منذ أن بدأت في متابعة مواجهات المنتخب في مباريات تصفيات كأس العالم خلال السنوات الماضية وأنا ألحظ أن كثيراً من المباريات التي يخوضها تعتمد أولاً على الاجتهاد الشخصي من قبل اللاعبين قبل التكتيك المطلوب من المدرب لذلك وفي آخر بطولتين اعتمد الأخضر على ما يدور في المواجهات الأخرى وتعثر الفرق المنافسة حتى يتأهل. لكن الحال اختلف كثيراً في البطولة الحالية حيث قدم المدرب الأرجنتيني كالديرون منتخبنا الوطني بأسلوب مختلف مغاير تماماً عما كنا نشاهده في مباريات التصفيات أو البطولات المختلفة وذلك من المنظور الفني ( الأهم )،، فلو تتبعنا مشوار المنتخب بدءاً من لقاء كوريا ومروراً بمواجهتي أوزبكستان والكويت ونهاية بمباراة أمس الاول لا أعتقد أننا سنختلف حول هوية نجم هذه المواجهات ألا وهو المدرب كالديرون الذي كان يلعب بأسلوب فني عالٍ إضافة إلى واقعيته في تطبيق مفهوم مباريات الذهاب والإياب حيث كان يضع التكتيك ( العقلاني ) لكل مواجهة رغم الانتقادات الحادة التي تظهر على سطح الإعلام الرياضي بين الحين والآخر والمواجهة للمدرب لأنه أبعد ذلك اللاعب وضم ذاك وكأن تأهلنا مرتبط بتواجد لاعب وابعاد آخر. ٭ في الدقائق الثلاثين الأولى من مباراة الكويت قدم المنتخب السعودي شوطاً مبهراً لدرجة أن الكرة لم تلامس يد الحارس مبروك زايد، صحيح أن اللاعبين كانوا متوهجين وقدموا خلاصة خبرتهم الكروية إلا أن خطة كالديرون كانت جديرة بالإشادة فهو قد اعتمد على رأسي حربة تقليديين بتواجد الجابر والقحطاني اللذين يتوليان مهام سحب قلبي الدفاع إلى الأطراف تمهيداً لاختراقات لاعبي الوسط الشلهوب وكريري وعزيز إضافة إلى تضييق الخناق على تحركات اللاعب الأبرز مساعد ندا من خلال دور محمد أمين الخفي، تطبيق هذه النظرية بإتقان من قبل لاعبينا كان أشبه مايكون ب ( الكماشة ) التي ضيقت الخناق على لاعبي الكويت لدرجة عدم قدرتهم على صنع أي هجمة أو حتى تمرير كرات طويلة نحو خط الهجوم فاللاعب الكويتي حينما يتلقى الكرة كان يواجه لاعبين إلى ثلاثة وهو ما أدى إلى نرفزتهم وبالتالي حصول النمش وجمعة على بطاقتين حمراوين. ٭ حينما وقع اتحاد الكرة مع كالديرون ونشرت سيرته الذاتية في الصحف حينها كنت أعتقد أنه سيكون ( كسابقيه ) لن يكمل المهمة ويتركها لمدرب يخلفه ( في 93 الخراشي خلف كندينو - في 98 اوتوفيستر خلف فنيغادا - في 2002 الجوهر خلف سانتراش ) لكنه خالف هذه التوقعات واستطاع تكوين منتخب قوي ومستوى ثابت مستقر أشعرنا بالفخر بقوة الأخضر وهو شعور غاب عنا منذ فترة طويلة رغم الكؤوس التي تحققت. ٭ مباراة أوزبكستان الأربعاء المقبلة ليست مجرد مواجهة حسم التأهل رسمياً بل هي أيضاً رسالة بأننا قادمون بقوة - بإذن الله - لإصلاح هفوة ألمانيا 2002 وتطبيق مفهوم ( من لا يأكل بيده لا يشبع ) ففي المونديال الماضي قدم المنتخب البحريني خدمة ذهبية لمنتخبنا عقب فوزه على المنتخب الإيراني وكان نتيجة ذلك التأهل ( غير المرضي ) مشاركة متدنية ، لكن حينما نتصدر المجموعة دون خسارة ونصل إلى ألمانيا لأننا الأول والأقوى والأجدر.. سيكون الحال مختلفاً بكل تأكيد. الفرق شاسع شاهدت المباراة في الجريدة من خلال التلفزيون السعودي وساءني كثيراً تردي حال الإخراج التلفزيوني وضعف متابعة الحدث وسوء التنقل بين كاميرات الملعب وعندما عدت للمنزل شاهدتها مرة أخرى مسجلة من قناة الأوربت وكان الفرق شاسعاً، لن أعقد مقارنة لأن هذا قطاع خاص وذاك حكومي ولكن أتمنى من المسؤولين في تلفزيوننا العزيز مراجعة الأوراق مرة أخرى وتصحيحها في مواجهة الأربعاء المقبل لأن الحال لم يعد يرضي أي مشاهد. [email protected]