يشاطر واحد وثلاثون في المائة من الفرنسيين أفكار حزب " الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف وأطروحاته. هذا ما جاء في نتائج استطلاع للرأي كشف عنها أمس الخميس. وأجري الاستطلاع بين السادس والتاسع من الشهر الجاري لدى عينة من الفرنسيين تزيد سنهم على الثامنة عشرة وتتركب من ألف شخص. وبالرغم من أن قرابة ثلثي العينية لا يأملون في وصول مارين لوبين زعيمة الحزب إلى الدورة الانتخابية الرئاسية الثانية المقبلة التي ستجري في شهر مايو القادم ، فإن واحدا وثلاثين بالمائة من أفراد العينة المستجوبة يعتبرون أنه من الضروري إشراك اليمين المتطرف في الحكم على المستوى الوطني. ويتضح من خلال أجوبة أفراد العينة أن هناك اليوم شعورا لدى الفرنسيين مفاده أن حزب " الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف هو حزب عادي خلافا لما كان عليه الأمر من قبل. والملاحظ أن عددا من المراقبين لا يستبعدون اليوم إمكانية وصول ماري لوبين زعيمة الحزب اليميني المتطرف إلى الدورة الانتخابية الرئاسية الثانية المقبلة على غرار والدها في انتخابات عام ألفين واثنين. ويعزون جدية هذه الفرضية إلى عدة أسباب وعوامل من أهمها وجود خيبة أمل لدى عدد كبير من الناخبين المتعاطفين مع اليمين المتطرف والذين صوتوا في الانتخابات الرئاسية الماضية لفائدة نيكولا ساركوزي رئيس البلاد الحالي. ويعتبر هؤلاء أن ساركوزي لم يكن في مستوى الالتزامات التي قطعها على نفسه تجاه ناخبي اليمين المتطرف . من هذه العوامل أيضا عدم ثقة جزء من ناخبي اليمين واليسار التقليديين بمرشحي هذين التيارين واقتناعهم بأن خطاب مارين لوبين خطاب منطقي. وتسعى مارين لوبين حاليا إلى الحصول على توقيعات خمس مائة من المسؤولين المحليين المنتخبين وهو الشرط الأساسي الذي يسمح لكل مرشح للانتخابات الرئاسية بالمشاركة فيها. وقد أكدت قبل أيام أن الوعود التي حصلت عليها لتزكية ترشحها لم تبلغ بعد ثلاث مائة وعد. والجدير بالذكر أن مارين لوبين التي تتعاطى مهنة المحاماة أصبحت تقود حزب " الجبهة الوطنية " منذ سنة. وكان والدها جان ماري لوبين قد أسسه في عام ألف وتسع مائة واثنين وسبعين.