أثنى رئيس محكمة الاستئناف عضو المحكمة العليا الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد على الجهود والأعمال الكبيرتين اللتين قام ، ويقوم بها ولاة أمر هذه البلاد لخدمة الإسلام والمسلمين والاهتمام بالقرآن الكريم والعناية به ، والعمل على نشره وتعليمه ، والحرص على مدارسته وتطبيقه . ووصف فضيلته في تصريح صحفي له مناسبة منافسات الدورة الثانية والثلاثين لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره - تنظيم هذه المسابقة القرآنية ، وبذل الجهد من أجلها بأنها من أفضل الأعمال ، وأجل القربات عند الله - عز وجل - وهو ملك الأخيار ومنهج الأخيار ومنهج الأبرار ، وعنوان الفلاح وطريق النجاح في الدنيا والآخرة، إذ هو دستور هذه الأة، ومنهج حياتها ، ومصدر عزها وسيادتها ، وهذا ما تفخر به بلاد الحرمين الشريفين هذه البلاد التي لا تألو جهداً في خدمة كتاب الله - عز وجل - والعناية به والاهتمام بتعلمه وتعليمه وتحكيمه في كل شؤون الحياة. وقال الشيخ عبدالعزيز الحميد إن ولاة الأمر بالمملكة - حفظهم الله- قد أولوا عناية خاصة بكتاب الله - عز وجل - من مظاهرها إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة ، ورعاية الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم والمنتشرة في جميع مناطق المملكة ودعمها مادياً ومعنوياً ، إلى جانب تنظيم المسابقات الدولية والمحلية ؛ لإذكاء روح التنافس بين حفظة القرآن الكريم داخل المملكة وخارجها وبذل الجوائز القيمة لهم مع الإكرام والحفاوة بهم والتي تأتي في طليعتها مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وتفسيره التي تنظمها وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله - والتي أخذت صفة الشمولية للعالم الاسلامي بداية من تنظميها لأول مرة في مكةالمكرمة عام 1399ه ، وصرفت لها الجوائز السخية لتكريم الفائزين الخمسة في كل فرع من فروع المسابقة كما صرفت الجوائز المجزية للمشاركين من غير الفائزين. وأكد فضيلته أن حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتعلمه وتعليمه من أفضل الطاعات وخير العبادات، وأن الذي يعيش مع القرآن ويتفيأ ظلاله في نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها وتذوق حلاوتها،نعمة لا تدانيها نعمة، فالقرآن الكريم هو كلام الله الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) وهو أفضل الكلام على الطلاق ، بل لا يتدانيه في الفضل كلام سواه وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه. وزاد قائلاً: إنه يكفى معلم القرآن الكريم ومتعلمه شرفاً وفخراً أن يكون من أخيار هذه الأمة، حيث قال - صلى الله عليه وسلم - : (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) ، وقال أيضا: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين). وشدد فضيلة الشيخ الحميد على أن الدراسات المعاصرة أثبتت أن تدريس القرآن الكريم في المراحل الأولية في التعليم من أهم أدوات تنمية الذكاء لدى الأطفال ، وله أثر على ملكات ومهارات مهمة يحتاجها التلاميذ ، فهو ينمي التفكير العلمي لدى الطفل وينشط عقله وقدراته الذهنية ويعطيه ملكة في الحفظ وقوة في الذاكرة ويسهم بدوره في التنشئة الكاملة له منذ عهد طفولته المبكرة، ذلك أن القرآن الكريم دعوة للتفكير والتأمل والتدبر، والابتكار ، والذكاء، حيث أثبتت دراسات علماء النفس أن حفظ القرآن الكريم وإدراك معانيه ومعرفتها معرفة كاملة يوصل الصغير إلى مرحلة من الذكاء وبدرجات مرتفعة، وقد اتضح أن غالية عالماء المسلمين وأدبائهم كانوا يحفظون القرآن الكريم منذ الصغر، كما تبين أن الطلبة الذين يحفظون القرآن الكريم ، هم من أوائل الطلبة وهم المتقدمون والمتفوقون دراسياً وتميزوا في تحصيلهم العلمي والثقافي والدراسي عن غيرهم ، فاقوا أقرانهم ممن لم يحفظ القرآن الكريم ولم يلتحق بحلق القرآن وذلك بشهادة مديري المدارس والمعلمين. وأرجع فضيلة رئيس محكمة الاستئناف عضو المحكمة العليا هذا التفوق والتميز لدى حفظة كتاب الله إلى القرآن الكريم هو كتاب رباني ومنهج سماوي يدعو إلى الوسطية والاعتدال ، وأثره واضح في حماية النشء من التطرف والغلو ، وصيانتهم من الانحرافات الفكرية والسلوكية والعقدية، لأنه ما من خلق كريم إلا ودل القرآن عليه ، وما من مسلك جميل إلا وأرشد القرآن إليه. وختم تصريحه: بسؤال الله تعالى أن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني ، وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.