حصدت «وصلة الجن» أرواح العديد من الأبرياء، ويتمثل هذا الطريق في مسافة لا تتجاوز (2كم) قبل مدخل محافظة «الأسياح»، وتحديداً عند «عين بن فهيد الغربي»، من نهاية رصيف البلدية، إلى ما بعد منطقة «الكسارات» المجاورة للطريق. ولعل أكثر القصص إيلاماً حين سلب الطريق حياة عشرة أشخاص من أسرة واحدة، قبل أن يلحق بهم أربعة آخرين، وكان آخر ضحايا الطريق فتاة في ال(19) من عمرها، توفيت إثر حادث في سيارة كانت تقلها وأختها، بعدما خرج سائق «طائش» عن مساره وعكس السير، مطفئاً أنوار سيارته، ليصطدم وجهاً لوجه بالمركبة التي أمامه. وحضرت «الرياض» نقاشاً بين محافظ الأسياح «سليمان البحيري» ورئيس بلدية المحافظة «عبدالله العنزي»، حول مشكلة الوصلة الواقعة قبل مدخل محافظة الأسياح، وكان هناك تساؤل عن إمكانية مدّ الإنارة (2-3 كم)، مع رصف الجزيرة الوسطية، ومدى فاعلية ذلك في الحد من الحوادث. سيارة تعرضت للانقلاب والأسباب مجهولة في ذلك الطريق لا تكاد تجد عيوباً واضحة تستطيع أن تجعل منها سبباً رئيساً وراء هذه الفواجع؛ فالطريق مزدوج ومستوٍ ومعتدل، حتى إنّ بعض أهالي المحافظة يطلق عليه «وصلة الجن»، ويطلق عليه آخرون مسمى «مثلث برمودا»، مع ثمة رأي أنّ الحوادث ربما تكون بسبب انكسار الضوء الناتج عن غبار «الكسارات»، والتي يعمد بعضها إلى العمل ليلاً؛ حتى لا تُلزم بتشغيل الفلاتر -هذا إن وجدت أصلاً-، مخلفةً سحباً من الغبار التي لا تُرى في الليل، ولكنها تُحدث انكساراً وتداخلاً في الرؤية، وقد استند أصحاب الرأي هذا إلى أنّ معظم الحوادث على الطريق غالباً ما تكون في الليل. وفي بعض الدول المتقدمة عندما تتكرر لديها حوادث مرورية مماثلة لأكثر من ثلاث مرات في مكان واحد وفترة زمنية محددة، فإنها تبادر إلى تكليف لجانٍ متخصصة على أعلى المستويات في الهندسة والسلامة المرورية، وذلك لتعاين المكان وتدرس الأسباب من واقع نوعية الحوادث وتصميم الطريق ثم تخرج بتوصياتٍ تؤخذ عادة في الاعتبار، وبعض المواقع التي عرفت بكثرة الحوادث تحتاج إلى هذا التواجد لدراسة ما ينتج عنها من وفيات وإعاقات وتلفيات مختلفة، بعضها بأسباب واضحة وأخرى لا يمكن معرفة مسبباتها.