تؤكد نتائج الدراسات أن هناك قواسم مشتركة تعتبر مصدراً رئيسياً لمعوقات النقل وتحتاج إلى المزيد من الدراسات. وحيث إن الوقت لا يسمح بالدخول بالتفاصيل نوردها في عناوين كما جاءت في دراسة حديثة صادرة عن منتدى الرياض الاقتصادي وهي معوقات تخطيطية، معوقات إدراية، معوقات اجتماعية بالإضافة للمعوقات الاقتصادية. هذه المعوقات متداخلة ويسهم كل منها بالقدر الذي يحتاج إلى معالجة كحزمة واحدة لأنها مكملة لبعضها البعض. ومن هنا جاءت الحاجة إلى هذه الدراسة تحت عنوان ( تطوير النقل داخل المدن) وأعتقد أن الدراسة جاءت متميزة وموضوعية ورائدة اعتمدت على الأسلوب التاريخي والوصفي التحليلي والميداني. ومن اهداف الدراسة الوصول إلى تقدير جديد للتكلفة الاقتصادية للحوادث والاختناقات المرورية والأضرار البيئية على أساس منظومة متكاملة مع اعتماد معايير وأسس حديثة قابلة للتطبيق محلياً. و ما تميزت به دراسة منتدى الرياض الاقتصادي هو مجال إيجاد تقدير جديد على أسس ومعايير جديدة محلية معتمدة على الأسس والمعايير الإقليمية والعالمية. حيث وضعت تعريفاً جديداً للتكلفة الاقتصادية للحوادث أضافت عليه مكونات أساسية للحادث وهي الاختناقات المرورية وما ينتج عنها من أضرار، والتكلفة الاقتصادية للأضرار البيئية على أساس تعريف الحادث المروري في المادة (59) من نظام المرور الصادر 1428ه ولائحته التنفيذية في فقرتها (59/أ). وجاءت كما يلي: التكلفة الاقتصادية التقديرية للحوادث هي 47 مليار ريال سعودي، والتكلفة التقديرية الاقتصادية للاختناقات المرورية وما ينتج عنها من أضرار هي 28 مليار ريال سعودي والتكلفة التقديرية الاقتصادية للأضرار البيئية هي 6 مليارات ليصبح إجمالي التكلفة التقديرية 81 مليار ريال سعودي. ومن حسن الطالع أن يتزامن إنجاز هذه الدراسة الهامة مع صدور قرار مجلس الوزراء بالموافقة على الاستراتيجية الوطنية للنقل ، والتي تعد نقلة كبيرة ومساندة لهذه الدراسة والتي تستهدف توفير قطاع نقل متكامل يشمل جميع الأنماط ويتميز بالسلامة والفاعلية والكفاية والتطور التقني. التكامل بين الاستراتيجيتين يتطلب التنسيق ببرامج عمل تحدد الإجراءات المطلوبة لتحقيق الأهداف المرجوة هو بلا شك يعزز التنمية الاقتصادية ويضمن توفير بيئة صحية وآمنة لأفراد المجتمع وهذا هو الهدف الأساسي لهذه الدراسة. * عضو مجلس الشورى