وصف فضيلة رئيس محكمة الاستئناف عضو المحكمة العليا الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد تنظيم المملكة سنوياً لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته ، وبذل الجهد من أجلها ، ورعايتها من قبل ولاة الأمر بأنه من أفضل الأعمال ، وأجل القربات عند الله عز وجل وهو ملك الأخيار ومنهج الأبرار ، وعنوان الفلاح وطريق النجاح في الدنيا والآخرة، إذ هو دستور هذه الأمة ، ومنهج حياتها ومصدر عزها وسيادتها ، وهذا ما تفخر به بلاد الحرمين الشريفين هذه البلاد التي لا تألو جهداً في خدمة كتاب الله عز وجل والعناية به والاهتمام بتعلمه وتعليمه وتحكيمه في كل شؤون الحياة . وأبان في تصريح له بمناسبة عقد مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية في دورتها ال "33" في رحاب المسجد الحرام : أن حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتعلمه وتعليمه من أفضل الطاعات وخير العبادات ، لافتاً إلى أن الذي يعيش مع القرآٍن ويتفيأ ظلاله في نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها وتذوق حلاوتها، نعمة لا تدانيها نعمة ، فالقرآن الكريم هو كلام الله الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) ، وهو أفضل الكلام على الإطلاق ، بل لا يدانيه في الفضل كلام سواه ، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه ، وأنه يكفي معلم القرآن الكريم ومتعلمه شرفاً وفخراً أن يكون من أخيار هذه الأمة ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) ، وقال أيضاً : (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ) . وشدد فضيلة الشيخ الحميد على أن الدراسات المعاصرة أثبتت أن تدريس القرآن الكريم في المراحل الأولية في التعليم من أهم أدوات تنمية الذكاء لدى الأطفال ، وله أثر على ملكات ومهارات مهمة يحتاجها التلاميذ ، كما أثبتت دراسات علماء النفس أن حفظ القرٍآن الكريم وإدراك معانيه ومعرفتها معرفة كاملة يوصل الصغير إلى مرحلة من الذكاء وبدرجات مرتفعة ، و تبين أيضاً أن الطلبة الذين يحفظون القرآن الكريم هم من أوائل الطلبة وهم المتقدمون والمتفوقون دراسياً وتميزوا في تحصيلهم العلمي والثقافي والدراسي عن غيرهم ، فاقوا أقرانهم ممن لم يحفظ القرآن الكريم ولم يلتحق بحلق القرآن ، وذلك بشهادة مديري المدارس والمعلمين ، وأن هذا التفوق والتميز لدى حفظة كتاب الله إلى أن القرآن الكريم هو كتاب رباني ومنهج سماوي يدعو إلى الوسطية والاعتدال، وأثره واضح في حماية النشء من التطرف والغلو ، وصيانتهم من الانحرافات الفكرية والسلوكية والعقدية ، لأنه ما من خلق كريم إلا ودل القرآن عليه ، وما من مسلك جميل إلا وأرشد القرآن إليه. وختم تصريحه ، بسؤال الله تعالى أن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده ، وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه .