أكد مصدر نفطي رفيع المستوى على أن تعدد منافذ التصدير التي تحظى بها المملكة تضمن انسيابية البترول السعودي إلى الأسواق العالمية دون عوائق حتى في حالة تعرض بعض المضائق البحرية إلى الإغلاق أو تعرقل حركة الملاحة البحرية نتيجة إلى الاضطرابات السياسية التي تدور بين الدول المطلة عليها. وقال المصدر أن المملكة تحظى بمنافذ تصدير على البحر الأحمر يمكن استخدامها في حالة تعرض مضيق هرمز للإغلاق أو تشكل خطراً لناقلات النفط التي تمر من خلاله، مستبعدا أن تصل الأمور إلى هذا المستوى من التصعيد وذلك لكون هذا المضيق يمر من خلاله حوالي 17 مليون برميل يوميا تغذي دول العالم بمصادر الطاقة وتعود فائدتها لشعوب العالم. وكانت التهديدات الإيرانية الأخيرة بإغلاق مضيق هرمز في حالة تعرضها لعقوبات جديدة قد أثارت اهتمام الاقتصاديين العالميين الذين يرون بأن إغلاق المضيق سيعرقل من انسيابية النفط الخام ما يسبب شحاً في إمدادات الخام وارتفاع في أسعار البترول، الأمر الذي سيفاقم من مشكلة تقهقر نمو الاقتصاد العالمي الذي لا يزال يعاني من وعكة مالية ألزمته الركود منذ ثلاث سنوات. وعلى الرغم من ارتفاع سخونة الأجواء السياسية بين بعض الدول الغربيةوإيران على خلفية برنامجها النووي والتي أفضت إلى إطلاق إيران تهديدات صريحة الأسبوع الماضي بإغلاق مضيق هرمز الذي يربط الخليج العربي ببحر العرب، إلا أن أسعار النفط بقيت قرب مستوياتها التي كانت عليها منذ عدة أشهر نتيجة إلى ارتفاع المخزونات الأمريكية من النفط الخام والتي تنبئ بتراجع الطلب على النفط خلال الربع الأول من عام 2012م. ومع أن معظم المراقبين يستبعدون أن تقدم إيران على تنفيذ تهديداتها والعمل على تقويض أمن المضيق الذي يخدم جل الدول الخليجية يرون أن المضيق يعتبر من أهم الممرات البحرية بالنسبة لمناولة النفط الخام إلى الدول المستهلكة ومن المرجح أن يتم حمايته من الدول العظمى لضمان تدفق النفط دون عوائق إلى مراكز الاستهلاك. وكانت أسعار النفط مرشحة للارتفاع بصورة حادة بسبب الاضطرابات السياسية والتهديدات الإيرانية بيد أن مؤشرات عكست وجود تباطؤ في الطلب على النفط ومنها الزيادة المفاجئة في مخزونات النفط الخام في الولاياتالمتحدة مع ارتفاع الواردات، حيث زادت مخزونات الخام بمقدار 3.9 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 23 ديسمبر، كما أن من العوامل التي ساهمت في تهدئة أسعار النفط انتشار المخاوف من أزمة ديون منطقة اليورو وضعف أداء القطاعات الصناعية في بعض الدول الآسيوية. وقد راوح النفط منذ بداية التعاملات الصباحية ليوم أمس الجمعة دون 100 دولار للبرميل لخام ناميكس القياسي في الأسواق الأمريكية، ولم يتمكن كسر هذا الحاجز السعري، بينما صعد خام برنت القياسي في الأسواق الأوروبية إلى 108 دولارات للبرميل مع إقبال المضاربين على الوقود الأحفوري وسط توقعات بأن يصعد بسبب التوترات في الشرق الأوسط. وهبط الذهب بمقدار 17 دولاراً للأوقية بعد أن انصرف معظم المضاربين إلى المتاجرة بالنفط لتغطية مراكزهم المالية ومحاولة استغلال الفرص الاستثمارية التي تلوح بالأفق بعد أن ظهرت مؤشرات على إمكانية صعود النفط في غضون الأيام القليلة القادمة.