ما إن حقق الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي في نهاية الموسم الماضي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال من أمام منافسة التقليدي الاتحاد حتى تعالت بشائر الفرح بموسم مشرق من خلال تحقيق أكثر من بطولة وحيث أن الفريق هذا الموسم تنتظره أربع بطولات (ثلاث محلية وكذا الآسيوية)، فإن إدارته اجتهدت في تجهيزه جيدا لهذا الموسم الذي بدأ ببطولة الدوري وهي الأطول والتي مضى منها ثمانية أسابيع مع وجود مباراة مؤجلة للفريق.. التقرير التالي يتحدث عن مسيرة الفريق والمشكلات التي تواجهه.. بداية جيدة بعد فترت إعداد جيدة في الباحة ثم المشاركة في دورة الجزيرة الإماراتي في رمضان، بدأ الأهلي مشوار الدوري بعد عيد الفطر المبارك الماضي حيث كان اللقاء الأول أمام الأنصار ضيف الممتاز لهذا العام في المدينةالمنورة ورغم فورة الأنصار إلا أن الأهلي قدم مباراة مطمئنة لجماهيره توجها بهدف وحيد من قدم عماد الحوسني، وواصل الأهلي تقديم عروضه حين كسب النصر في جدة بهدفي فيكتور من ركلتي جزاء هذا الفوز الثاني رفع من أسهم الفريق في المنافسة على اللقب، وأكد الأهلي قدومه للمنافسة بعد رباعية نجران في جدة والتي سجلت عن طريق فيكتور هدفين والحوسني ومعتز الموسى هدفين و تغنت الجماهير باللاعبين واستبشرت خيرا بفريق مرعب. المحك الحقيقي ويرى بعض المحللين الرياضيين بل ومحبي الأهلي الذين يقيسون الأمور بمقياس العقل والمنطق بعيدا عن العاطفة، أن المباريات الثلاث السابقة التي خاضها الفريق لا تمثل المحك الحقيقي للفريق بما فيها مباراة النصر الذي كان دون المأمول لهذا رأت أن لقاء الفريق بالهلال في الرياض في الجولة الرابعة يمثل المحك الحقيقي للفريق على الرغم من أن الهلال كان يمر بوعكة فنية وكانت كفة الأهلي الأفضل إلا أن الهلال صحح أوضاعه وعالج إخفاقه السابق برباعية دك بها حصون الأهلي وجاءت الأهداف عن طريق الفريدي والهوساوي وبيونغ والشلهوب تلك النتيجة الكابوس التي زلزلت أركان البيت الأهلاوي. وكانت بداية التراجع بل وبداية الخوف من المستقبل. استعادة التوازن وكان لقاء التعاون في الجولة الخامسة في جدة لقاء استعادة التوازن للفريق، وبالرغم من الفارق بين الفريقين إلا أن التعاون كاد أن يحرج الأهلي حين تقدم عليه بهدفين لهدف حتى الدقيقة ال 71 والتي سجل فيها فيكتور هدف التعادل بعد أن كان هو صاحب الهدف الأول ثم أضاف اللاعب نفسه الهدف الثالث بعد ثلاث دقائق من الهدف الثاني واختتم الجيزاوي أهداف الأهلي بالهدف الرابع في الوقت بدل الضائع تلك المباراة كانت بمثابة استعداد التوازن ولكن الجمهور الأهلاوي ظل خائفا من تذبذب مستوى الفريق. تراجع مخيف في مباراة الفتح تعرض الفريق الهلاوي لتجربة صعبة كادت تكلفه نقاط المباراة لولا هدف الإنقاذ من الحوسني في الوقت بدل الضائع .. وفي ذلك اللقاء الذي أقيم في الأحساء في الجولة السادسة سجل فيه الأهلي تراجعا فنيا مخيفا فقد تاهت كل خطوطه مما سهل مهمة الفتح في بسط نفوذه على مجريات المباراة توج ذلك بهدفين عن طريق دوريس ولكن فيكتور أوجد حلا للهدف الأول وأنقذ الحوسني الأهلي بالتعادل الذي كان بمثابة الفوز في آخر ثانية من المباراة وظل الأهم المستوى المتردي للفريق والذي جعل الجمهور الأهلاوي يضع يده على قلبه خوفا من القادم الصعب. الطيران ينقذ الأهلي كانت مباراة الجولة السابعة من هذه المسابقة للفريق أمام الفيصلي في المجمعة ولكن لظروف الطيران تم تأجيل ذلك اللقاء والذي كان بمثابة الإنقاذ للأهلي كي يلتقط أنفاسه ويعالج أخطاءه كي لا تتكرر مباراة الفتح على الرغم من أن الأهلاويين قالوا نحن جاهزون ولكن التأجيل في نظر الجماهير كان منقذا. ختامها تعادل وكان لقاء الجولة الثامنة أقيم يوم الثلاثاء الماضي حيث استضاف الأهلي الاتفاق في لقاء جاء محكا حقيقيا كون الاتفاق لم يخسر ويحتل الصدارة مناصفة مع الشباب، وكانت الجماهير الأهلاوية تمني نفسها بخروج الفريق من نفق التراجع لاسيما وأن الفوز على الاتفاق سيحل كثيرا من المشاكل النفسية للفريق وفي الوقت نفسه يعيد الفريق للمنافسة فالفوز على الاتفاق يمثل ست نقاط وليس ثلاثا ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن حين انتهى اللقاء بالتعادل السلبي. وبرر الأهلاويون ذلك التعادل بعامل النقص جراء طرد معتز الهوساوي منذ الدقيقة العاشرة ولكن يرى البعض ان التعادل برغم النقص على أرضك وبين جماهيرك يعد خسارة ..عموما لم يكن المستوى الفني للأهلي بالجيد ولكنه أفضل من اللقاء السابق إلا أن النقاط كانت حلم كل أهلاوي بغض النظر عن المستوى الفني. القادم أهم وتظل المرحلة المقبلة لفريق الأهلي هي الأهم سواء في الدوري أو بقية المسابقات بما فيها الآسيوية الأهم للأهلي هذا الموسم والتي يجب أن يركز عليها بشكل أكبر وتلك المرحلة المقبلة تتطلب وقفة تقييم من قبل صناع القرار في النادي من هيئة أعضاء شرف ومجلس تنفيذي ومجلس إدارة ولعل البارز أمام الجميع أن مشكلة الفريق الأهلاوي تكمن في متوسطي قلب الدفاع فهي مشكلة أزلية ولهذا يتوجب على الأهلاويين البحث عن قلب دفاع أجنبي بمواصفات عالية جدا ليسجل في فترت التسجيل الثانية كما يجب على بعض اللاعبين مراجعة مستوياتهم الفنية ومحاسبة أنفسهم قبل محاسبة الآخرين لهم. الثبات على المدرب من أبرز مشاكل الأهلي في المواسم الماضية كثرة تغيير المدربين ولكن تلك الظاهرة اختفت في هذا الموسم حتى الآن وتأمل جماهير النادي اختفاءها، فالمدرب الحالي كارل جاروليم التشيكي يعد من المدربين الجيدين ولكنه قطعا يحتاج لمزيد من الوقت وتتمنى الجماهير الأهلاوية منحه الفرصة حتى ولو حدث بعض التراجع للفريق فليس كل تراجع سببه المدرب.