انتقد جان ماري لوبين زعيم حزب "الجبهة الوطنية" اليميني الفرنسي المتطرف بشدة الاتفاق الذي وقع في تونس قبل يومين لتنظيم مسألة استقدام اليد العاملة التونسية إلى فرنسا. وقال لوبين في بيان أصدره حزبه إن الاتفاق الجديد الذي يندرج في إطار سياسة الهجرة الانتقائية الفرنسية يسمح للتوانسة الراغبين في الهجرة إلى فرنسا بممارسة سبع وسبعين مهنة . وذكر البيان بأن اتفاقا آخر كان قد أبرم قبل أشهر مع السينغال يرخص للسينغاليين الراغبين في الهجرة إلى فرنسا تعاطي مايزيد عن مائة مهنة من المهن التي يتم تعاطيها في البلاد. وخلص البيان إلى القول "إن الاتفاق الجديد" والاتفاقيات التي سبقته "تصحح وضعيات المهاجرين في فرنسا قبل أن يأتوا إليها" وأنها على حد قول لوبين "تحرم الفرنسيين من مواطن عملهم" وجاء في خاتمة البيان أنه يحق تسمية السيد "هورتوفو" وزير الهجرة والهوية الوطنية والتنمية التشاركية الفرنسي ب"وزير الهجرة لتدمير الهوية الفرنسية". والحقيقة أن الاتفاق الذي وقع بين فرنساوتونس قبل يومين في هذا الشأن خلال زيارة الدولة التي أداها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى تونس والتي استمرت ثلاثة أيام ينص أساسا على استقدام يد عاملة ذات كفاءات عالية وفق حاجات سوق العمل الفرنسية. وهو أول اتفاق من نوعه مع بلد مغاربي في إطار سياسة "الهجرة المختارة" التي تعمل الحكومة الفرنسية على انتهاجها منذ وصول الرئيس الفرنسي إلى مقاليد الحكم قبل عام. ‚ انحسار ومشاكل مادية وتجدر الإشارة إلى أن جان ماري لوبين زعيم اليمين المتطرف الفرنسي يسعى اليوم إلى استغلال اتفاقيات الهجرة التي وقعتها الدولة أو ستوقعها في المستقبل في هذا الإطار لمحاولة استرجاع المواقع التي خسرها في الساحة السياسية الفرنسية والتي كانت تتغذى من شعار يقول إن الأجانب يأتون إلى فرنسا لحرمان الفرنسيين من عملهم ومن حقوقهم الاجتماعية باعتبار أن المهاجر يقبل بالعمل بأجور دنيا وفي أوضاع مزرية على عكس الفرنسيين. وبالرغم من أن لوبين قد حمل هذا الشعار مجددا خلال الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت العام الماضي، فإن حزبه لم يحصل إلا على عشرة فاصل أربعة وأربعين بالمائة من أصوات الناخبين في أعقاب الدورة الانتخابية الرئاسية الأولى والحال أن مرشح الحزب أي لوبين كان قد أحرز المرتبة الثانية في أعقاب الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت عام ألفين واثنين مما سمح له بالبقاء إلى الدورة الثانية مع جاك شيراك . أما نتيجة حزب "الجبهة" الوطنية الذي تأسس عام اثنين وسبعين من القرن الماضي في أعقاب الانتخابات التشريعية التي جرت العام الماضي فإنها لم تتجاوز أربعة فاصل تسعة وعشرين بالمائة. وأدى انحسار الحزب في الساحة السياسية الفرنسية إلى تفاقم مشاكله المادية مما اضطر مؤسسه إلى عرض مقره الواقع في ضاحية "سان كلو" الباريسية للبيع لتسديد ديونه المقدرة باثني عشر مليون يورو. بل إن جان ماري لوبين قد أعلن الأربعاء أنه وضع سيارته للبيع عبر شبكة الإنترنت. وهي من فئة سيارات البيجو 605.وبالرغم من أن هذه السيارة مصفحة ، فإنها قد قطعت مائة وسبعة وثلاثين ألف كيلومتر. ويعتقد لوبين أنه سيجني من وراء بيعها على الإنترنت ثمنا مرتفعا إذا اشتراها منه أحد المولعين بجمع سيارات المشاهير.