وصف رئيس الحكومة التونسية حماد الجبالي علاقة بلاده مع المملكة بالإستراتيجية، التي تقوم على التعاون الوثيق في شتى المجالات. وقال خلال لقائه مع رجال الأعمال السعوديين في الغرفة التجارية الصناعية في جدة أمس: السعودية ستكون الركن الاستراتيجي في علاقتنا الخارجية، ولن تكون علاقات جانبية بل سيكون هناك تعاون وثيق بيننا وبين المملكة في شتى المجالات، السياسية والتجارية والتنموية وهذه الزيارة ستثبت ذلك، حتى نجعل من المنطقة العربية الإسلامية ساحة بناء نستكمل بها عناصر القوى بالمفهوم الاشمل للقوى التجارية، لبناء ما نصبوا إليه من سوق عربية وسوق إسلامية تعطيها مكانتها الحضارية. وأكد الجبالي أن هناك تنسيقا قائما مع المملكة في كل ما يتعلق بسوريا وفلسطين، مثمنا الجهد الذي تقوم به المملكة في هذا الشأن، ومشددا على أنهم لا يقبلون بالاضطهاد الحاصل في سوريا، وبالمقابل هم لا يقبلون بالتدخل الأجنبي. وأشار رئيس الحكومة التونسية إلى أنهم يسعون لأن تكون بلادهم ملتقى للأعمال التجارية والمالية وأن تصبح همزة الوصل والربط للعلاقة مع المغرب العربي والقارة الإفريقية والأوروبية. وخاطب رجال الأعمال بقوله: أريد أن انقل لكم الإرادة السياسية القوية لهذه الحكومة وللشعب التونسي في بناء دولة عصرية تقوم على الهوية العربية الإسلامية الراسخة رسوخ شجرة الزيتون الطبية المباركة، منفتحة على غيرها في فضاءات التعاون مع أوروبا ومع أفريقيا في بعدها الجغرافي وبصفة خاصة مع عالمها الإسلامي، هذا هو توجهنا الاستراتيجي، فثورة تونس قامت على الإصلاح الهادئ المتدرج السلمي من الداخل، حتى نلبي دعوة شعبنا وشبابنا ليكون كل تونسي كريما في بلده معتزا بانتمائه العربي الإسلامي منفتحا مع غيره بسعيه إلى الخير والسلم. جانب من الحضور وشدد الجبالي على أن الثورة التونسية تبني ولا تهدم، وأنهم حرصوا على المحافظة على الايجابيات ومعالجة السلبيات، وتصحيح علاقتهم مع أشقائهم العرب، الذي كان يعمل به، واعدا بإزالة كل تلك العقبات بنظام التأشيرة. ودعا رئيس الحكومة التونسية رجال الأعمال السعوديين إلى الاستثمار في تونس بعد أن أكد لهم أن العوائق الكثيرة التي شملت المحسوبية والفساد أضرت بالشعب التونسي ولن يقبل بها الآن فهناك إصلاحات عميقة في عدة قوانين، منها هيكلة قوانين الاستثمار وقوانين القطاع البنكي والإصلاح الإداري وإصلاح قطاع السياحة. وعلق رئيس الحكومة التونسية على أرقام التبادل التجاري بين البلدين بأنها مخجلة ولا يمكن القبول بها. من جانبه قال رئيس الغرفة التجارية الصناعية في جدة صالح كامل: إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز يوصون رجال الأعمال بالاستثمار في تونس، مشيرا إلى أن تونس تمتلك كل المقومات للاستثمار وفي مقدمتها العنصر البشري الذي لا يتوفر مثله في أي دولة عربية، مطالبا الحكومة التونسيةالجديدة بالاهتمام بالاقتصاد وإزالة المعوقات التي تقف حجر عثرة في طريقه.