جاء هذا الموسم مغايراً تماماً لفريق الأهلي الذي بات يقدم كرة جميلة على أرضية الميدان صاحبتها نتائج مميزة أهلته لجمع ثلاث وثلاثين نقطة، ومزاحمته لفرق الصدارة بل أن الترشيحات باتت تتركز عليه في الفترة الأخيرة التي تجلى فيها بعطاءات لافتة، ومستويات مبهرة. التفوق الأهلاوي لم يكن وليد الصدفة بل جاء نتيجة عمل متكامل بمختلف الجوانب الإدارية، والفنية، والعناصرية التي أكملت هذا التميز، وكان الأبرز من بينها دون شك هو الجانب الإداري الذي استطاع أن يجمع هذه التوليفة من اللاعبين المحترفين، والمحليين، وجلب جهاز فني قدير يقوده باقتدار التشيكي جاروليم، ولعل العلامة الفارقة في "الفرقة الأهلاوية" هذا الموسم هم المحترفون الأجانب حيث تجلى البرازيلي كماتشو في قيادة الفريق في كثير من المباريات، وكان متميزاً بتمريراته المتقنة التي تتناثر على أقدام ورؤوس المهاجمين الذين ينجحون في ترجمتها أحياناً وإهدار البعض منها أحياناً أخرى فكان بحق مكسباً كبيراً للأهلي، وكان اللافت في اللاعب عدم تعرضه لأي نوع من الإصابات التي كانت تبعده في الكثير من المباريات حين كان يلعب للشباب فيما كان المهاجم النهاز، والهداف الخطير فيكتور سيموس جاهزاً على منطقة الجزاء، وداخلها يتحين الفرص لتحويلها لمرمى المنافسين إلى أن سجلاً كماً وافراً من الأهداف بلغ خمسة عشر هدفاً مع انطلاقة الدور الثاني وهو معدل تهديفي عالٍ يؤكد قدرات اللاعب المميزة، ومهاراته الفنية الرفيعة التي مكنته من الاستفادة كثيراً من الفرص المتاحة، وهو الأمر الذي انعكس بالإيجاب على نتائج الأهلي وقفز به لمراتب الصدارة الحامية التي بدأت تزداد شراسة بتقدم الأهلي، ومزاحمته للهلال، والشباب حيث بات الفارق النقطي قليلاً جداً وربما يتمكن الفريق الأهلاوي من تجاوزه في المباريات المقبلة إذا ما سار على ذات المنهجية الجميلة، وتعثرت الفرق الأخرى المنافسة، وهو ما يحتاج لمرور عدد من أسابيع الدوري، والتي من خلالها ستتضح الكثير من معالم فرق الصدارة، ومن يمتلك المقدرة على مواصلة الركض بذات النسق فيكون الأكثر حضوراً، والأقرب لجمع أكبر عدد من النقاط التي تمكنه من بلوغ المركز الأول والمحافظة عليه لحين تحقيق اللقب. الجماهير الأهلاوية الكبيرة بعددها، ودعمها لفريقها باتت تنتظر من فريقها إنجازاً جديداً هذا الموسم، ولعل لقب دوري "زين" أجمل هدية لهذه الجماهير المتعطشة، ومن يشاهد مستويات الأهلي، ونتائجه في الدوري لا يلوم تلك الجماهير بأن تذهب أمالها تجاه هذا المطمع الذي أظنه لا يبدو بعيداً عن فريق بحجم الأهلي الكبير برجالاته المقنع بمستوياته، ونتائجه.