اعتبر المدرب الالماني المعروف او توفيسستر الذي سبق له قيادة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم قبل عقد من الزمن وتحديدا في العام 1998 بمونديال فرنسا وحينها أقيل بعد خسارتين في المونديال وكلف الوطني محمد الخراشي.وأن المشكلة التي تعاني منها الكرة السعودية بشكل خاص والخليجية بشكل عام هي التغيير السريع للمدربين وعدم ترك الفرص الكافية عندهم لتقديم مالديهم وإضافة الى ذلك يكون الاختيار للمدربين مرتكزا على أسس أن هذا المدرب أو ذاك لديه خلفية واسعة عن منتخبات الشرق الأوسط التي غالبية شعوبها مسلمة كما أن لها عادات وتقاليد خاصة وهذا ما يجعل عددا محددا من المدربين يتجولون في الخليج من منتخب لآخر ومن فريق لآخر بفعل هذه النظريات والتقييمات الخاطئة. اوتوفيستر وذكر اوتوفيستر الذي يتواجد حاليا في الدوحة لمتابعة أحداث البطولة الآسيوية الحالية إضافة إلى بحث عرض جاد من نادي السد القطري. إن هناك شروطا كثيرة يجب أن تتوافر للمنتخبات الخليجية اذا ما أرادت فعلا التطور للأمام وليس البقاء على مستوى ثابت مع تطور الكرة في العالم. الميدان كان له هذا الحوار مع اوتوفيستر الذي تحدث من خلاله على أبرز المشاكل والحلول التي يراها ومنها ما أدركه خلال تجربتة السابقة مع المنتخب السعودي.
بدايه كيف ترى انطلاقة المنتخب السعودي في البطولة الآسيوية الحالية الدوحة حيث خسر أمام المنتخب السوري الذي لم يسبق له أن فاز على المنتخب السعودي منذ عقود؟ من المؤكد أن البداية لم تكن متوقعة خصوصا أن الفارق الفني والتاريخي بين المنتخبين كبير وشاسع ولذا مثلت الخسارة السعودية في أول مباراة صدمة قاسية ولكن كرة القدم لاتعترف بالأسماء والتاريخ بل بمن يخدمها داخل الملعب ويخدمها خلال دقائقها ال90 وكان المنتخب السوري أكثر قتالية وبحثا عن الفوز وتفوقت الروح القتالية والحماسية على الإمكانيات الفنية وهذا درس يجب أن يستفاد منه في المستقبل بالنسبة للسعوديين ومن المهم تلافي هذه الإخفاقات والسعي للتصحيح في بقية المباريات بغض النظر عن مباراة الأردن في الجولة الثانية في هذه البطولة الآسيوية. بعد المباراة مباشرة اتخذ الاتحاد السعودي برئاسة الأمير سلطان بن فهد قرارا بإقالة المدرب بيسيرو وتكليف المدرب الوطني ناصر الجوهر بقيادة المنتخب لنهاية البطولة .كيف ترى هذا التغيير في هذا الوقت؟ سأتحدث بصراحة ومن واقع تجربة عشتها في المملكة . هناك مشكلة تعاني منها الكرة السعودية بل والعربية بشكل عام وهي العاطفة الجياشة وجعل المدرب دائما كبش فداء لأي إخفاق يحصل وهذا الأمر كما قلت غير مقتصر على المملكة بل الدول العربية بشكل عام .وهذا الأمر قد يكون نتيجة السعي الدائم لتحقيق الإنجازات والطموح مطلوب ولكن لتركن العاطفة جانبا وتكون العقلانية من الرياضيين السعوديين كافة من مسؤولين وإعلام وجماهير هي الحاضرة دائما فالصبر على المدربين يجب أن يكون موجودا حتى يمكنهم من تحقيق الإنجازات .وأعيد وأكرر أن هذا الكلام ليس موجها لشخص بعينه بل هذا الأمر يجب أن يكون ثقافة موجودة في رأيي إذا ما أراد العرب أن تتطور منتخباتهم للأفضل.
