تنادى عشرات الكتاب والإعلاميين والمثقفين وممثلي المجتمع المدني في رام الله، أول من أمس احتجاجاً على جريمة اغتيال الإعلامي والمثقف اللبناني سمير قصير، وتضامنا مع شعب لبنان في نضاله من أجل الحرية والاستقلال والتقدم. وأجمع المتحدثون على أن اغتيال قصير جريمة ضد العقل والفكر التقدمي في المنطقة العربية، ومحاولة لاغتيال حرية التعبير والرأي، ليس في لبنان وحسب، بل وفي العالم العربي. وأصدروا بيانا قدموا فيه تعازيهم إلى لبنان وفلسطين والعالم العربي وللفكر الديمقراطي، ودانوا فيه الجريمة النكراء، معتبرين أن «هذه الجريمة التي نفذتها قوى متخلفة وجبانة تستهدف اغتيال الحرية، وتكميم الأفواه، والوقوف في وجه موجة الحرية والديمقراطية والمستقبل». وتعبيرا عن مشاركتهم الشعب اللبناني مصابه، خاطب عبد ربه، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وحنان عشراوي، عضو المجلس التشريعي، ممثلين عن الحضور، الشعب اللبناني وعائلة الفقيد عبر الفضائية اللبنانية «LBC»، معبرين عن الاستنكار الشديد لاستهداف الكلمة وحرية التعبير. وقال عبد ربه: باسم المثقفين والإعلاميين والكتاب ورجال الفكر في فلسطين، باسم المجتمع المدني الفلسطيني، والفئات والقوى الديمقراطية ومنظمات حقوق الإنسان والهيئات الشعبية في هذا البلد، نعبر عن تضامننا مع الشعب اللبناني وإدانتنا لجريمة اغتيال الشهيد قصير الذي كان في طليعة المثقفين المدافعين عن الديمقراطية في لبنان وحريته واستقلاله، وكذلك عن القضية الفلسطينية العادلة ومعاناة الشعب الفلسطيني، والأخوة الفلسطينية اللبنانية. وفي هذه المناسبة، قال عبد ربه: نرفع صوتنا ضد جرائم الاغتيال في هذا الوطن، كاغتيال الإعلامي سمير الرنتيسي، مؤخراً، واغتيال مدير عام وزارة الأوقاف في شمال الضفة علي فرج وشقيقه في نابلس، وغيرهما من الجرائم، والتي تدل على أن هناك قوى تسعى لتوسيع دائرة الفلتان الأمني، وتعقيد وضع الشعب الفلسطيني الذي يتحمل عبء الاحتلال وجرائمه ومخططاته التوسعية. وحذر عبد ربه من أن «هناك من يحاول تصوير أن قوى الظلام والتطرف هي الوحيدة التي تنمو وتنتشر في منطقتنا»، مؤكداً في الوقت ذاته «أن هناك نهوضاً لقوى التقدم والحرية والديمقراطية في هذه المنطقة، وهي القوى التي تدافع بحق عن شعوبها، وتسعى إلى تحقيق أهداف تلك الشعوب في العيش بحرية وكرامة». بدورها، اعتبرت عشراوي في كلمة لها أن سلاح الاغتيال هو أبشع وأدنى وسائل محاربة الفكر والحرية، مشيرة إلى أن استشهاد قصير خسارة للشعب اللبناني، وللديمقراطيين اللبنانيين، وللشعبين الفلسطيني والعربي، ولصانعي الفكر المتنور. وقالت: إننا في لقائنا هذا نتضامن مع جميع المثقفين الذين يناضلون من أجل الديمقراطية والحرية والتقدمية وصون الحقوق، مؤكدة أن لبنان عريق في هذا المجال، «ونأمل أن يتعافى بسرعة». وألقى عدد من الإعلاميين والمثقفين مداخلات عبروا فيها عن تضامنهم مع لبنان الشقيق في وجه من يحاول زعزعته وإشاعة الفوضى فيه، وفي نضاله من الديمقراطية والحرية والاستقلال.