كانت أغلى عملة يمكن أن يمتلكها المرء في بلدان الجزيرة العربية الجنيه الذهب الانجليزي.. والذي كان يسمى «جورج» نسبة الى ملك انجلترا جورج الخامس. ومن الأحداث التي شهدتها فترة ذلك الملك إصدار العملة الورقية لأول مرة، ودخلت الى البلاد العربية أثناء الحرب العالمية الأولى. وكان رد الفعل في البلاد العربية متحفظاً في قبول تلك العملة، حيث اعتادوا على الاحتفاظ بالقطع الفضية والذهبية التي تحمل معها قيمتها «الحقيقية». وعندنا في المملكة العربية السعودية أطلق السكان خطأ على العملة النمساوية من فئة ال «ثالر» اسم الريال الفرنسي، وهو في الواقع ليس كذلك بل «ريال» نمساوي يحمل صورة امبراطورة النمسا خلال الفترة 1745 - 1780م وجرى تبادل هذه العملة في انحاء جزيرة العرب الى ما بعد الثلث الأول من القرن العشرين لقوتها ومتانة مركزها. إلا أن عيب الريال الفرنسي - أو ال.. فرانسي أو النمساوي ثقل وزنه وصعوبة نقله للتجارة والسفر. وبعد ضرب الريال الفضي السعودي توخّى المتعاملون الحذر، كالعادة مع أي مستحدث. وعند ظهور العملة الورقية السعودية، اطلقوا على فئة الريال اسم «الخيفانة» وهي الجرادة السريعة الطيران والتي لا تصلح للأكل، وطبيعة التهيّب هذا جاءت من حب الإنسان للمس ماله وحلاله ورؤية بريقه. بهذا معهم بعض الصواب. فلم يكن رأس المال خاضعاً لل.. «تهالك» أو «الاندثار» بسبب تذبذب أسعار الصرف او زيادة اسعار السلع. كان الريال الفرانسي ينقل ويخزّن في صفائح «تنك» وكذا الريال السعودي الفضي. أما الجنيه «جورج» فينقلونه داخل جراب من الجلد لصغر حجمه وغلاء قيمته.