كيف تدافع عن مدربين منحوا أكثر من فرصة ولم يثبتوا جدارتهم وآخرهم المدرب بيسيرو الذي لم يستفد من كل الفرص التي منحت له من قبل المسؤولين بالاتحاد السعودي والذين قرروا الصبر عليه ومنحوه فرصا كثيرة لإثبات جدارته فلم يتأهل الأخضر الى مونديال 2010 ولم يفز بكأس الخليج الأخيرة وتعرض لخسارة موجعة على الأقل نفسيا من منتخب عربي تجاوزه المنتخب السعودي بمراحل شاسعة ممثلا بالمنتخب السوري مع فائق الاحترام والتقدير لهذا المنتخب العربي الشقيق ؟ لنستعد التاريخ والمواقف ليس على مستوى الكرة السعودية والعربية بل نذكر مثالا للمدرب الالماني ريهاجل الذي استمر مع المنتخب اليوناني المغمور وصاحب الإنجازات المتواضعة كرويا وتحت قيادة هذا المدرب فاز ببطولة أوربا في العام 2004 حيث أعد منتخبا قويا بكل ارتياح وحينما تراجع هذا المنتخب مجددا وهو مستمر على رأس القائمة أعاد صياغة هذا المنتخب وأعاده للمنافسات بقوة قبل أن يرحل في السنوات الأخيرة بعد أن بات أشبه بالبطل القومي ونال احترام كافة اليونانيين بل والمتذوقين لكرة القدم في العالم أجمع. وبقى المدرب ريهاجل على رأس الجهاز الفني أكثر من تسع سنوات .وهنا أسأل هل توجد دولة عربية أبقت مدرب منتخب بلادها لفترة تسع سنوات ليعمل ويجتهد وفق خطط فنية ويعد منتخبات من الصفر؟ هذا أقرب للمستحيل فتغيير المدربين هو ثقافة ويجب أن يأتي الوقت الذي تتغير فيه. هناك مشكلة تعاني منها الكرة السعودية بل والعربية بشكل عام وهي العاطفة الجياشة وجعل المدرب دائما كبش فداء لأي إخفاق يحصل وهذا الأمر كما قلت غير مقتصر على المملكة بل الدول العربية بشكل عام .وهذا الأمر قد يكون نتيجة السعي الدائم لتحقيق الإنجازات هل الإبقاء على المدربين لأكبر فترة ممكنة هو الحل أم أن هناك حلول جوهرية أخرى ؟ هناك أمور جوهرية أخرى ومنها على سبيل المثال خوض مباريات قوية باستمرار مع منتخبات عالمية كبرى بالاستفادة من أيام الفيفا المعلنة والتي تعرف كل الاتحادات الرياضية مواعيدها,فليس نافعا أن يكون هناك خوض عدد كبير من المباريات مع المنتخبات الإقليمية كون ذلك لايقدم أي خطوة للأمام. من المهم مواجهة المنتخبات العالمية الكبرى مثل البرازيل وألمانيا والأرجنتين وأسبانيا وانجلترا وغيرها من المنتخبات القوية على مستوى العالم وليس عيبا الخسارة أمامها في المباريات الودية بنتائج كبيرة بل العيب أن تستمر ثقافة ان هذه المنتخبات لايمكن مقارعتها الى الأبد. وهذا ما ألحظه وإن تطورت الثقافة نسبيا لدى القطريين وبات منتخبهم يواجه الكثير من المنتخبات العالمية وقد استفاد فعلا من هذه المواجهات التي زرعت ثقافة جيدة لدى اللاعب القطري. وهذا ماأتمنى ان يتم تعميمه على كافة المنتخبات الخليجية والعربية مع كل احترامي لتوجهاتها والخطط التى تقوم بها لكن كما قلت هذا الكلام لايعدو كونه رأيي الشخصي. وهل لديك اقتراح فقط عن مواصفات المدرب الذي يناسب المنتخب السعودي في الفترة المقبلة بعد كأس آسيا الحالية؟ في هذا الجانب لا أود ان أقدم نصائحي فأنا أرى أن الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل وهما من أهم أصدقائي في الخليج والشرق الأوسط لديهما الكفاءة والنظرة وهما الأقرب لوضع الكرة السعودية حاليا لموقعهما الحالي كمسؤولين ولذا أعفني عن الإجابة على هذا السؤال. كابتن اوتوفيستر الأمر لايتعلق بفرض مطالب بل رؤية خاصة وكونك أحد المدربين الذين عملوا في المملكة وقدت المنتخب السعودي في مونديال فرنسا 1998 ؟ في هذا الجانب أود التأكيد على أهمية التعاقد مع مدرب كبير وعالمي له اسمه وإنجازاته وقادر على إعادة صياغة الكرة السعودية ويعيدها للإنجازات بعد سنوات معينة يتم الاتفاق معه فيها مع الاتحاد السعودي ومن المهم أن تكون هذه الخطة الموضوعة مع المدرب معلنة وواضحة المعالم للإعلام والجمهور السعودي حتى يتم الصبر على المدرب الى حين يأتي وقت تقييم المرحلة بكل نواحيها السلبية والإيجابية. ويجب الابتعاد كما قلت عن المدربين الذين يتم تداولهم بين المنتخبات والفرق الخليجية. صحيح أن المدرب قد يلقى صعوبات لاختلاف العادات والتقاليد في الغرب عنه في الشرق الأوسط وتحديدا الدول المسلمة لكن يجب الصبر حتى يتحقق المراد. - كلمة أخيرة تود قولها أتمنى للمنتخب السعودي مستقبلا زاهرا ومتجددا وتراجع الأبطال ليس مقتصرا على الأخضر السعودي ومن المهم بحث المستقبل بروية حتى يعود المنتخب قويا كما أننى شخصيا أتمنى للكابتن ناصر الجوهر أن يحقق النجاح في مهمته الحالية.