أكد برينو مغريه زعيم حزب "الحركة الوطنية الجمهورية" اليميني الفرنسي المتطرف أمس الأول الثلاثاء أنه قرر التخلي نهائيا عن العمل السياسي وأنه سيذهب إلى الخارج للعمل مع إحدى الشركات الكبرى التي لم يسمها. وقد فاجأ الخبر عددا من الناشطين في الحركة اليمينية المتطرفة التي كان مغريه أحد وجوهها البارزة بعد جان ماري لوبين زعيم حزب "الجبهة الوطنية". بل إن مغريه الذي بدأ حياته النضالية الحزبية مع حزب "التجمع من أجل الجمهورية" الديغولي السابق سرعان ما تخلى عنه للانخراط في منتصف ثمانيات القرن الماضي في صفوف حزب "الجبهة الوطنية". وشيئا فشيئا تمكن مغريه من الوصول إلى المرتبة الثانية في هياكل الحزب القيادية . وكان المراقبون يعتبرونه خليفة لوبين المحتمل لأنه كان ذكيا جدا ومجادلا رهيبا قادرا على تمرير الأطروحات العنصرية كما لو كانت أطروحات عادية. وتقلد عبر صناديق الاقتراع خلال الفترة الذهبية التي كانت لدى الحركة اليمينة الفرنسية المتطرفة في ثمانينات القرن الماضي مهام كثيرة. وفي هذا الإطار كان مثلا نائبا في البرلمان الفرنسي ونائبا في البرلمان الأوروبي. ولكن خلافاته مع لوبين قادته إلى تأسيس حزب "الحركة الوطنية الجمهورية".بيد أن هذا الحزب لم يستطع فرض نفسه بقوة في الساحة السياسية الفرنسية ومنافسة حزب لوبين بدليل أنه لم يحصل في الانتخابات التشريعية الأخيرة إلا على صفر فاصل أربعة بالمائة من أصوات الناخبين. وبالرغم من أنه حاول التقرب من جديد من لوبين خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة فإن جان ماري لوبين رفض إدراجه في قائمة المشرفين على حملته الانتخابية. وقد وجد مغريه نفسه محاصرا بمشاكل عديدة منها قضية اتهم بموجبها من قبل العدالة الفرنسية بالسطو على أموال عامة. وثمة اليوم قناعة لدى كثير من المحلللين السياسيين بأن إقدام مغريه على اعتزال العمل السياسي سيسهل كثيرا على مارين لوبين ابنة زعيم اليمين الفرنسي المتطرف قيادة حملتها التي بدأتها منذ سنوات والتي ترغب من ورائها في خلافة والدها وإعطاء اليمين المتطرف ثوبا جديدا مغريا بالنسبة إلى شرائح كثيرة في المجتمع الفرنسي.