يشعر الزائر لحي الشمال الغربي من محافظة عفيف أنه أشبه بالمهجور، رغم تنامي الحركة العمرانية والسكانية، وكأنه ليس له نصيب من الخدمات التي نعمت به الأحياء الأخرى، ومن تجول بطرقات ذلك الحي وتنقل في شوارعه يلمس ضعف الخدمات، حيث الشوارع تثير الأتربة والغبار، وتتحول وقت الأمطار إلى مستنقعات يصعب تجاوزها، والأشجار تعانق السماء وتشوه منظر الحي، وذلك رغم المطالبات المستمرة من قبل المواطنين في هذا الحي، إلاّ أن تلك المطالبات ذهبت أدراج الرياح. وقال "عيد ذايب العتيبي": "لقد عانينا الكثير وطالبنا البلدية منذ سنوات بالنظر في تطوير الحي، وتنفيذ مشروعات السفلتة والإنارة والتشجير أسوة بالأحياء الأخرى في المحافظة، وأن الحي يتحول إلى مستنقعات في أوقات الأمطار، وتعيق الحركة المرورية لدرجة لايمكن الوصول إلى المسجد، ومخجل أن يكون هذا بمحافظة تنعم بمشروعات عملاقة". وأكد "فلاح محمد العتيبي" على تضرر منزله من المباني المهجوره بالحي، والتي أصبحت مرتعاً للحيوانات السائبة، وأوكاراً للمتسكعين، وممارسي المحظورات، مشيراً إلى أنهم طالبوا البلدية بوضع حلول ومعالجة الأمر، إلاّ أنه لم يحدث شيء. وناشد "صالح محمد العتيبي" بلدية عفيف بتفقد هذا الحي والوقوف عليه، ليلمسوا بأنفسهم النواقص، وحاجته للسفلتة، والإنارة، والتنظيم، وتقليم تلك الأشجار. وقال "فالح سهل العتيبي": "لقد شهد الحي الشمالي الغربي في عفيف نهضة عمرانية منذ سنوات إلاّ أنّه لم يحظ بالخدمات البلدية، والزائر لهذا الحي يستغرب تجاهل البلدية وكأنه خارج النطاق العمراني". مواطن في عفيف يحكي معاناته من تدني الخدمات في الحي الشمالي وبينّ "منصور العتيبي" أن البلدية ركزت في مشروعاتها على واجهة المحافظة، وتجاهلت الأحياء الداخلية التي هي جزءٌ لا يتجزأ من المحافظة، وقاطنوها مواطنون لهم حقٌ في الخدمات البلدية، مطالباً البلدية بالتوازن في تنفيذ المشروعات، وعدم محاباة منطقة دون أخرى. وفي شمال مدينة البجادية وبالقرب من قرى جهيمة والوريكية وطلحة خنوقة وسليسان، وتحديداً جبل الشهباء يكاد العمل لا يتوقف منذ سنوات طويلة، حيث تواصل إحدى مؤسسات الكسارات العمل يومياً في الجبل بمعداتها وآلياتها، الأمر الذي تسبب في تذمر وتضرر أهالي هذه القرى؛ جراء ما ينتج عن هذه الكسارة من تلوث للأجواء وتأثيره على الصحة العامة. وبيّن "خالد بن عبيد النفيعي" أن الانبعاثات الصادرة من الكسارة سببت لأهالي شمال البجادية الكثير من الأضرار الصحية والبيئية، فقد أصابت الكثير بأمراض الحساسية والربو، ولم يقتصر ضررها على الأهالي فقط؛ بل إن التلوث البيئي الناتج عنها تسبب في موت النباتات وتضرر الأراضي الرعوية، مع أن منطقة وادي خنوقة تعتبر من أفضل المناطق الرعوية، إضافة إلى تلوث المياة الجوفية بسبب ترسب التربة من آثار التفجير الأمر الذي أدى الى نفوق أعداد من الماشية. واستغرب إهمال بلدية البجادية في مراقبة التلوث الذي يحدث للبيئة، وإيقاف هلع الأطفال والنساء من أصوات تفجيرات "الديناميت" المدوية والمستمرة في نطاق المجمعات السكنية والعمرانية والمناطق الزراعية، داعياً إلى تدخل عاجل من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وجميع الجهات ذات العلاقة، لإيقاف العمل بهذه الكسارة. وقال "مقبل بن مرزوق النفيعي": "إن البودرة البيضاء المتصاعدة مع الهواء والغبار الناتج عن أعمال هذه الكسارة تعد من أخطر الملوثات الهوائية، بالإضافة إلى تلوث النبات الطبيعي وانحساره، وهو مصدر الغذاء الوحيد للماشية"، مبدياً تذمره من إهمال المؤسسة واللامبالاة بصحة السكان وعدم تركيبها فلاتر تخفف الغبار المتطاير. وأكد أن السكان حصلوا على إقرار من صاحب المؤسسة يعترف فيه بتضررهم من الكسارة ويتعهد بتركيب الفلاتر منذ حوالي ثلاث سنوات ولكنه لم يفعل أي شيء حتى الآن، وأنه لم يقم بتشجير الموقع وزفلتته للإقلال قدر الإمكان من الانبعاثات، كما أن العمل تجاوز أوقات العمل النظامية، فهو مستمرٌ حتى أيام الجمعة والأعياد وشهر رمضان، إضافةً إلى عدم وجود لوحات إرشادية بالموقع، لما يشمله من خطورة خاصة ًوقت التفجير بالديناميت، التي أصابت السكان بالأرق؛ بسبب الأصوات المدوية للتفجيرات، ومازل الجميع ينتظر انتهاء المعاناة، ورفع الضرر غير المحتمل الناتج عن هذه الكسارة.