يعد هذا العام من أفضل مواسم جني محصول القشد في جبال فيفاء، وهو أحد أنواع البقوليات واسمها العلمي "اللوبيا الحلوة"، وهي من الفصيلة الفراشية -أعشاب معمرة تتسلق على الاشجار والمدرجات الزراعية-، ويتراوح طول النبتة الواحدة من المتر والنصف إلى الثلاثة أمتار، وتنتج النبتة حوالي خمسة كيلوجرامات من القشد. ويزرع القشد بجبال فيفاء مع الذرة أثناء فصل الصيف، ويتم حصاده بعد الذرة بشهر تقريباً، بعد أن يُزهر ويتسلق على بقايا جذوع الذرة، ومن عوامل وفرته وجود دعائم يتسلق عليها، ويتم حصده وهو طرّي بقشره الأخضر قبل أنْ يَجِف وتتحول بذوره إلى اللون البُنِّي الداكن، ويحرص زراع القشد بفيفاء على إبقاء أكبر كمية ممكنة من هذا المحصول ليكمل نُضجه ويجف، وبعد ذلك يتم جمعه وتنظيفه وينقى ليكون بذوراً تُزرع في الموسم القادم، وما يتبقى منه يُسْلَق ويقدم كوجبة تعرف ب"اللشوة"، وقد يُضَاف الطري منه "الوغيرة" إلى العجين قبل الخَبْز للحصول على ال"مرخدلية" والقشد نوعان الأول ذوالقرون الصغيرة وهو المعروف والمتوفر، والثاني يعرف بقشد الهند ويتميز بقرونه الطويلة وحباته الكبيرة، وبعد طبخه يمكن تناول قشره مع بذوره بخلاف النوع الاول. القشد قبل الطبخ ويُعَد الِقشد من أفضل الأَكلات الشَّعبية على الإطلاق لدى سكان جبال فيفاء، وهي الهدية الأجمل والأروع لأبناء المنطقة، ولذلك يحرص الفيفيون على إيصال القشد لأقاربهم في مختلف مدن ومناطق المملكة، والاجتماع معهم على أكلتهم المفضلة التي ينتظرونها على مدار العام، والجلوس على طبقٍ ملكيٍ فاخر من القشد الذي يتميز بعد طبخه برائحته الفواحة والتي تُعطر أرجاء المنزل، وتأخذهم انواع الوجبات من المندي والكبسات، ولحب ابناء فيفاء لهذه الأكلة الشعبية فإنهم يحتفظون بكميات من القشد بعد انتهاء الموسم يتم حفظها في الثلاجات لأشهر. وأمّا طريقة طبخ القشد فيُسْلَق في الماء داخل قدر كبير وهو اخضر، ويضاف له الملح وتتفنن بعض الجدّات في سلقه؛ بإضافة رذاذ الرماد ونبات العثرب، مع عجين الذرة البيضاء أو "الكنّاب" فتكون العجينة بين القرون حتى تنضج، وتكتسب مذاقاً طيباً وبعد تصفيته من الماء يقدم ساخناً، مع اللبن البلدي، وخبز التنور أو عجينة السمن والعسل، وعادةً ما يتم تناول القشد على وجبتي الغداء أو العشاء، ويتميز القشد بخلوّه من الدهون والكوليسترول، وسعراته الحرارية العالية التي تتناسب مع فصل الشتاء. وقال "أحمد سالم العبدلي": "منذ سنوات لم تشهد فيفاء وفرةً في محصول القشد مثل هذا العام، فقد اكتست بأغصانه وشجيراته مدرجات جبال المنطقة، ويجب جنيه في الصباح الباكر، والعديد من أصناف البقوليات التي يعتمد عليها أبناء فيفاء قديماً بشكل رئيس في معيشتهم، والتي اصبح بعضها من النادر زراعته كنبات الدَجرَة وأُلاقَطُن". وبيّن "علي احمد الفيفي" -الباحث في نباتات فيفاء- أنّ عملية جني القشد تعرف عند الفيفيون ب"التوغار" وهي مأخوذة من القرون الطرية المسلوقة من أي نوع من البقوليات فقد يقال "وغيرة قشدن" وكذلك "وغيرة دجر"، وعدّ القَشد من أفضل الأكلات الشعبية التي تحظى بإقبال وبحث أهالي فيفاء، وأنّ نُدرة بذوره في الآونة الاْخيرة دفعت المزارعين إلى شرائها بمبالغ عالية، حيث يصل سعر الكيلو إلى مائة ريال وقد يزيد. القشد بنوعيه العادي والهندي