يقول الشاعر البردوني (يرحمه الله) فظيع جهل ما يجري وأفظع منه أن تدري وما جرى في مصر وتحديداً في محافظة بورسعيد بعد مباراة الأهلي والمصري هو كارثة إنسانية، والفظيع إذا كانت تلك الكارثة حدثت بسبب الشغب الكروي.. والأفظع منه إن كانت حدثت لأسباب سياسية. وفي سوريا فظيع أن يقول النظام أنه قلب العروبة، وأنه زعيم المقاومة والممانعة والأفظع منه أن يتسلح النظام بهذا الشعار لقتل الشعب السوري الذي يعلم أكثر من غيره أن المقاومة كذبة كبرى وأن إسرائيل آمنة مستقرة في الجولان منذ (1967). نظام سوريا هو أحد الأنظمة التي تاجرت بقضية فلسطين وجعلتها في (خطابها السياسي) القضية العربية الأولى، الفظيع أن ذلك الخطاب كذبة كبرى، والأفظع هو توجيه التهمة للآخرين بخيانة القضية. في سوريا لم تتحرر الجولان، ولم تتحقق التنمية وكيف يحدث ذلك وهي مشغولة باحتلال جارتها العربية. في سوريا يبحث المواطن عن الأمن، والاستقرار، والسلام، وفرص العمل، ويتطلع إلى العدل والمساواة في الحقوق والواجبات فيقال له نحن دولة مقاومة وممانعة وكل مشاريع التنمية مؤجلة من أجل المقاومة ومن أجل العروبة!! التي تتعرض لمؤامرات الرجعية والامبريالية، هذا هو فكر النظام السوري، ذلك الفكر السياسي الذي يؤمن بالشعارات ونظرية المؤامرات، ولغة الوعود بتحقيق الإنجازات التي تأتي أخيراً ليس لتحرير الجولان ولكن لقتل الشعب السوري الباحث عن الحرية والكرامة والتنمية الحقيقية. فظيع أن تجهل روسيا ما يجري في سوريا والأفظع أنها لا تجهل ولكن المصالح السياسية هي أهم من حقوق الإنسان. ومن المثير للسخرية والدهشة أن يستشهد النظام السوري بالشاعر نزار قباني في قصيدته التي مطلعها: فرشت فوق ثراك الطاهر الهدبا فيا دمشق لماذا نبدأ العتبا ويقول فيها: دمشق يا كنز أحلامي ومروحتي أشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟ ولمعلومية النظام السوري فإن الشاعر قال في نفس القصيدة: سقوا فلسطين أحلاماً ملونة وأطعموها سخيف القول والخطبا فمن هو يا ترى الذي يخادع الشعوب العربية بقضية فلسطين؟ ويطعمها الخطب السخيفة؟ ونذكر النظام السوري أن زوجة نزار قباني قتلت في انفجار في بيروت، وعندما نقول (بيروت) فإن النظام السوري سيفهم الرسالة! أما العروبة التي يزعم النظام السوري انه قلبها فيقول عنها نزار قباني في قصيدة أخرى: ما للعروبة تبدو مثل أرملة أليس في كتب التاريخ أفراح ويقول وكأنه يتحدث عن الوضع الراهن: وكيف نكتب والأقفال في فمنا وكل ثانية يأتيك سفاح وماذا قال في رثاء زوجته بلقيس: قتلوك في بيروت مثل غزالة من بعد ما قتلوا الكلام وفيها يقول: ها نحن.. يا بلقيس.. ندخل مرة أخرى لعصر الجاهلية ها نحن ندخل في التوحش.. والتخلف.. والبشاعة.. والوضاعة ندخل مرة أخرى.. عصور البربرية.. ونقول أليس ما سبق وصف يتناسب مع مواصفات الشبيحة.