بدأ دانيال أورتيغا الذي كان سابقا من الثوار ولاية رئاسية ثالثة، هي الثانية على التوالي على رأس نيكاراغوا التي تعد من البلدان الاكثر فقرا في العالم، مستندا الى غالبية متينة في البرلمان ما يثير تخوف معارضيه من الانحراف الى نظام استبدادي. فقد اقسم دانيال اورتيغا اليمين الدستورية بحضور رؤساء دول اجانب بينهم الايراني محمود احمدي نجاد الذي يواجه ازمة دبلوماسية مع الدول الغربية بسبب برنامج بلاده النووي، والفنزويلي هوغو تشافيز. وشارك في الحفل اكثر من ثمانية آلاف مدعو وسط اجواء زينة باهرة في ساحة الثورة التي كانت الوسط التاريخي لعاصمة نيكاراغوا قبل ان يضربها زلزال في 1972، والتي زينت بالاف الازهار على شكل قوس نصر. وقال اورتيغا في خطاب "ان الانسانية جمعاء تنشد السلام مع الكرامة والعمل والعدالة (...) بتحقيق السلام يمكننا مجابهة تحديات الفقر والفقر المدقع نتيجة النموذج الاقتصادي". ودعا الى اعتماد نموذج "مفعم بالمحبة والعدالة والتضامن" معتبرا ان "الرأسمالية الهمجية لم يعد لها مكان على وجه هذا الكوكب". ودافع اورتيغا ايضا عن حق البلدان في "تطوير الطاقة الذرية". وكان "القائد دانيال" الذي خلع زي الثوار العسكري ليرتدي قمصانا بيضاء، اعيد انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بغالبية 62% من الاصوات. لكن المعارضة اعترضت على هذه النتيجة. وهو يحظى بغالبية الثلثين في البرلمان ما يسمح له بادخال تعديلات دستورية بدون المرور بتحالفات سياسية، لكن حزبه، الجبهة الساندينية للتحرير الوطني، استبعد في الوقت الحاضر اي تعديل يهدف الى بقائه في السلطة. ويبدأ الرئيس اورتيغا ولايته الجديدة مع تحد رئيسي يتمثل بمكافحة الفقر الذي يطال 45% من 5,8 ملايين نيكاراغوي. وبإمكان اورتيغا ان يعتمد في ذلك على حليفه هوغو تشافيز الذي يقدم سنويا لنيكاراغوا حوالى 500 مليون دولار، ما يوازي مجموع الحد الادنى للاجور لمواطني هذا البلد.