لا يرى سكان محافظة الأسياح (55 كلم شما ل مر كز ا لقصيم) ﺃ ي ﺃ ثر إيجابي لكسارات الخرسانة التي تحيط بمحافظتهم، وتملأ ﺃجواءهم بالغبار بشكل يومي؛ فهي لم تفد المحافظة اقتصاديا، وكل ما جناه السكان منها هو الأمراض الصدرية لدى ﺃطفالهم، وسُحﺐ الأتربة التي تغطي سماء محافظاتهم منذ طلوع الشمس حتى غروبها. ولا تتوقف الأضرار والمضايقات عند هذا الحد، بل تتسبﺐ ﺃيضا بازدحام مروري على الطرق المؤدية إلى محافظتهم؛ حيث تصطف ﺃرتال الشاحنات المحملة بالخرسانة جيئة وذهابا من وإلى المحافظة؛ الأمر الذي ينسﺐ إليه مواطنو المحافظة كثافة الحوادث المرورية في محافظتهم قياسا بالمحافظات المجاورة. وﺃشار مواطنون، من بينهم منصور الفهيد، إلى ﺃن ما يدفع إلى اليأس هو تكاثر تلك الكسارات يوما بعد آخر، حتى ﺃنها بدﺃت تزحف نحو النطاق السكني للمحافظة، وكل هذا يحدث دون ﺃن يعبأ ملاك الكسارات بشكاوى المواطنين. ورغم ﺃن سكان المحافظة بادروا بالشكوى لإمارة منطقة القصيم، التي ﺃلزمت ملاك الكسارات بتركيﺐ (فلاتر) في آلاتهم الصناعية؛ حتى لا تضخ الغبار في الجو ﺃثناء ﺃداء مهامها، إلا ﺃن تلك الفلاتر تتطلﺐ تغييرا كل عامين، وهو الأمر الذي يتجاهله ﺃصحاب الكسارات؛ فأصبحت فلاترهم دون جدوى. والمواطنون في هذه الأثناء باتوا مدفوعين للإيمان والمطالبة بحل جذري ووحيد يجدون فيه خلاصهم من مشكلات الكسارات، وهو إلغاء تراخيصها جميعا إلا لمن يلتزم منها بالعمل النظيف، مع فرض مراقبة دائمة عليها. وإن كانوا يفضلون إبعادها جميعا عن محافظتهم، ونقلها نحو مناطق برية بعيدة عن ا لتجمعا ت ا لسكنية للمحا فظا ت والقرى والمراكز؛ فالبراري التي يمكن استخدامها في ﺃعمال الكسارات تملأ البلد.