إذا كان الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي يقف في صفوف المعارضة قد أحرز المرتبة الأولى في أعقاب الدورة الأولى من انتخابات محلية جرت في البلاد قبل يومين، فإن أهم ما يشد الانتباه في نتائج هذه الانتخابات هو التقدم الهائل وغير المعهود الذي أحرزه مرشحو حزب " الجبهة الوطنية " اليميني المتطرف. فقد دعي الناخبون لتجديد نصف المجالس المحلية في البلاد أي قرابة ألفي مجلس. وحصل الحزب الاشتراكي على قرابة 25 من الأصوات في أعقاب هذه الدورة، بينما لم يحصل حزب " الاتحاد من أجل حركة شعبية " الحاكم والمنتمي إلى اليمين التقليدي إلا على 17 بالمائة من أصوات الناخبين الذين صوتوا لمرشحي الحزب اليميني المتطرف بنسبة 15 بالمائة. وهي نسبة لم يسبق لها مثيل في مثل هذه الانتخابات بالنسبة إلى حزب " الجبهة الوطنية". بل إن مرشحي هذا الحزب حصلوا في بعض مناطق شمال البلاد وجنوبها على نسب تتجاوز ثلاثين بالمائة أو تقاربها. ومن المنتظر أن يواجه مرشحو الحزب اليميني المتطرف في الدورة الثانية التي ستجري يوم الأحد المقبل مرشحي الحزب الاشتراكي والحزب الحاكم في قرابة أربع مائة منطقة. أما مارين لوبين التي استلمت من والدها قبل شهرين زعامة الحزب اليميني المتطرف فإنها اعتبرت أن النتائج التي حصل عليها مرشحو حزبها تؤكد مرة أخرى تنامي شعبية هذا الحزب وكانت عمليات استطلاع للرأي قد توقعت قبل أيام بقاء مارين لوبين كمرشحة للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي ستجري في البلاد العام المقبل.