اضطر أهالي القرى الشمالية لمدينة نجران، لإعداد عريضة عن الأضرار البيئية التي أحدثتها الكسارات ومصانع الأسمنت والإسفلت، وذلك للعمل على تقديمها للهيئة الوطنية لحقوق الإنسان لإلزام أصحاب هذه المنشآت بتطبيق الأنظمة والشروط التي تقرها المعايير البيئية والصحية المعتمدة من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وفي المقابل قال مدير الأرصاد وحماية البيئة بنجران جابر آل ذيبان: إنه تم التعاقد مع شركات متخصصة في تركيب فلاتر تنقية الغبار والشوائب، وتم تركيبها في بعض الكسارات وبعضها الآخر تم إعطاء ملاكها فرصة وسيعالج ذلك الأمر خلال فترة قريبة. من جهتهم، أعرب أهالي قرى سايلة غزال والضيقة وقراء ووادي نعمان، عن استيائهم وتذمرهم من المخالفات البيئية للكسارات التي تحاذي مساكنهم ومزارعهم على الطريق الرابط بين مدينة نجران ومحافظة حبونا، وأشاروا إلى أنهم أصبحوا يستيقظون صبيحة كل يوم على أبخرة الكسارات التي تنبعث منها السموم والعوالق الترابية التي شكلت سحبا من الغبار العالق المنتشر على مساحات واسعة لتسبب الكثير من المتاعب الصحية والأمراض التنفسية. وناشد الأهالي المسؤولين وجهات الاختصاص والهيئة الوطنية لحقوق الإنسان إيجاد الحلول العاجلة التي تحد من هذه المخالفات والتجاوزات التي أحدثت مشاكل بيئية وصحية، مشيرين إلى أن هذه الخطوة أصبحت بمثابة الإنقاذ لهم ولأسرهم ولأطفالهم، واستندوا إلى التقارير الطبية في المؤسسات الصحية ذات العلاقة التي تثبت تزايد إحصائيات أمراض الربو والتنفس بسبب الغبار العالق ومشتقات غاز الكربون التي تبعثها مداخن الكسارات المخالفة. وأشار المواطن محمد آل رزق إلى أن العيش في بيئة صحية خالية من مصادر التلوث ومسبباته أصبح حلما للمواطنين والمقيمين في القرى المحيطة بمعامل الكسارات، التي أصبحت ملوثة للهواء وسببا رئيسا في انتشار حالات الربو والأمراض التنفسية بين الأسر والأطفال وطلاب وطالبات المدارس، لتحقيق الأرباح على حساب صحة المواطن والمقيم، مؤكداً أن تلك الكسارات ضربت بالاشتراطات الصحية عرض الحائط وخلقت بيئة مسمومة تؤثر على الكائنات الحية والطبيعة. إلى ذلك، ذكر المواطن حمد آل شرية، أن التأثيرات السلبية للكسارات امتدت لتصل لقطع الأشجار والشجيرات الطبيعية في مناطق كان يقصدها الأهالي للتنزه وقضاء أوقات الراحة والاستجمام.