« أمسكت أمي بيد الهاون الخشبية وسخنتها في النار ثم أخذت تضغط بها مرارا وتكرارا على ثدييّ الاثنين بينما كنت متمددة على ظهري، ثم أخذت قشرة جوز هند وحمتها في النار وكوت بها الثديين.لقد كنت أصيح من شدة الألم وحاولت أن اهرب ولكني لم استطع ذلك لان جسمي كان يرتعش بشدة.» هكذا روت الطالبة جيرالدين سيري تجربتها المؤلمة في ظاهرة كي الأثداء المتفشية في الكاميرون. وتشير الإحصاءات إلى ان 26 بالمئة من الفتيات والنساء الكاميرونيات في سن البلوغ( 4 ملايين) يخضعن لهذه الممارسة حيث تعتقد الأمهات أنها تحمي بناتهن من التحرشات الجنسية والاغتصاب من قبل الأولاد والرجال أو لمنع الحمل المبكر الذي يلطخ سمعة العائلة، أو للسماح للفتاة بمواصلة تعليمها قبل أن ترغم على الزواج المبكر. وعادة ما يتم كي وتسطيح الأثداء على ايدى الأمهات والقريبات . وأكثر الأدوات المستخدمة في هذه الممارسة هي يد الهاون الخشبية والموز أو قشر جوز الهند أو المغرفة ( الكبشة) أو الحجارة بعد تسخينها في النار، أو المنشفة المغموسة في الماء الساخن. وتستغرق عملية الضغط على الثدي ودحرجة أداة الكي عليه عدة دقائق في اليوم لمدة شهرين تقريبا. وتقول إحدى الأمهات،»كي الأثداء ليس بالشيء الجديد. إنني سعيدة بأنني وفرت الحماية لابنتي لأنني لم احتمل فكرة أن تحمل قبل أن تكمل دراستها.» وتحد هذه الممارسة من نمو الأثداء لدى الفتيات وبالتالي من جاذبيتهن وأنوثتهن ، في دولة يشيع فيها الحمل بين القاصرات. بالإضافة إلى ذلك فان 30 بالمئة يحملن حملا غير مرغوب فيه، وفقا لدراسة أجراها باحثون اجتماعيون محليون. فتاتان كاميرونيتان بلا اثداء ويعزى ارتفاع حالات كي الأثداء في الكاميرون في الآونة الأخيرة إلى بلوغ الفتيات سن الحلم في سن باكرة نتيجة لتحسن نوعية الغذاء، الأمر الذي تسبب في أن تتعرض نصف الفتيات اللواتي يبلغن الحلم قبل سن التاسعة إلى كي الأثداء. وتحكى الفتاة اميلا البالغة من العمر 14 عاما والتي بدأت سمات البلوغ عليها في سن التاسعة،تجربتها المؤلمة قائلة،إن ثدييها بدآ في النمو في سن التاسعة وان شقيقتها الكبرى قررت تدليكهما كل مساء بمنشفة مغموسة في ماء حار. وتقول اميلا،» كان هذا مؤلما للغاية. ففي كل ليلة قبل أن اخلد للنوم ، كانت شقيقتي تربط قمعا بلاستيكيا حول صدري وتشده بإحكام لتسطيح ثدييّ. وبعد ستة أشهر ارتخى الثديان وأصبح نسيجهما ضعيفا للغاية. وفي سن عشر سنوات كان ثدياي مرتخيان تماما وكنت اشعر بالخجل الشديد في كل مرة اخلع فيها ملابسي.» كي الأثداء يئد أنوثة الفتيات مبكراً..والقانون لا يردع «الأمومة المتوحشة» ولم يتم إجراء أبحاث مكثفة حول الجوانب السلبية لظاهرة كي الأثداء ، إلا انه من المقبول بصفة عامة أنها تسبب- بجانب الألم المبرح - التهابا في الثديين مصحوبا بتقرحات وبثرات ، بالإضافة إلى سرطان الثدي وتشوهه ،والإزالة التامة لأحد الثديين أو كليهما، والحد من إمكانية الرضاعة من الثدي نهائيا. ويقول البروفيسور اندرسون دوه، اختصاصي جراحة السرطان ومدير مستشفي النساء والولادة بالعاصمة الكاميرونية ياوندي ان هذه الممارسة تنطوي على مخاطر جمة يجملها بقوله،» هناك أنسجة في الثدي مكونة من أنسجة ضامة. فإذا قمت بكي الثديين باستخدام أجسام ساخنة في هذا السن الغض الذي يبدأ فيه الثدي في التكون فانك لا شك سوف تسبب ضررا كبيرا». وتنتظم حاليا حملة على نطاق القطر لمحاربة هذه الظاهرة. ويوصي الدكتور فلافين ندونكو بان أفضل وسيلة لتحقيق ذلك عقد مناقشات بين الفتيات والأمهات ، ويقول:»ينبغي مناقشة مسائل الصحة الإنجابية والجنسية مع البنت حتى تكون على معرفة تامة بما يعنيه النمو وتكون الثديين والحيض.» ويقول المحامي بوبا نديفيموبو إن الضحية تتمتع بحماية قانونية متى ما أبلغت عن الحالة في غضون بضعة أشهر . فإذا ما قرر الطبيب أن الضرر لحق بالثديين، فان الشخص المسؤول عن احداث الضرر قد يلقى عقوبة بالسجن لمدة ثلاث سنوات. غير أن هذا العقاب رغم شدته لا يعمل على ردع الأمهات. يد الهاون يتم تسخينها في النار لكي الثديين وتسطيحهما