تسعى نيكاراغوا إلى جذب استثمارات من الصين، التي ما زالت علاقاتها معها في بداياتها، في ظل المستقبل السياسي الغامض لفنزويلا، حليفها الاقتصادي الرئيس، والتي سيترشح رئيسها هوغو تشافيز لولاية رئاسية جديدة من ست سنوات في 7 من الشهر المقبل. ويُعتبر شافيز الداعم والمموّل الأبرز للرئيس النيكاراغوي دانيال اورتيغا المتمرد السابق الذي يُموّل الكثير من مشاريعه الاجتماعية من البترودولارات الفنزويلية. وأظهرت الأرقام النيكاراغوية الرسمية ان مساعدة فنزويلا تقدر ببليوني دولار منذ عودة اورتيغا إلى الحكم عام 2007. وحرصاً منها على تنويع مصادر تمويلها، تتجه نيكاراغوا نحو الصين التي أبدت اهتمامها بمشروع لبناء قناة بين المحيطين الأطلسي والهادئ تقدر كلفته ب 30 بليون دولار، إضافة إلى مجال الاتصالات. ولكن العلاقات الاقتصادية بين البلدين اللذين لا يقيمان علاقات ديبلوماسية بسبب روابط نيكاراغو مع تايوان، ما زالت في بداياتها وبلغ حجمها 17 مليون دولار العام الماضي. ولفت نجل رئيس الجمهورية مسؤول الوكالة الرسمية للاستثمارات «برونيكاراغوا» لوريانو اورتيغا إلى ان «الحكومة الصينية أبدت اهتماماً بمشروع القناة الكبرى بين المحيطين، ونحن مستمرون في انفتاحنا». وصرح النائب المعارض وزير الخارجية السابق فيكتور تينوكو بأن الرئيس اورتيغا «يستعد لاحتمال خفض مساعدة فنزويلا بسبب الغموض المحيط بالمستقبل السياسي لتشافيز». وتُعدّ فنزويلا الوجهة الثانية لصادرات نيكاراغوا بعد الولاياتالمتحدة، إذ ارتفعت قيمة الصادرات من 30 الى 302 مليون دولار بين عام 2007 و2011، كما أظهرت معطيات رسمية. وأكد المرشح الرئيس في المعارضة الفنزويلية هنريكي كابريلس ان في حال فوزه سيعيد النظر في سياسة التعاون التي تعتمدها بلاده إزاء حلفاء مثل نيكاراغوا. وتدير المساعدة الفنزويلية شركة «البانيسا»، التي أنشئت عام 2007 وتملك الشركة النفطية الفنزويلية العامة 51 في المئة من حصصها، بينما تمتلك نظيرتها النيكاراغوية «بترونيك» 49 في المئة. وتستورد البانيسا النفط من فنزويلا بسعر مخفض لإعادة بيعه محلياً وتستخدم الأرباح لتمويل مشاريع لحكومة اورتيغا. وفي موازاة مشروع القناة الذي أوكلت دراساته التحضيرية الى شركة في هونغ كونغ، تنوي البلاد شراء قمر اصطناعي للاتصالات ب 300 مليون دولار من خلال تمويل صيني وشركة محلية. ويشمل اهتمام الشركات الصينية أيضاً مجال الخليوي والطاقة، في ظل مشروع لبناء محطة تكرير ومصنع بتروكيماوي لمجموعة «سي ايه ام سي انجينيرينغ» ب 6.5 بليون دولار.