أحد الموظفين العاملين فيه ليكون جليسها لليلة واحدة، وفقا لقسمات وجهه وفصيلة دمه وطول قامته، من بين أشياء أخرى. وعادة ما يتقن المضيف الناجح شيئين أساسيين: إغداق عبارات الإعجاب باستمرار للعميلة طوال فترة الجلسة والاستماع لكل ما تقوله بلا ملل. وتقول امرأة تتردد على أحد هذه الأندية أنها لا ترتاد مثل هذه الأماكن بحثا عن زوج لأنها متزوجة وتضيف،» لديّ زوج ولكنه لا يستمع إليّ قط، نحن في اليابان لا نستمتع إلا بالخدمة الجيدة فقط». زوج يتدرب على ترديد عبارة «أحبك» لزوجته